كتابات

عيني سمر وقلب يحيى

سمعت والدي رحمة الله عليه يحدث والدتي ذات يوم وهي تضمنا إلى صدرها
( أولادنا زينة الحياة الدنيا لنا أن نكون مثلهم لاأن نجعلهم مثلنا? لأن الحياة لاتمشي إلى الخلف ?ولاهي التي تتمهل مع الأمس ?فنحن الأقواس وهم السهام الحية التي تنطلق منا ……
فكبرت ياصغيرتي بين تلك الكلمات وترعرعت داخل تلك الحكمة دون أن أعي مشاعر والدي رحمة الله عليه فكان أن طرقت?ُ باب الحكاية ودخلت من بوابة العمر فأعدت ترتيب الحلم لذا أسميتك سمر
فكان ان ناديتني بــابــا
فبادرتك بلهفة الأب
يأبي أنت?ُ
وكلما غبت عنك
حطمت?ُ قلبي ببكائك
فتحايلت ونسجت الأعذار لك?ُ
فكنت الطفلة العبقرية يوم أكتشفتي تحايلي
وكنت?ُ الطفلة الأليفة يوم أديت دورك بتفهم عذري  وأبدعت
وكنت الطفلة القوية يوم زلزلتي قلاعي بتبسمك
وكنت?ُ الطفلة الخلوقة يوم جعلتني أعترف بتحايلي فاعتذرت?ْ لك?ُ
وكنت طفلة حضارية يوم أخفيت وردك خلفك وناديتني
بــابــا
بــابــا
بــابــا
إني أتذكر نبرات صوتك الآن ملئ سمعي
فديتك سمر هل ناديتني?
قلت?ُ خذ بيدي لأرافقك? علمني? سطر تاريخك في ذاكرتي ….
فأعدتني لسطور والدي حين أخذتني حماسة الشباب وأردت أن أكسر القيود داخل وطني وأقود الجميع نحو الغد المشرق ليبصرني بحكمته حين قال لي:(  ليس في مستطاع أي إنسان يحمي مافي نفوس البشر ولابأس أن تكون ذلك المعلم القائد الذي لايعطي من حكمته بل من محبته وإيمانه? فلا تقود الناس إلى بيت العلم بل قودهم إلى عتبة الفكر? وسط أنغام تغنى بها عبر هذا الفضاء فينبض بها قلوب البشر عبر أذانهم فتردده?ْ معك ?فالملهم يابني لايعير جناحيه للآخرين.)
 فأخذتني ياصغيرتي الأيام بتلك الحكمة في ذلك الفضاء
 إلا إن ناديتني بــابــا
فحصرتني في دائرة الإيمان بك والحب لك
فتعلمت معك …… أن ثمن الاحتفاظ بك باهظ جدا?ِ ولكني لاأملكه إلا معك?ُ

تعلمت معك ……. أن أفتح الأبواب التي تأتي بالريح لأسأل الريح عنك?ُ

تعلمت معك…….. أن ليلى التائهة في الغابة لم يأكلها الذئب وإنما أكلها الصياد

تعلمت معك …… كي أنجح في عد النجوم فلا بد أن تكون الجائزة براءة عينيك?ُ

تعلمت معك ….. كي أفوز في سباق الجري لابد أن ينتهي السباق إليك

ومعك تعلمت …… أن أبي لايتكرر… وأن أخي لايتكرر… وأن وطني لايتكرر
سمر
حين كنت أوصيك بنفسك خيرا حتى لاتحصري نفسك في دائرة المرأة التقليدية فأنا كآكل الآباء أحلم بأن أراك أسعد من تحت السماء? وأهناء من على الأرض.
وحين كنت أقسو عليك بقلب الأب فمشاعري كانت تجاهك عظيمة لأجنبك لدغة الزواحف من الخارج ?وحدة الخناجر من الظهر .
سمر حين تعددت أطواق النجاة حول عنقك تارة بالموسيقى ?وتارة بالهوية? وتارة بالانتماء ?وتارة من تعلم لغة قوم أمن مكرهم… لتجيدي السباحة عندما أكون بعيدا عنك .
وحين كنت أرفع رأسي بين كل تلك الجموع لألمح بريق عينيك وسط كل تلك الجموع من التهليل? والتصفيق? وسيل الجوائز? والشهادات التقديرية… كنت فقط أحافظ على ذبذبات ذلك الصوت وهو يناديني:
بــابــا
بــابــا
بــابــا
فأجيبك ( لبيك سمر ) هل ناديتني

التوقيع :

والدك يحــي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com