اراء وتحليلات

أوروبا تستعين بالارهاب في مواجهة الحق الإيراني

بقلم / أحمد سعيد

أثار إعلان هولندا والدنمارك وفرنسا مؤخرا احتمال وظن ان ايران حاولت وتريد إغتيال “معارضين” على الأراضي الأوروبية سخرية المتابعين والمحللين للشأن الأوربي – الايراني.

ورأى فيه العديد منهم أنه ياتي ضمن محاولات اوروبا تبرير عجزها في القيام بواجباتها تجاه الاتفاق النووي مع ايران اولا، وثانيا في مواجهة الغطرسة الامريكية واسترضاءها للحيلولة دون انتقال الاحتجاجات التي تديرها منظمه “ستيف بانون” الى أراضيها!!.

لا أستبعد أن تقوم إيران برصد لأنشطة الارهابيين في اوروبا وغيرها، كاي دولة تفكر بأمن شعبها ومواطنيها.. اما ان تقتلهم فلا، لانها على تفاهم مع أوروبا حول ذلك. ثم ان ايران في غنى عن اثارة العالم ضدها في هذه الظروف، لان الأمر لا ينسجم مع العقل والمنطق، بالعكس هناك شخصيات قريبة من هؤلاء الارهابيين تصل الى حد زوجاتهم لايزلن يأتين الى ايران ويعدن منها الى عند ازواجهن الارهابيين دون ان تتعرض لهم الدولة بشيء!!.

أكثر من ذلك صهر حبيب جبر (زوج إبنته الصغرى آسية التي تعمل في محطته التلفزيونية) كان لأكثر من 6 أشهر في سوريا عند “داعش” ينسق اعمال التنظيمين الارهابيين ضد ايران وأجهزة الأمن ترصده بكل دقة، لكنها لم تغتاله، فهل ستغتال من هو أتفه منه في هولندا أو الدنمارك؟!!!.

حبيب جبر متزعم ما يسمى بحركه نضال (النعال) المتهم الأول باغتيال رفيقه السابق احمد مولى بعد اختلافهما على 600 ألف يورو وصلت اليهم من جهاز المخابرات السعودية الذي يرتبطون به عن طريق ضابط المخابرات السعودي “عايد الشمري”، وحسب ما ذكر المعارض الايراني عضو المخابرات البريطانية MI-6 علي رضا نوري زاده، علانية ونقلا عن ناهض مولى إبن المقتول.

الاشخاص الذين تدعي كل من هولندا والدنمارك وفرنسا استهدافهم من قبل المخابرات الايرانية ينتمون الى فصلين ارهابيين مطلوبين في ايران والعراق.

الأول، منظمة مجاهدي خلق (جماعة رجوي) والتي كانت مصنفة امريكيا و اوروبيا بانها منظمة ارهابية.. وشاركت المنظمة النظام العراقي البائد في قتل الأكراد في شمال في الشمال والشيعة في الجنوب خلال انتفاضة آذار 1991 والمعروفة بالانتفاضة الشعبانية.

هذه المنظمة التي ترعاها المخابرات الغربية الآن، ويمولها النظامان السعودي والاماراتي مدانة بقتل ما بين 13 الى 15 ألف إيراني في العمليات الارهابية التي طالت المدن، وبمساعدة الموساد في اغتيال العلماء النوويين و بالوقوف مع نظام صدام خلال حربه العدوانية على ايران.

الثاني، ما تسمى بحركه النضال (النعال) العربي الأحوازي، بشقيها الهولندي ويتزعمه ناهض أحمد مولى والدنماركي الذي يتزعمه حبيب جبر. وهذا التنظيم الأخير هو من اعلن مسؤوليته عن الجريمة الارهابية التي ارتكبت في استعراض الاهواز يوم 22 سبتمبر / ايلول الماضي (2018) واعتداءات على المراكز المدنية التي يسميها نضالا ، موجودة على موقعه في الانترنت، وهكذا تحريضه المستمر على القتل واستهداف الناس العاديين من خلال قناته التلفزيونية التي تبث من هولندا.

التنظيمان الارهابيان المذكوران جرى ربطهما بتنظيمين ارهابيين آخرين، هما: ما يسمى بجيش العدل البلوشي الارهابي الذي ينشط من باكستان وتنظيم الحياة الحرة “بجاك” الكردي الارهابي والذي ينشط من العراق.. وهم جزء من استراتيجية السعودية بنقل المعركة الى الداخل الايراني كما صرح بذلك محمد بن سلمان ولي عهد المهلكة السعودية. وتشارك في ذلك الامارات، وايضا النظام الأردني الذي حضر ضباط مخابراته “النشامى” عملاء تل أبيب في اجتماع حركه النعال مؤخرا في كوبنهاجن.

لا يعتقد ان هذا الأمر يخفى على المخابرات الدنماركية او الهولندية التي تعلم جيدا ان اغتيال احمد مولى تم على يد منظمة مجاهدي خلق وجماعة حبيب جبر في نوفمبر 2017 وبتوجيه من السعودية.. لكن على طريقتهم البراغماتية الانتهازية وكما حصل في قضية الحريري بلبنان…. أداروا القضية خدمة لاهداف القاتل باتهام المقاومة سابقا وايران اليوم.

من جانب آخر، ماذا يفعل هؤلاء القتلة في أوروبا؟ لماذا يتركونهم يديرون الارهاب من أراضيهم؟

لقد غزت أمريكا أفغانستان في 2001 والعراق في 2003 واحتلت البلدين الى اليوم بدعوى تهديدهما سلامة المواطنين وأمنها القومي.. ألا يهدد هؤلاء أمننا القومي؟؟ اين هي الخطوات الاوروبية تجاههم اذا كانوا يريدون مكافحة الارهاب؟

لو ارادت ايران الانتقام، لانتقمت من اخوتهم وأهلهم وآبائهم الذين لازالوا يعيشون بكامل حريتهم في ايران، بالعكس حتى الذين يسبون ويشتمون، يسرحون ويمرحون في ايران بدون ان يتعرض لهم احد…. هم معروفون من قبل قوى الأمن الداخلي والشعب يعرفهم بالاسماء والعناوين وارقام الهواتف…. لكن هذه ايران الاسلام، لا تحاسب احدا بجريرة غيره، ولا يخيفها صوت من هنا و هناك.

الاوروبيون من الافضل لهم ان يطبقوا بنود اتفاقيتهم النووية مع ايران، وأن يمنعوا الارهابيين من النشاط على أراضيهم والا يتركوا بلدانهم ساحات ومراتع بيد المخابرات السعودية ومثيلاتها لتجنيد العملاء وشراء ضعاف النفوس ضد هذا الشعب وذاك.

الاوروبيون يعلمون ان أمن اوروبا يعود الفضل فيه الى محور المقاومة، منه ايران.. وان ايران التي اختبرت مؤخرا 7 صواريخ تصل مدياتها الى اوروبا، تستطيع ان تقلل من اجراءاتها في مواجهة تهريب المخدرات من باكستان وافغانستان او ترك جحافل المهاجرين نحو اوروبا… ولا تكافح الارهاب ما دام يستهدف المصالح والجيوش الاوروبية المشاركة في غزو المنطقة، اذا لم يكف الاوربيون عن استهداف أمنها بواسطة الارهابيين … فهل من مدكر؟! .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com