اراء وتحليلات

عام على الإنقاذ في حضرموت

عام مضى منذ أن انطلقت جبهة إنقاذ حضرموت بيانها الأول في السابع عشر من سبتمبر 2011م , وللأسف فأن البعض من قصيري النظر لا يزالون يتساءلون : وماذا قدمت هذه الجبهة خلال عام لحضرموت ?
ولسنا بصدد الرد على هؤلاء , إنما نحن معنيون أكثر بمن نظره صحيحا?ٍ وذهنه صافيا?ٍ وعقله كبيرا?ٍ وافقه بعيدا?ٍ وتفاعل منذ البداية مع ماطرحته هذه الجبهة ولو من باب حسن الظن حتى وأن كان لديه استفسارات وتساؤلات لمعرفة المزيد عنها . وربما ادرك هؤلاء بالفعل شيئا?ٍ مما قدمته الجبهة خلال عام كامل وأن كان متواضعا?ٍ بالقياس الى الطموح والأمل المنشود الذي تسعى إليه .
ونحاول في الأسطر التالية وبعون الله تعالى أن نوجز لهولاء وكذلك لغيرهم ممن يريد أن يفهم ويستوعب ماقدمته فعليا?ٍ جبهتنا خلال عام كامل وهو الأتي : –
أولا?ٍ .. أنها وضعت أسم (حضرموت) ولأول مره منذ نصف قرن على خريطة التعامل السياسي محليا?ٍ وإقليميا ودوليا?ٍ بعد أن كانت حضرموت مقصية ومغيبة لجهل أو تجاهل أو عمد أو تعمد في أن تعامل على أنها جزء من منظومة جنوبية أو يمنية . ولكن منذ انطلاقة (الإنقاذ) أصبح لحضرموت مكانا?ٍ محددا?ٍ بدأ صغيرا?ٍ تم أخد يتسع يوما?ٍ بعد يوم على خريطة العمل السياسي حتى وان لم يعترف بذلك الذين لايرون الأشياء إلا بعين واحدة . وستكشف الأيام القادمة إن شاء الله تعالى مدى صحة هذا القول .
ثانيا?ٍ .. أن جبهتنا وبفضل الله عزوجل ومانحن إلا أسباب لمشيئة الرحمن تبارك وتعالى قد أيقظت عقولا?ٍ كثيرة في الوطن والمهجر وأنعشت نفوسا?ٍ حضرمية عريضة في الأمل بأن غد حضرموت لايمكن أن يكون وبعون الله تعالى كماضيها . وأن لشعبها حقوقا?ٍ يجب أن تصان وتحترم ويحافظ عليها من عبث العابثين أو الغافلين حتى وأن كانوا حضارمة . وهذا هو مفتاح السلام والأمان والاستقرار واستدامة التنمية الجادة والسليمة في حضرموت وما حولها . وأن من أهم هذه الحقوق وأبرزها (حق شعب حضرموت في تقرير المصير ) ولاينبغي لالجنوبيين ولاليمنيين أن يصادروا هذا الحق الثابت والأصيل لشعب حضرموت حتى وأن تواطأ معهم بعض الحضارمة غفلة أو خبتا?ٍ وهو الحق الذي يعني الحرية التامة لشعب حضرموت في أن يختار نظام الحكم الذي يرتضيه ويقبل به على أراضيه ومن خلال استفتاء شعبي حر ونزيه يشارك فيه أبناء حضرموت في الوطن والمهجر وتشرف عليه جهات دولية وإقليمية يقبل بها الحضارمة .وليس من نافلة القول أن نشير إلى أنه من حق جبهة أنقاد حضرموت أن تعتز – والعزة لله فقط ـ بأنها أول تنظيم سياسي حضرمي منذ نصف قرن مضى يضع ( حق تقرير المصير لشعب حضرموت ) برؤية واضحة ومحددة وباعتباره هدفا?ٍ استراتجيا?ٍ وسياسيا?ٍ لا بديل عنه لاستعادة حقوق شعب حضرموت المنهوبة والمنتهكة خلال خمسة عقود من الزمن . ولاشك أن البديل من ذلك في نظر الغالبية العظمي من الحضارمة ـ وكما نرى ـ هو أقامة الدولة الحضرمية المستقلة إذا ماتمت ضمن التوافقات المحلية والاقليمية والدولية وحظيت بقبول ورضاء من الإطراف المعنية وضمن ضرورات التوازن الإقليمي والدولي التي قد تدفع إلى حصول حضرموت على استقلالها وبكيان خاص بها وهو أمر غير مستبعد في عالم اليوم وفي عالم السياسة عموما?ٍ وفوق ذلك مشيئة الرحمن عزوجل .
ثالثا?ٍ .. استتبع بروز الجبهة وأطروحاتها الفكرية والسياسية المنشودة على الملا وبشفافية غير مسبوقة وخصوصا?ٍ في أهمية الحفاظ على هوية حضرموت التاريخية والثقافية والحضارية والعلمية وبدون استعداء أو استعلاء أو استغناء عن الخير مما عند الآخرين وبدون ضبابية أو انتقاص أو تخفي وراء عباءات جنوبية أو يمنية أن تداعي الكثير من المفكرين والمثقفين والباحثين والعلماء وغيرهم من نخبة حضرموت بل وعامتهم إلى بذل المزيد من الاهتمام بالهوية الحضرمية بايجابياتها أو سلبياتها . ولاشك أن الاهتمام بهوية حضرموت وتراثها وشخصيتها التاريخية والحضارية لم يكن نتجه مباشرة لجهد الجبهة بل كان سابقا?ٍ عن ظهورها . ولعل جهد الجبهة في هذا المضمار لا يعد كونه سطرا?ٍ أو بضع كلمات إضافية في هذا السياق , ولاشك أنه عزز من ترسيخ الوعي بهوية حضرموت لدى الحضارمة . ولعلنا لا نغالي إذا ما قلنا أن بعض كت?اب ومفكري ومثقفي حضرموت كانت لديهم صورة مشوشة وربما تشاؤمية عن مستقبل حضرموت المنشود والذي ينبغي أن يكون , وذلك مع فقدان الأمل وخيبة الرجاء المنتظر في نخبة حضرموت بالوطن أو المهجر . وربما جاءت جبهة إنقاذ حضرموت وهي على موعد مع القدر الآلهي بما ساهمت به وأن كان في نطاق محدود في إزالة بعض هذه الضبابية وذلك التشاؤم وزرعت الأمل في النفوس والعقول الحضرمية .
رابعا?ٍ .. من خلال متابعتنا المنتظمة لأوضاع أهلنا الحضارمة في المهجر العربي والأسيوي والأفريقي والأوربي وغيره من المهاجر الحضرمية , ومن ما يصلنا من رسائل واتصالات منهم واستبشارهم ومباركتهم بما وفقنا فيه الله عز وجل من خطوات أولية للمطالبة باستعادة الحقوق الحضرمية فأن ذلك يحملنا مسؤولية عظمى لاشك في أنها فوق طاقت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com