كتابات

قبل أن تنفجر القنبلة.. إقفلوا جامعة الدمار الشامل

قبل الحادي عشر من سبتمبر كان المسافرون في كل مطارات العالم لاسيما في الولايات المتحدة الأمريكية واوروبا بإستثناء اليمن ومعظم الدول العربية والدول التي تحكمها الأنظمة الديكتاتورية تتعامل مع حركة السفر والطائرات والمطارات كمثل التعامل من محطات سيارات الأجرة أو الباصات او القطارات بكل بساطة ويسر ودون أية تعقيدات. بمعنى آخر أن الناس تعودت عندئذ?ُ الوصول إلى بوابات الطائرات في حالات الإستقبال والتوديع أو السفر دون قيد?ُ او شرط. هذه المزايا الجميلة من الراحة والإطمئنان الأمني التي كان يستمتع بها البشر حينذاك إنتهت في عهد الرئيس بوش الأصغر مباشرة بعد تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر. وأصبح يتم التوديع والإستقبال خارج المطارات فضلا?ٍ عن أن المسافرين يتشجمون عناء التفتيش الدقيق في كل محطة جوية يطأونها بالنسبة لغير العرب والمسلمين? بينما يواجه العرب والمسلمون بالإضافة إلى عناء التفتيش بالمهانة والمذلة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في أسفارهم.

السبب في هذا القلق هو حالة الرعب التي بات يتوقعها الآخرون من رؤية مسافر عربي/مسلم بعد تاريخ الحادي عشر من سبتمبر? كونه لم يكن يخطر على بال الغرب قبل هذا التاريخ أنه قد بلغ بالبعض الجنون إلى درجة أن يقوم أحدهم بتحويل نفسه إلى قنبلة على متن طائرة لتفجيره هو ومعه الكثير من الأبرياء من مخلوقات الله.

لم يدشن هذا التاريخ/الحادث المؤلم? الذي أعترف بإرتكابه أسامة بن لادن ليصبح بطل الإرهاب القومي ـ ولم تتنصل منه أو تنكره السعودية أو بقية الأنظمة الأخرى في تماه?ُ خانع وم?ْذل لسطوة الدولة الأقوى? بل قامت بضرب الدفوف الطبول ورفع درجة حرارة الحمى نحو الحرب في دول الشرق الأوسط. ولم يقتصر الأمر لحالات الرعب في المطارات والطائرات وحسب بل سمح في إستغلاله من قبل سفاحي العالم وتجار الدم والإرهاب لتعميم هذه الظاهرة المرضية وإستدخالها كسلاح فتاك ضد العرب والمسلمين في الدول التي يريدون هدمها? وربما كان هذا هو الوازع الأساسي من إفتعال جريمة نيويورك وواشنطن? فأنتشرت في أعقابها العمليات الإنتحارية ترتكبها عناصر عربية/مسلمة في أفغانستان والعراق واليمن وسورية ولبنان وبدأت في مصر وأماكن أخرى. ورغم ذلك كله لايزال تصنيع هذا النوع من سلاح الفتك على أشده وعلى أعلى المستويات العلمية والنفسية وتحت سمع وبصر العالم والمجتمع الدولي بإسره.

إختصارا?ٍ للموضوع نود الإشارة إلى أن تصنيع وتعليب هذا المشروع مايزال يعمل ويتطور دون أن يلتفت العالم إلى خطورته. إن وجود مؤسسات خطيرة جدا?ٍ تقوم منذ زمن بتربية السلاح البشري مثل جامعة (الإيمان) في صنعاء ومعهد (دماج) في صعدة هو الأخطر من كل الأسلحة النووية والكيماوية معا?ٍ. إن هاتين المؤسستين لا تقومان بإحتراف بتربية الإنحراف الإنتحاريين وحسب بل بتربية الإنتحاريين والعقول الإجرامية التي تعمل على تحويل الإنسان الطيب والبسيط وربما المتعلم في مدة لا تزيد عن بضعة دقائق إلى سلاح دمار شامل تحت تأثير التحريف لمضامين شعارات مثل (لا إلله إلا الله) (لبيك يارسول الله). إن مايحدث حاليا?ٍ من قتل وذبح لبني البشر من أبناء جلدتنا وفي وطننا العربي يتم عن طريق هذا الإدمان الجنوني الذي ي?ْغرس وي?ْفعل في عقول البشر كما ت?ْغرس وت?ْفعل الشريحة في جهاز تلفون تحت تصديق شعارات برئية تتذرع بتعليم العلوم الإسلامية بينما هي تقوم بتصنيع أسلحة بشرية ذات تدمير شامل يصعب على المجتمع الدولي إرسال كل فر?قه المتخصصة للتفتيش عنه? ولم يعد يقتصر على المزيد من الرقابة وإهانة المسافرين في مطارات العالم. بل أنه يمكن أن يصبح قنابل نووية تنفجر في وجه العالم في وقت متزامن دون سابق إنذار? وما حدث ويحدث في سوريا الحبيبة إلا مناورات بسيطة جدا?ٍ ومايحدث في اليمن من تفجيرات في دار الرئاسة وكلية الشرطة ومستشفى وزارة الدفاع الذي وقع يوم الخميس الماضي من قتل للأطباء والممرضين والممرضات والأمراض معا?ٍ ماهي إلا بروفات أولية خفيفة فاتحة لشهية الدم. ولن تبقى أي دولة مهما عظم شأنها في منأى عن هذا الخطر بما فيها اوروبا والولايات المتحدة الأمريكية نفسها.

وفي هذا السياق فإن بلد المنشأ وهو اليمن كم باب اولى يقف مع الأسف الشديد على أعتاب وضع أشبه مايمكن وصفه بسلخانة للبشر إن لم يتم وعلى الفور إقفال مثل هذه البؤر الذي تدار من قبل عقول شاذة لا ترى من الدنيا والدين إلا الوصول إلى الجاه والسلطان ولا تعرف الله ولا رسوله ولو على شلالات من الدماء وركام من الجماجم. ويجدر فورا?ٍ تحويل مرتادي ورواد هذه البؤر الإرهابية إلى مصحات نفسية ومعاهد مناصحة قويمة لإعادة برمجة عقولهم بما يتلاءم مع فطرة الإنسان التي حباها الله في خلقه قبل أن تنفجر القنبلة في وجه الجميع.

bassethubaishi@yahoo.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com