كتابات

يوميات مشجع يماني !

لازلت أتذكر جيدآ تلك الرحلة الجميلة بمناسبة نجاحي في الصف السادس الابتدائي. حيث قرر الوالد حينذاك مرافقتي في رحله إلى صنعاء !!!
ولازلت أتذكر جيدآ لحظة الوصول حيث وقف الميكروباص في شارع الكويت وبدأت أسئلتي تنهال على أبي من تلك اللحظة _ ما معنى شارع الكويت .. كان الرد جميلآ ((انه باسم دولة الكويت يا ولدي ..))
_ ولماذا الكويت بالذات ??
_انه كدلاله بسيطة على فضل الكويت على بلادنا..
لم افهم الاجابه ساعتها ولكني عرفتها مع الأيام.. عرفت معناها عندما انتقل احد زملائي لدراسة الثانوية في مدرسة الكويت !!! عرفت معناها عندما انتقلت إلى المرحلة الجامعية لأفاجئ بأن معظم مباني الكليات على حساب دولة الكويت !!! عرفت معناها عندما وجدت معامل التطبيق العملي في معظم الكليات على حساب دولة الكويت!!! عرفت معناها عندما ألم بأحد أصدقائي مرض عضال لنجد أطباء العيادة المجاورة ينصحونا بنقله على وجه السرعة إلى مستشفى الكويت حيث تتوفر فيه كل الإمكانيات اللازمة لعلاج الحالات المستعصية !!!
دارت الأيام وجاءت بطولة خليجي20 في اليمن .. كانت فرحتي لا توصف كفرحة معظم اليمنيين وأنا أرى وصول الوفد الكويتي مطار عدن الدولي! كانت فرحتنا لا توصف ونحن نسمع بيان الرئيس بتسمية البطولة باسم الشهيد “صباح الأحمد” عرفانآ وتقديرآ وتاكيدآ لمدى حبنا له ولمواقفه الداعمة لليمن والكل يعلم انه أول من دعا إلى انضمام اليمن إلى بطولة الخليج العربي والكل كذالك شاهد مباريات المنتخب الكويتي وشاهد امتلاء المدرجات بالآلاف وهم يتزينون باللون الأزرق رافعين العلم الكويتي على رؤوسهم مرددين شعارات الأزرق بأعلى صوتهم !
كانت فرحتنا لا توصف ونحن نرى بلوغ المنتخب الكويتي المربع الذهبي ومن ثم بلوغه الدور النهائي لترتفع ساعتها الأيدي نحو السماء بالدعاء له ليحقق أمنية اليمنيين قبل الكويتيين _ كانت فرحتنا لا توصف ونحن نرى الكابتن وليد يطلق قذيفته نحو شباك عساف القرني في الوقت القاتل ليعلن للجميع أن كاس بطولة الشهيد لا يمكن أن يذهب إلا لبلد الشهيد!! كانت فرحتنا لا توصف ونحن نرى الكويت الحبيبة تحصد معظم الجوائز فأفضل لاعب هو الكابتن فهد العنزي وأفضل حارس هو المتألق نواف الخالدي وهداف الدورة بلا منازع الكابتن بدران كما نحب تسميته !!
دقت طبول الفرح وانهمرت الدموع من أعيننا وخرجنا إلى الشوارع في مسيرات حتى الصباح.. احتفلنا بطريقتنا الخاصة وعلى سطوح المنازل كانت نساء عدن قد أشعلن البخور العدني الأصيل ابتهاجا بالفوز !! وعلى بوابة فندق القصر حيث يسكن الأبطال الكويتيون تدفق الناس لتهنئتهم بالفوز الكبير وتوديعهم على أمل اللقاء بهم فجاء بعضهم محملآ بالبخور العدني ليهديها للأبطال ومنهم من جاء حاملآ أكياس من الحلوى العدنية ومنهم من جاء محملآ بقوارير العسل اليمني الشهير ومنهم من جاء وفي يده كاميرا املآ في الحصول على صوره إلى جانب الأبطال فكان منظرآ مهيبآ تعجب منه معظم المتابعين والمتواجدين في الفندق واخذ مراسلي القنوات يلتقطون الصور لهذا المنظر الاحتفالي المهيب وقد قالها الشيخ طلال فهد في المؤتمر الصحفي ((للكويت مليون مشجع في اليمن _ وقال ايضآ اليمن سعيده بفوز الكويت والكويت سعداء بهذه المؤازرة)) وأنا اكرر وأقول للشيخ طلال ولكل أحبائنا الكويتيين إن محبين الكويت في اليمن ليس مليون فقط بل ملايين وليشهد العالم بأكمله أن آهل الكويت إخواننا ومهما قسى الزمن وتعددت الأسباب في حدوث منغصات بيننا فنحن في النهاية إخوان … فهنيئآ لنا فوز الكويت بكاس الشهيد الغالي على قلوبنا وهنيئآ للكويتيين فوزهم بالكأس العاشر وهنيئآ للجميع نجاح البطولة ودام عزك يايمن ودام عزك ياكويت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com