اراء وتحليلات

الرياض دورها وحاجتها .. قراءة حضرمية جنوبية خاصة (1)

مقدمة
أنا أسير ببطء ? لكنني لا أسير إلى الخلف أبدا?ٍ (أبراهام لنكولن )

تبقى الأحداث المتوالية بحاجة إلى ذهنية أخرى تتعاطى مع متطلبات المرحلة السياسية ? وتبقى ذات الأحداث ضاغط أو عامل في تسيير رسم ملامح المرحلة السياسية الأخرى ? وفي مضمون القضية الجنوبية لا يمكننا تجاوز الحلول التي يصنعها الخارج ? فكيف إذا كان الخارج هو الجارة الكبرى مهد الإسلام وعمود العروبة ? قدر المملكة العربية السعودية القيادة ? وقدرنا أن نتلمس عندها الحل لمشكلتنا …

عيال الأحمر .. بلاء

لن نستورد التاريخ السعودي البعيد ومدى علاقته بكل من صنعاء وعدن ? ومدى ما تأثرت هذه العلاقة السياسية بثورة سبتمبر 1962م ? أو اكتوبر 1963م ? ولكن سنتطرق بمقدار الحاجة إلى ما تحمله من الدلالات ? فالدور السعودي كان هو واحد من أهم العوامل في الأحداث السياسية التاريخية يمنيا?ٍ سواء ما يتعلق بالعربية اليمنية أو اليمن الديمقراطي على حد سواء ? لذا نرى أن المدخل الممكن هو عند العاصمة السعودية الرياض التي فقدت الأمراء سلطان ونايف أبناء المؤسس الملك عبدالعزيز يرحمهم الله تعالى في توقيت زمني متقارب ? وهذا الخسارة من شانها أن تؤثر على سياسات أكبر الدول ? فالرجلين من أهم رجالات الدولة السعودية بل أن تأثيرهما يتجاوز حدود الجزيرة العربية بكثير ? فالتجربة السياسية لهما تشكل بحد ذاتها ثقلا?ٍ لا يمكن الحديث عنه في سطور أو حتى مقالات ? فنحن أمام شخصيات صانعة للتاريخ السياسي بل شخصيات أثرت في الحضارة الفكرية على مدى حقبة زمنية طويلة …

الأمراء سلطان ونايف ـ يرحمهما الله ـ كانا هما الأقرب والأكثر فهما?ٍ للتركيبة السياسية اليمنية على مدى نصف قرن من التاريخ ? وكانت علاقة الرجلين باليمن تقوم بالدرجة الأولى على مصلحة البلاد السعودية وهذا حق عمل فيه الرجلين بما يحقق الأمن والاستقرار السياسي لبلادهما ? لذا كانت الأدوار التاريخية اليمنية لابد وأن يكون للرياض فيها تأثيرات مباشرة أو غير مباشرة ? فلطالما حقق الأمير سلطان بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ نجاحات مبهرة في الملف اليمني سنظل نحتاج دائما?ٍ إلى النظر إليها والقراءة فيها لنستعين بعد الله تعالى بالحنكة والفطنة التي كان يمتلكها ذلك الرجال في افتكاك الأزمات السياسية التي كان يجنبها اليمن في الشمال تحديدا?ٍ …
وهذا يقودنا إلى علاقة الأمير سلطان بالراحل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر يرحمه الله ? فلقد شكل الأحمر الأب رأس الحربة في لعبة التوازنات السياسية منذ ثورة سبتمبر 1962م ? ومع سنوات ضعفه الأخيرة بدأت تظهر على السطح السياسي اليمني تلكم النتوءات التي عملت لاحقا?ٍ على توتير العلاقة اليمنية الداخلية ? وأسهمت في ظل الربيع العربي على الصراع السياسي الحاد بين أبناء عبدالله الأحمر وبين الرئيس علي عبدالله صالح …

المبادرة الخليجية .. ليست حلا?ٍ

لا نستطيع تجاوز حقيقة الصراع القبلي في صنعاء ? كما لا نستطيع اليوم غير أن نؤكد ما جاءت به المبادرة الخليجية في الأزمة اليمنية ? فاليمن الذي حاول أن يذهب شبابه بثورة التغيير السلمية مع رياح الربيع العربي اصطدم بواقع تركيبة الدولة ذاتها التي تقوم فيه القبيلة بالدور المركزي وهو الذي أفشل ثورة التغيير وأخمدها عندما انتهزت تلك القوى هذه الثورة لتصفية حساباتها التاريخية فيما بينها ? وتحول الصراع في صنعاء على السلطة المركزية فقط وهو ما فوت القيمة التي جاء بها الربيع العربي من تونس ومصر وليبيا فالصراع في اليمن ليس صراع دولة تقوم على النهج المدني بل على القوة لدى القبيلة فيها …
ما نجحت فيه المبادرة الخليجية هو تجميد الصراع العسكري ? فالواقع هو أن المبادرة أبقت القوة العسكرية في خطوط التماس بينها ولم تستطع حقيقة تفكيك هذه القوة المتمرسة خلف السلاح والرجال ? لذا بقي من الطبيعي لثورة الشباب اليمني أن تنتهي في حقيقة الواقع السياسي ? فالخيارات لم تكن متاحة لغير الحرب المفتوحة ? وهذا يعني استنزافا?ٍ لليمن ولدول الجوار ? وصراع إقليمي لا يمكن احتواءه في المنظور القريب ? لذا تعاملت المبادرة الخليجية مع الظرف السياسي بواقعية الحالة فقط دون النظر الصحيح لإخراج اليمن من أزماته …
يدرك الجوار اليمني أنه ( الوصي ) على اليمن دولة?ٍ وشعبا?ٍ ? هذا الإدراك يعيه أكثر حكام البلاد السعودية ? فهم يعلمون وتحديدا?ٍ بعد توقيع المعاهدة الحدودية في يونيو 2000م أن اليمن غير قادر على الحياة بدون الإسعافات الأولية ? وهذه الإسعافات التي حاولت بالقدر الممكن الحفاظ على اليمن دون الانفجار السياسي سعت دوما?ٍ لتخفيف الأزمات ? غير أن اليمن لم يساعد نفسه أبدا?ٍ فظلت مشكلة الفساد السياسي والاقتصادي هي العلة الأكبر والإشكالية التي كان على اليمنيين أن يجدوا لها حلا?ٍ من بيئتهم التي يبدو أنها قبلت بأن تكون اليمن تحت ( الوصاية ) الدولية ? وتصبح اليمن عالة على السعودية والعرب والعالم …

كيف هو الحل عند الرياض ..??

في التجربة ا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com