اراء وتحليلات

فزاعة المجلس العسكري

ماذا يحدث للمصريين هل قدر علينا أن نعيش دائمآ فى حالة من الفزع والرعب ضد ة تيار أو قوة سياسية ودائما ما يحاولون إيهامنا بأنها القوة التي ستدمر البلد وتحمل أجندات خارجية ولا يهمها سوى مصالحها السياسية الخاصة وكان هذا حال جماعة الإخوان المسلمين عبر سنوات طويلة من حكم الرئيس المخلوع مبارك فقد كانت تعامل على أنها محظورة وساهم إعلام الحكومة فى تشويه صورتها بكافة السبل وقمعت وحوربت واضطهدت وعزلت سياسيآ لسنوات طويلة والآن الكثير يحاول أن يصدر لنا أن المجلس العسكرى ضد مصالح المصريين وأنة يسعى للسلطة ولا يرضى طموحات الشارع المصري ويقابل بحملات إعلامية تحولت فى بعض الأحيان من النقد الموضوعي إلى حالة من التخوين والتشكيك فى قياداته ولكن دعونا نتساءل معآ عبر أسئلة سريعة لماذا المجلس العسكري الآن .

البعض فى مصر يحاول أن يفصل بين المجلس العسكري والجيش المصري بذريعة أن المجلس لا علاقة له بالجيش ولكن دعونا نتسائل معآ أليس المجلس هو قادة الأفرع والهيئات داخل الجيش فمن يعمل على فصلهم عن بعض كمن يفصل الرأس عن الجسد وكذلك الجيش دائمآ هو الدرع الواقي للمجتمع المصري ضد أى تدخل خارجي وداخلى فلماذا يحاول البعض تشوية المؤسسة العسكرية والهجوم عليها .

الجميع يعلم أن المؤسسة العسكرية هى الوحيدة فى مصر الآن المتماسكة القوية بعد انهيار أغلب المؤسسات كوزارة الداخلية ومحاولات البعض التشكيك فى القضاء ودعونا نتساءل معآ ماذا لو حدث للجيش مثلما حدث للداخلية وانهارت مؤسساته وتحولت إلى كيان هلامي لا قيمة له.

هل نسى الجميع أن الجيش وقف مع الشرعية المصرية ونزل للشارع لحماية الثورة ضد بطش نظام مبارك ولولا نزوله لحدثت فوضى كبرى فى مصر .

لماذا يحاول البعض التشكيك في أن الجيش لن يترك السلطة وأنة متمسك بها رغم التصريحات الدائمة أن الجيش يقود البلاد لفترة انتقالية بعد تسليم البلاد لحكومة مدنية منتخبة فهل نصنع نحن فزاعات جديدة لخلق حالة من الكراهية والرعب ضد المجلس العسكري .

بعض القوى السياسية رددت أن المجلس العسكري لايريد انتخابات وكذبت أرائهم وتمر العملية الانتخابية فى مصر بسلام أمان والشعب يختار نوابة بشكل حضارى يعكس رغبة المواطن المصري في دولة مدنية .

وعندما جاء الميدان بحكومة الدكتور عصام شرف كأحد ثوار التحرير الشرفاء وإختار وزرائه لماذا هوجمت بعد فترة قصيرة فهل ستنجز أى حكومة بسرعة كبيرة فى ظل دولة غير مستقرة واقتصادها يتراجع ولماذا لم يقدم شرف إستقالتة بل تم استخدام ضعف حكومة شرف كذريعة للهجوم على المجلس العسكري .

والآن مصر تدخل فى صراع جديد حول صلاحيات المجلس الإستشارى وإنسحاب جماعة الإخوان المسلمين لأن الجماعة تريد أن يكتب الدستور المصري الأغلبية البرلمانية ولكن فى كل دول العالم الدستور يتم بالتوافق لحماية المجتمع من سيطرة تيار معين .

المجلس العسكري مشكلته الرئيسية أنة يعيش حياة عسكرية لاعلاقة له بالمدنيين والحياة المدنية ولذلك قراراته ليس سريعة لمواجهة بعض الأحداث الطارئة في مصر وكذلك بعض تصريحات قيادات المجلس العسكري لا تصل لنا بشكلها الصحيح وأحيانآ كثيرة تكون صادمة مما يثير القلق والخوف في قلوب المصريين والبعض فى مصر يتخيل أنة بزوال نظام مبارك وتولى حكومة جديدة ستحل كل مشاكل المصريين فى يوم واحد وهذا خطأ كبير جدآ و دعونا نتكاتف جميعآ ونتعاون من أجل العبور بمصر نحو المستقبل .

المجلس العسكري يعانى من عدم توضيح الأمور بشكل كبير مما يخلق حوله حالة من الغموض فمثلا عند ظهور وثيقة السلمي لماذا لم يوضح لنا السلمى من كتب هذة الوثيقة وعمل على صياغتها مما أثار غضب بعض القوى الإسلامية لحذف كلمة مدنية وكذلك للحد من صلاحيات الجيش المصري وكانت هذه الأزمة دليلآ على عدم وعى الجيش بقيمة الرأي العام فى مصر .

وأعتقد أن بعض وسائل الإعلام ساهمت بشكل كبير فى ظهور فزاعة المجلس العسكري وأنة لن يترك السلطة وأنة يلتف على الثورة المصرية وسيعيد انقلاب العسكر لحكم مصر كما حدث فى عام 1954 ولكن يجب أن نعلم جميعآ أن المصريين جميعآ لن يتركوا مصر تحت حكم عسكري أو حزب واحد مما حدث فى السنوات السابقة وأن السنوات القادمة تحتاج لتوافق جميع القوى من أجل بناء مصر الحديثة وسيظل ميدان التحرير هو ساحة الحرية حتى لا ينفرد تيار عسكري أو مدني بحكم مصر وتتحول لديكتاتورية جديدة فالحكم للشعب .

كل ما أتمناه في الأيام القادمة حدوث صدام بين الجيش والقوى السياسية الفاعلة في الشارع المصري حتى نستطيع العبور بمصر نحو بر الأمان والاستقرار لأن الشعب المصري يستحق حياة أفضل .

إنني لا أدافع عن المجلس العسكري ولكن أتسائل لماذا نعيش دائمآ في فزاعات تثير القلق والخوف من المستقبل .

أكاديمى – محلل سياسي
DreemStars@gmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com