اراء وتحليلات

المؤتمر يستعد للمستقبل

أحسنت الامانة العامة للمؤتمر الشعبي العام صنعا بإقرارها الدعوة لعقد مؤتمر عام استثنائي .. يجري في الوقت الحالي التحضير والإعداد له ان معطيات المرحلة بحساسيتها وتعقيداتها باتت تفرض على المؤتمر مناقشة مجمل القضايا التي تواجه الوطن والتنظيم بغية وضع محددات متفق عليها تكفل احتواء التحديات والمخاطر الماثلة كما أن ظروف اللحظة صارت مهيأة للمؤتمر الشعبي العام كي يضع أعضاءه في صورة الأحداث وتجديد إعلان موقفه للرأي العام الداخلي والخارجي من مستجدات الساحة الوطنية على المستوى التنظيمي .. لابد من إجراء جردة حساب وتقييم لأدائه خلال العام 2014م وبما يجسد مبدأ الشفافية والنهج الديمقراطي اللتان نشأ عليها المؤتمريين بشكل خاص وبما من شأنه العمل على إزالة الصعوبات والمعوقات التي تقف حجرة عثرة أمام تعزيز وتطوير مهامه بشكل عام
أما الحصيلة النهائية لكل ذلك فبالتأكيد إنها سشكل لوحة متكاملة الألوان ترسم خطوات وملامح المستقبل إذ يعول اليمنيون على المؤتمر قيادة دفته بحكمة واقتدار معهودتين
هذا القرار الذي اتخذ في اجتماع عقد أخيرا برئاسة الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر قوبل بارتياح وترحيب واسعين من قيادات وأعضاء المؤتمر على مستوى الجمهورية باعتبار المؤتمر حزب الوطن وخياره الأوحد .. لا يمكن لأحد إنكار هذه الحقيقة الثابتة أو إلغاؤها من الواقع .
بكلمات أخرى إن المحاولات البائسة لهؤلاء تهميش وإقصاء المؤتمر وإزاحته من المشهد السياسي والوطني .. أثبتت تحقيقها نتائج عكسية .. وعلى الدوام كلما كثف الحاقدون مخططاتهم التآمرية ضد المؤتمر وقياداته زاد المؤتمر قوة وصلابة وشعبية ومحبة في صفوف الجماهير
صحيح إنه تلقى العديد من الضربات لكنه خرج منها سالما وغانما إذ تلقى المؤتمر الشعبي العام خلال الثلاث السنوات الماضية طلبات انضمام وعضوية جديدة توازي تلك التي تلقاها على مدى عقد من الزمن.
اليوم لم يعد خافيا على أحد فحتى نمل الأرض بات يعرف أن أحزاب اللقاء المشترك وفي مقدمهم الإخوان تمارس منذ أزمة العام 2011م وما تلاها عملية الهروب من تحمل مسئولياتها مثلما ترفض الإقرار بأنها جزء من مشكلة البلاد وليس الحل
لا تزال تعمد – بكل فجاجة – إلى تحميل الآخرين أسباب فشلها .. فليس على لسانها سوى ترديد الاسطوانة المشروخة ” النظام السابق هو السبب”
غير أن المواطن يدرك زيف ادعاءاتهم ويرد عليهم بسخرية وعفوية لا مثيل لها ” سلام الله على عفاش” بعد نجاحهم في إدخال اليمن في قائمة الدول العشر الأكثر فسادا في العالم وفقا لتصنيفات العام الجاري .. يسعى الإخوان لإخفاء فسادهم بالانتقال حكوميا من مرحلة الوفاق الوطني إلى الشراكة الوطنية لكن لعنة الشعب ستظل تطاردهم كونهم عاجزون عن تقديم أي أدلة تبرهن عدم تورطهم في إيصال البلاد إلى هذا الوضع المتردي الذي نعيشه بذائقة من العذاب والأسى في المستويات كافة وفي وقت قياسي أضحى ينذر بحتمية رحيلهم في أسرع وقت ممكن لعل أسوأها أن نصف سكان اليمن يكابدون شبح الموت جوعا وبشهادة دولية قلقة .
أعجب ما يكون في هذا السياق انه إذا مات احد المواطنين جوعا فان موته في نظر تلك الأحزاب تجاهل للانجازات المحققة على مسار انجاز عملية التغيير التي يريدها الشعب وهروب من التصدي لتحديات المرحلة
.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com