كيف تصنع عميلا ??
– لعل المستغرب منه ـن الفوضى الخلاقة التي اجتاحت أوطاننا العربية خلال هذا العام أفرزت لنا عملاء كما وكيفا ,,, شكلا ومضمونا ,,, تخطيطا وتنظيما ووضعتهم في السوق المالية حتى “بارت قيمتهم” و “رخصت أسعارهم” وأصبح عددهم فوق المتوقع ممن كان يمني نفسه ذات يوم أن يجد له عملاء في أوطاننا العربية يتخذهم عند اللزوم ,,, ولكن يا ترى كيف يمكنني أن أصنع عميل أستفيد منه في أي مكان وأي زمان وخاصة أني اتجهت في هذه الفترة لأن يكون العميل ليس كعميل الأمس والذي يتم إدراجه كجاسوس لي بل أريد عميل يكون “بطل قومي” لا تستطيع أي قوة معادية أن تمسه بسوء حتى لو مس هذا العميل سيادة ودماء وأرض دولة ينتمي إليها العميل وأمام مرأى ومسمع الجميع ,,, هناك عده عوامل وعده أساسيات تضع اللبنة الأولى والأساس المتين لخلق عميل من طراز جيد وجيد جدا ونادر ,,, وهذه العوامل تتلخص في الآتي:-
1. عامل المنظمات: يجب أن تفعل منظماتك الخيرية والتنموية والتي زرعتها في هذا البلد تحت مسميات متعددة وتحت إشراف مختلف (سواء تابع لهيئات الأمم المتحدة أو تابعة لجهات أخرى مستقلة ) وسواء كانت (تنموية أو حقوقية أو صحية وخاصة ما يرتبط بالمرأة ) ومن خلال هذا التفعيل سوف تجد شباب وشابات متفاعلين بشكل كبير وستجد فيه طاقة (إيجابية أو سلبية) مما يدل على أنه مشروع ناجح وناجع لشيء أسمه “ناشط”
2. الجندر:- كما قال أحدهم “استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان – عفوا أقصد – بالنسوان” ومن هذا المنطلق يجب أن يكون 75%من تركيزك على هذا العنصر لما يمتلك من تركيبة سيكولوجية خصبة لزرع كل ما تريد أو تتمنى أو تسعى إليه حتى لو لم تنفق الأموال الكثيرة (المال تحتاجه في صناعة عميل رجل أكثر من صناعة عميل امرأة) .
3.الحضارة الغربية:- دورات تدريبية وترفيهية وزيارات وسفريات إلى الدول المصنعة لجعل “مشروع العميل” ينبهر بالحضارة الغربية ويغرز في قلبه وعقله وروحه أن هذه الحضارة المثالية وان هؤلاء هم المثاليين ويجب أن نتبعهم إتباع أعمى في كل فكر ورؤية وتوجه وأحيانا “معتقد” كي نصل إلى ما وصلوا إليه .
4. التعليم والتربية :- غرز في العقول والقلوب والأرواح مبادئ تكون مقدمة لجعل العميل ينسلخ انسلاخ تام من عاداته وتقاليده وأحيانا كثيرة “معتقده” بحيث يصل هذا العميل إلى مرحلة الانسلاخ بإرادته الشخصية دون ضغوط أو أجبار عوضا عن سعي هذا العميل لنشر هذه الأفكار وهذه المعتقدات لنظرائه تحت منظور “توعية الأقران” أو تثقيفهم ونشر الرؤية المكتسبة منهم إليهم .
5. المال:- لعل أهم سلاح لصناعة العميل “المال” فبالمال تستطيع أن تصنع جيش كامل من العملاء ليس فقط ليتبعوك فكريا بل وميدانيا مع فارق الصرف على الجنسين ,,, فالرجال تحتاج لأن تضع لهم ميزانية كبيرة لأن ولائهم يعتمد اعتمادا كليا على عامل العطاء والكسب عكس المرأة والتي يسهل صناعتها بسعر أقل تكلفة مع التركيز الشديد على عاطفتها ونفسيتها وإشهارها بين الأمم لأنها تهتم بالصيت أكثر من المال والرجل اهتمامه بالمال أكثر من الصيت.
6. الإعلام:- من خلال تلميع وإشهار وإظهار هؤلاء “مشروع عملاء” في برامج إخبارية أو برامج فكرية أو ثقافية أو مقابلات ,,, وإشهارهم تارة وهم يضطهدون وتارة وهم يصرخون في الشارع وتراه وهم يزحفون وتارة وهم يقودون الجيوش من الشباب وعرضهم في كل مره عرض المساء إليه والمظلوم والمنتزع منه الحقوق والباحث عن لقمة عيش تسد رمقه وغير ذلك من أفكار يقودها صانعوا عملاء إعلاميين متخصصين ومتمرسين ومحترفين يضعون الخطط والدراسات والأفكار لينفذها هذه الجهات الإعلامية لتصب أضواءها على هؤلاء “مشروع عميل” فالأعلام أهم ركيزة خلال الصناعة هذه لأن هناك الكثير – للأسف – وضع في أجندته أن ما يتم نشره وبثه في القنوات شيء مقدس وصادق وصحيح ويجب أن نقول بعد كل خبر ينشر “صدقت القناة العظيمة” ونمسح على أيدينا ووجوهنا وكأنه درس ديني منبثق من قال الله وقال الرسول .
7. الجوائز العالمية والإقليمية والمحلية :- تأتي هذه الخطوة في كمرحلة أخيرة في صناعة العميل وتعميده خاصة لمن يجد فيه المصنعون الغباء الزائد والتأثير الكبير (لأن هناك من يحمل هذه الصفتين غباء وتأثير) لأنه من خلال الجوائز هذه تثبيت للعميل واعتراف دوليا وعالميا بمشروعيته وإعطاءه سهولة التعامل مع الوسط المرغوب فيه أن يفيدهم فيه دون ملاحقات أمنية أو قومية أو مجتمعية فأصبح عميل ظاهر بعد أن كان في البدء “عميل سري” كون هذه الجوائز لم توضع إلا بديلا للإعلانات الدعائية التي يستخدمها مصنعو المنتجات الاستهلاكية لإظهار ونشر منتجاتهم وبضاعتهم في الأسواق.
8. الدماء:- لكي يكون العميل ناضج الفكر والتوجه مستعد للعمل والبناء أقصد التخريب والهدم يجب أن يظهر للمصنعين أنه جاهز لهذه الأعمال ويظهر لهم حسن النية وجديته للمستقبل والتي تم برمجته لإنجاز هذه الأعمال ولعل أهم وأقوى نقطة إغضاب الله والناس أجمعين من خلال انتهاج أي عمل يؤدي لهذا ولعل العمل الشائع هذ