كتابات

الكابتن غرابي

زمان ونحن أطفال كنا نلعب كرة قدم? وكانت اللعبة سداح مداح بدون أية قواعد? نلبس بوتي? أو شبشب? أو صندل? أو جزمة? أو تلعب حافي? وأذكر أن أي لاعب كان يلبس أديداس أو باتريك كنا نحسبه بلاعبين? ويصادف أن نلبس كلنا فنايل رقم عشرة? ومافيش مانع الحكم ينزل يلعب? واللي ما يعرفش يلعب يقول البوتي حويص? وكنا كلنا نهرب من مهمة حارس المرمى? لأن المباراة ما كانت تخلص إلا وهو ملقى على الأرض كجريح حرب? فهو يتفاعل ويقفز فوق الحصى? ويحدث أحيانا أن اللاعب بدل ما يشوت الكرة يشوت وجه الحارس. وأذكر أنه كان هناك لاعب “مكاسر” لا يؤمن بالتداول السلمي للكرة? وأي واحد يأخذ الكرة منه لازم يصاب بعاهة مستديمة في قدميه? وكان هناك لاعب كنا نسميه “غوريلا” كان يلعب كرة القدم وكأنه غوريلا هاربة من حديقة حيوانات? وأي شيء أمامها تدوسه بأقدامها? كان يشوت أي شيء أمامه? وغالبا ما يطير حذاؤه في الهواء مع الكرة فلا يعرف الحارس أيهما يواجه. وكان اللاعب الغوريلا كلما وصل إلى الجول هرب الحارس وترك له المرمى خاليا? ومع ذلك لم يكن يهدف? بل يشوت الكره باتجاه الجبل.
وكان هناك مدافع كنا نسميه “الطقم”? وهذا كان ما “يباصي” أحد? ولا يفهم في شيء اسمه “التعدد الكروي”? ولكنه كان نابغة في علم الفيزياء? وخصوصا نظرية التصادم? وكان عندما يغضب ولا يستطيع أن يحصل على الكرة? تطلع قرون ويتحول الى ثور إسباني لو شاف فانيلة حمراء فوق لاعب لردعه ردعة لا يقوم بعدها إلا وهو في قسم العظام بالمستشفى.
ورغم أن الملعب صغير جدا? وفيه مطبات? وفيه عقبة? وأحيانا علشان تهدف تطلع فوق صخرة وتشوت الكرة? وكلما جيت تشوت تتحمل حذاؤك التراب فتشعر بأن قدمك “كريك”? ومع ذلك فقد كان ذلك الملعب الصغير في نظرنا ملعبا?ٍ دوليا?ٍ.
أسوأ مباراة كنا نلعبها عندما نتبارى في قرية المقالح في ملعب قريب من الاغبري ? كان الملعب فوق جبل? وإذا سقطت الكرة نجلس ساعة لما ينزل واحد يديها من أسفل الجبل? علشان نرجع نكمل المباراة.
من مقالات أحمد غراب
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com