كتابات

التنافس السعودي القطري واثره على اليمن

في فضيحة ديبلوماسية غير مسبوقة كان الخطر الذي علمت به السعودية من مسؤولين ليبيين ارتقوا سلم المسؤولية بعد أن وضعوا أيديهم على تسجيلات في باب العزيزية بين القذافي والشيخ حمد? أمير المشيخة? وكذلك بين القذافي وحمد الثاني? رئيس وزرائه ووزير خارجيته?هو الاكبر من نوعه الذي تتعرض له العائلة المالكة السعودية بالنظر الى قدرات قطر المالية? وعلاقاتها الوثيقة بالغرب? ووهابية قياداتها الذين ينحدرون من ذات القبيلة التي ينتمي اليها آل سعود. ولعل ذلك ما دفع الملك السعودي ليقول في افتتاح قمة مجلس التعاون الخليجي إن “بلادنا مهددة بأمنها واستقرارها” ? ومكمن الأسرار كانت في المحادثة الأولى التي كان فيها القذافي مستمعا?ٍ أكثر منه متحدثا?ٍ إلا من بعض التعليقات? إذ إنه عمد إلى تسجيل المكالمة? لأنه لم يكن يثق بأمير قطر? رغم خلاف الاثنين مع السعودية حينذاك.

وفي المحادثة يقول حمد: “إن النظام السعودي ساقط لا محالة على يدي قطر? وإن قطر ستدخل يوما?ٍ إلى القطيف والشرقية وتقسم السعودية? فالنظام هرم? والملك عبدالله مسكين ومجرد واجهة? ولا أمل في الجيش السعودي لإحداث تغيير”.

وفي مقطع آخر يقول حمد: “إن أميركا وبريطانيا طلبتا منه تقريرا?ٍ عن الوضع في السعودية? وأعربتا عن نيتهما بالخلاص من النظام والإطاحة به? لكنهما يخشيان من حكم إسلاميين غير مرغوبين? ولذلك فإن قطر تستأثر الآن بالتميز? وهي استطاعت أن تسحب الامتياز من السعودية? ونقل القواعد الأميركية إليها? كما استطاعت أن تكسر احتكار وهيمنة السعودية تدريجيا?ٍ? وأن تفرض نفسها على المنطقة العربية”.

أما حمد الآخر? أي حمد بن جاسم? فقال في محادثته مع القذافي: “إن قطر تشتغل على ضرب السعودية اقتصاديا?ٍ وسياسيا?ٍ? وإن هناك ثورة شعبية وشيكة”.

وتقول المعلومات? إن هذه المحادثات التي استمع إليها مسؤولون ليبيون بدقة قبل منحها للسعودية? هي التي كانت العامل الأول لاشتباكات الميليشيات الليبية فيما بينها? وإعلان بعض المسؤولين عداءهم الواضح لقطر? الأمر الذي تسبب بتظاهرات مناوئة لمشيخة الحمدي?ن في ليبيا.

وكانت صحيفة الـ “فايننشال تايمز“?البريطانية قد قالت في احدى افتتاحياتها في نوفمبر الماضي إنه بسبب تراجع القوى التقليدية كمصر وسورية بسبب الربيع العربي? وبسبب التنافس السعودي الإيراني? برزت قطر كأبرز لاعب دبلوماسي عربي? مدعومة بقوة مالية? وإعلامية متمثلة بقناة “الجزيرة”.

وفيما ترى الصحيفة أنه بينما تمثل هذا الدور القطري في دعم الثوار الليبيين بالسلاح لاسقاط العقيد معمر القذافي? وبالدور الدبلوماسي لزيادة عزلة الرئيس السوري بشار الأسد? فإنها تشير إلى أن هذه “الإمارة الوهابية” لها علاقات جيدة مع مجموعات إسلامية كحماس? وحزب الله? وفي الوقت ذاته دعمت حملة السعودية ضد المتظاهرين في البحرين.

وترى الافتتاحية أن علاقات قطر ودبلوماسيتها تطرحها كحليف أفضل من السعودية للغرب? خاصة وأن علاقتها مع الإسلاميين في المنطقة ذات أهمية كبيرة? حيث أن نفوذهم يتزايد بعد الربيع العربي.

ولذا تدعو الافتتاحية الغرب إلى تمتين العلاقة مع قطر عبر تشجيع المباردات السياسية كالتي طرحها أمير قطر الشيخ حمد بن آل ثاني بإعلان الانتخابات في العام 2013? وترى أن ذلك يمكن أن يتم عبر التواصل أكثر مع قطر مستفيدين من وجود قاعدتين أميركيتين وما يزيد على الـ 13 ألف جندي أميركي على أراضيها? وعبر علاقات قطر مع الإسلاميين? وحتى عبر العلاقة مع إيران التي ستخدم الدبلوماسية الغربية.

وتقوم دولة قطر منذ فترة بسحب البساط بشكل حثيث ومستمر من تحت ارجل السعودية لتكون البديل الامريكي المتقد حماسا في منطقة الخليج ? وتفعل قطر في سبيل ذلك سياستها الخارجية بشكل ناشط عن طريق التدخل في دول الربيع العربي وتنفذ بذلك اجندات امريكية لضرب انظمة معارضة للسياسة الامريكية مستغلة انعدام الديمقراطية في تلك البلدان ? رافعة شعار الوساطة وانقاذ الشعوب ? وقد كان لافتا ايضا في الفترة الاخيرة ان قطر تبنت علنا رفع شعار الدعوة الوهابية في سبيل استقطاب مشايخ السلفية التكفيرية لتكون تحت جناحها سواء اولئك الموجودين في السعودية او بقية الدول العربية

والآن وقد غادر الأميركيون يجرون خيبتهم السياسية والاقتصادية من العراق? ازدادت مخاوف الشيخين حمد بن خليفة وحمد بن جاسم? مع ظهور وثائق تثبت تورطهما مباشرة في لعبة استخبارات أميركية – بريطانية واسعة النطاق? وغير بعيدة عنها أصابع “الموساد”? وربما الأخيرة هي المحرك المباشر إذا صدقت معلومة جرى تناقلها في أروقة خليجية? أن النظام القطري لا يمكنه أن يرفض أي طلب له أو أي أمر بسببب الملفات التي يمتلكها الموساد? ولذلك يعتريه خوف يصل إلى درجة الرعب? ولا يتردد في تنفيذ أي شيء.

طموحات قطر لا تقتصر على لعب دور اقليمي مؤثر وبديل للسعودية ? وانما تسعى للتحريض لقلب نظام الحكم في السعودية نفسها ? خاصة ان السعودية سبق لها وان حاولت قلب نظام الحكم في قطر او ز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com