اراء وتحليلات

خطوة للأمام

لعل من نافلة القول أن توافر الإرادة وتعزيز الحكمة واقترانهما بقرار جسور كلها معطيات شكلت ولادة حزب \” اتحاد الرشاد \” اليمني , الذي يمثل بمجموعه أطياف العمل السلفي في اليمن جاءت بمثابة انطلاقة جيدة , وهم ـ أي السلفيون ـ بهذا التعاطي يدللون على نضج الكثير من أنصار هذا التيار , بعيدا?ٍ عن الردكالية التي يرمون بها بين الحين للآخر , وأن الممارسات القاصرة , وكوابح المفاهيم الضيقة , والإطار الحزبي أو الشخصي الذي كان الكثيرون يراهنون على أنه أعظم عائق أمام انطلاقة مثل هذا العمل الكبير , أضف إلى المنحيات والعواصف والزوابع التي حاولت قتل هذا المولود ـ اتحاد الرشاد ـ قبل ولادته , كل هذه وغيرها قد ألقاها الجميع وراءهم ظهريا , وبالنتيجة فإن تحقيق المصلحة العامة وتجاوز التحديات الجسيمة المحدقة باليمن عامة , أصبحت الغاية المنشودة من كافة أطياف ورموز هذا التيار ومكوناته , ومع إجلالنا لهذه الخطوة فإن المنشود منهم إدراك أن النجاح الكبير ليس إلا مجرد تقدمة فاصلة , ولبنة أولى في طريق البناء الوطني ومشوار التنمية الحضاري أو هكذا يبدو , وأن كلفة مراحله في عملية الإصلاح ومواجهة التحديات أعظم , وعليه فإن الاستمرار في تقوية الجسور وتعميق الثقة وغرس الفاعلية وزيادة الانتشار والجدية وتعميق الشعور العالمي بالمسئولية أشد إلحاحا وأكثر مسئولية . إن التحديات الجسام التي تواجه المشروع السياسي السلفي يكمن في عدة أمور وهو ما يفترض المنطق والمصلحة الوطنية والرشد السياسي أن يضطلع المعنيون في هذا المكون السياسي الجديد , بمسئولياتهم , إذ انه ليس من باب التهويل أو محاولة التنصل من المسئولية وإلقاء التبعات على الغير , وإنما إيمانا بان مثل هذه المراجعات هي الناظمة أصلا لقواعد ومعايير العمل السياسي , ولعل من أبرزها , التباينات في الرؤى والأفكار بين مختلف مكونات وأطياف العمل السلفي , بالإضافة إلى التحدث من عدم إدراك هذا التيار لتحديات العمل الحزبي العام وضخامة فاتورته وتشعب مسئولياته , يزيد من حدة هذه المخاوف خشية عدم امتلاك رؤية شاملة لعملية الإصلاح والتنمية , وعدم القدرة على التحول من عملية النقد إلى البناء , وتجاوز الخطابة والتدريس داخل أسوار مغلقة إلى ممارسة جماهيرية واسعة , أضف إلى ذلك عظم التحديات المحلية والإقليمية والدولية التي تواجه منطقتنا العربية , وان مثل هذه الأحزاب مالم تكن على مستوى الحدث وعمق الشعور العالي بالمخاطر وتجاوز الأنا الفردية أو الفئوية فان سلبية ولوج العمل السياسي قد يكون أعظم من ايجابياته .
أملنا بمستقبل أمثل ليمن مزدهر يسعد به كافة أبناءه .

Am-pm2000@hotmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com