كتابات

ماذا بعد يا فخامة الرئيس?

التهويل المبالغ فيه لتنظيم القاعدة على الصعيدين الدولي والوطني جعلني أعتقد أنه أصبح من المهم بمكان دراسة هذا التنظيم من قبل علماء «الميثولوجيا»? وما إذا كان تهويل وجوده بهذا الشكل حقيقة جعل الغرب يشنون حروبا على بلدان ويحتلونها بحجة مكافحة إرهابه? سترويها الأجيال القادمة كأسطورة لا أكثر?! مهم معرفة هل القاعدة خطيرة بحجم هذا التهويل? فقد أصبحت الحرب الشرسة ضدها مثار سخرية وسخط في آن واحد: مثار سخرية حيث أصبح التنظيم فز?اعة لابتزاز الخارج بحجة مكافحته -وكأن هذا الخارج يجهل إن القاعدة هذا الخطر المزعوم القادم من بلاد العرب والمصنوع أصلا?ٍ في أمريكا? في الحقيقة لا يشكل خطرا?ٍ أو أن للخارج ممثلا بأمريكا قائدة الحروب ضد البلدان العربية والإسلامية لها مآرب أخرى لاندركها ولايهمها ابتزاز الأنظمة العربية لها بحجة مكافحة الإرهاب? هي نفسها تستخدم الأنظمة العربية كأدوات – رجاء الوصول إلى مبتغاها – وربما مبتغاها أن تسعى الأنظمة بأدواتها وبنفسها إلى حتفها!
ومثار سخط وغضب لأن ضحايا هذه الحرب هم من الأبرياء سواء ممن سقطوا في الضربات الموجهة إلى ما يعتقد أنها معاقل للقاعدة كما حدث في”المعجلة “حيث عد?ٍت مجزرة حقيقية ارتكبتها الطائرات الأمريكية بمباركة من الحكومة اليمنية راح ضحيتها العشرات من النساء والأطفال.
الضحايا الآخرون هم من زج بهم في المعتقلات ولفقت لهم تهم الانتماء للقاعدة وهم برآء منها? وسجون المخابرات اليمنية مليئة بهم ومنهم الطالب الجامعي معاذ القدسي المعتقل منذ أكثر من عام دون تهمة أو حتى محاكمة? وغيره الكثير. والكارثي هنا هو أن تصبح القاعدة تهمة لكل من أراد النظام التخلص من أفكاره وتحليلاته كما حدث مع الصحفي عبد الإله حيدر الذي لا يملك سلاحا سوى القلم? وسرب مؤخرا أنه أعتقل بإيعاز -أو بالأصح تنفيذا للأوامر الأمريكية- وهذا ربما تفسره بعض المواقف المتخاذلة تجاه قضية حيدر!
ماذا بعد يافخامة الرئيس? نخاطبكم لأنكم المسئولون عن رعيتكم – إن كان اعتقال عبد الإله ضرورة أمنية وطنية كما تعتقدون فإنها جريمة بحقه وبحق حرية الرأي والتعبير وإن كان اعتقاله تنفيذا لأوامر أمريكية فإن الجريمة أكبر والظلم أشد? بل هو عار على بلد يدعي السيادة ويعتقل لأجل الأمريكان-يدعي الديمقراطية ويسجن صاحب رأي!!
سيادة الرئيس: مالذي تبقى لنشيع ما كنا نسميها بالأمس حرية? كسرت الأقلام وصودرت الحريات? والحقيقة أنه باعتقال حيدر لم تحقق السلطة انتصارا على القاعدة كما تعتقدون بل أظهرت استقواء على حملة الأقلام ما يظهر اليمن وديمقراطيته الزائفة بأبشع الصور وأقبحها? وهو ما وثقته التقارير الدولية وكشفت عن تراجع مخيف لليمن في كل شيء بما فيه حرية الرأي والتعبير.
سيادة الرئيس: أطلقوا عبد الإله حيدر لأن اعتقال أصحاب الفكر والرأي لن يقضى على الإرهاب ولو زج بكل الأقلام الحرة خلف القضبان–لأنهم وببساطة ليسو السبب فيما وصلت إليه الأوضاع المتردية والبائسة في اليمن! لقد بلغ الانفلات الأمني في البلد مداه? أحد قتل احدهم وسط العاصمة أو اختطاف أستاذ جامعي في محافظة أخرى من قبل عصابة. ولكن ما يثير الاستغراب وهو أنه رغم هشاشة الأمن تتعامل السلطات وكأن البلد فعلا محاط بسياج أمني قوي يصعب اختراقه وعلى من أراد ذلك فليبحث عن نقطة ضعفه “كعب أخيل” لاختراقه.. فعلا شيء مثير للاشمئزاز كون السلطات تجند قوتها وإمكاناتها لاعتقال صحفي معتقدة أنه يشكل خطرا واختراقا لأمنها.
يظل من حقنا كصحفيين وناشطين مطالبة السلطات اليمنية والأمريكية بحقيقة علاقة هذه الأخيرة باعتقال زميلنا? وهل أصبح النظام اليمني أداة بطش لأمريكا تبطش بها من ومتى أرادت? مع يقيني أن حامل مشعل الحرية ذلك التمثال الشهير في أمريكا لايمثل سوى الحرية الأمريكية الزائفة? لقد سقط قناع الديمقراطية الأمريكية منذ سنوات وفضائح حريتهم وحقيقة ديمقراطيتهم انكشفت وعلى يد مواطنيهم أنفسهم? ولازالت الفضائح تتوالى? ويبدو أن ماكشف لا يزال الجزء الظاهر من جبل جليد لفضائح ستكشف! ونذكر النظام اليمني إن تعزيز دولة القانون وإرساء مبدأ المواطنة والتصدي للغطرسة المعادية للمجتمع ككل والأفراد بصفة خاصة من قبل بعض المتنفذين”عسكريوهم ومشائخهم وكل المسئولين” كفيل بأن يقضى على ظواهر العنف بكافة أشكالها وصورها ودون ذلك فإن البلاد مقبلة على ما هو أسوأ? واعتقال الصحفيين لن يجنبها السقوط في دائرة عنف وتطرف? الجميع سيخرج منه خاسرا.

المصدر أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com