كتابات

خفايا التخبط الإماراتي في اليمن !! اسريه وليست إستراتيجية

زيارتي للسفير السعودي ونظيره القطري وكيف كان طرح الدبلماسي الإماراتي …
خفايا التخبط الإماراتي في اليمن !! اسريه وليست إستراتيجية ….

بقلم | محمد علي العماد
رئيس شبكة الهوية الإعلامية

أول ظهور علني لـ(الإمارات) كلاعب على الساحة الدولية، عندما لعبت دورا كبيرا بإسقاط (مشروع الإخوان) بمصر، فمن بعد ذلك ظهرت الإمارات في الواجهة.. في اليمن وبالتزامن مع ثورة (11 فبراير) كان لـ(الإمارات) دورا بسيطا في اليمن، أي أنه لم يكن ليقارن بالدور القطري، الذي يحتل حيزا كبيرا، وربما كان ذلك سببا لتضاؤل الدور الإماراتي حينها، في اليمن.

في جلسة مقيل عند أحد التجار، في العام (2012)، جمعتني الصدفة مع أحد الدبلوماسيين المؤثرين بالسفارة الإماراتية، وبالرغم أنه كان لديّ عقدة من جميع الخليجيين، إلا أن تلك الشخصية، أو لربما أن سبب النقاش الذي أخذنا طيلة المقيل، شدني بالكيفية التي يتعاطى بها مع قضايا المنطقة، وبعمق تفكيره، خاصة فيما يتعلق بالشأن اليمني، حيث كان يتحدث عن بعض القضايا، وكما لو أنه يمني، حيث كان مدركا وملما لجميع التفاصيل حتى الصغيرة منها، وفي بعض القضايا، ربما كانت لديه أو رسمت له أحكام مسبقة، وربما أن هذا ما جعلني استغرب كيف أن بعض القضايا واضحة فيما البعض الآخر مخفية أو مبهمة، لقد أكملنا النقاش، يومها، وطلب مني أن أكون ضيفا في مقيله اليوم التالي.

لقد أبديت له موافقتي بالزيارة، والسبب كان أنه قد جعلني أدرك بأن الإمارات لا تمض بمشاريعها بالمال، ولكن لديهم إستراتيجية، على النقيض تماما مما تسير عليه السعودية، التي التقيت بسفيرها قبل عام، من لقائي بالدبلوماسي الإماراتي، حيث أصبت بالصدمة لمجرد النقاش مع سفير المملكة في صنعاء، كما كنت قد التقيت أيضا بنظيره القطري، وهو اللقاء الذي جعلني استغرب كيف لـ(قطر) أن تحرك المنطقة، فيما هي لازالت متشبثة بعقلية (التراويح) والخلافات المذهبية التاريخية.

لقد كان لقائي بالدبلوماسي الإماراتي جعلني أراه أكثر نضجا، من سفيري الرياض والدوحة، خاصة، فيما كان يتضمنه طرحه الكبير والإستراتيجي المتعلق بقضايا المنطقة، وأيضا فيما يتعلق بالشأن اليمني الذي كان فيه قصور في بعض القضايا، وإدراك عميق في قضايا أخرى.

أتذكر جيدا، أنه عندما توجهت في اليوم التالي إلى استراحة الرجل الثاني بالسفارة الإماراتية بصنعاء، وعند دخولي المنزل كان هو ببساطته التي يتميز بها أي يمني قبيلي شهم، في استقبالي في حوش منزله، قبل أن نتوجه إلى المجلس الخاص بالمقيل، والذي وجدته مفخخا بكل حاشية (آل عفاش) بداية من الراحل (عارف الزوكا) مرورا بـ(العواضي)، وجميع (آل عفاش) وحاشيتهم وحتى كبار وصغار (مفسبكيهم)، لقد كانت المفاجأة متبادلة، فمثلما تفاجأت بوجودهم تفاجئوا هم بحضوري.

دقائق معدودة، حتى تجاوزنا لحظة المفاجأة، حيث أخذنا النقاش الكبير الذي دار بيننا، وحينها، أدركت مصدر المغالطات، وكيف كان يتم توصيلها المغالطات؟!.. وكيف تقرّبت أدوات (آل عفاش) إلى الإمارات تحت خطر الإخوان، الذين كان يتم تهويل حجمهم، إلى حد أن وصل الكيد بهم بأن جعلوا من كان مؤتمري، ولكنه في صف (هادي) رموه بتهمة (الإخوانجية)، وهكذا كان يتم التعبئة العدوانية التي أصبحت أحد الأسباب التي جرت الإمارات إلى المستنقع اليمني.

لم يكن الدور (العفاشي) ينتهي عند تأليب الإمارات على (الإخوان) فحسب، فبالتوازي مع ذلك، كان يتم أيضا، تخويف الإمارات بـ(البعبع) الإيراني، من خلال تكبير دور إيران في اليمن، وتقديم تقارير مغلوطة، أكتشف الدبلوماسي الإماراتي يومها أن كل ما يصلهم مشبع بالمعلومات المغلوطة والمظللة، ووجد نفسه ضحية، وربما أن أكثر ما أكد له ذلك هو حين كنت أفضح كل زيف وإدعاءات (أدوات عفاش) أمامه وفي مقيله، وربما أن ذلك ما جعله يتمسك بي الدبلوماسي إلى أن نشأت بيننا صداقة انقطعت فقط، عندما قامت الحرب على اليمن.

ربما اليوم، وبسبب ما أراه من تخبط لـ(الإمارات) في اليمن، حاولت استرجع شريط الذكريات للخلف، لأدرك بأن ما يتم اليوم، يحدث خارجا عن إرادة السياسة الإماراتية المبنية على المصالح والاستراتيجيات، خاصة بعد أن أصبح الملف اليمني يدار بحسب العلاقات العائلية بين (آل عفاش) و(آل زايد)، والدليل على ذلك بان الإمارات حشرت في حرب مع البلد الذي كان شعبه يجل دورها ويكن الاحترام لمؤسسها (الشيخ زايد).

كيف أنجر الإماراتيون إلى دخول عدن عبر الإخوان، ثم تصفيتهم عبر رجال (عفاش) الذين تفضحهم كشوفات الاعتمادات والمخصصات التي كانوا يستلمونها من (عفاش) بداية من (شلال) إلى (أبو العباس)؟!.

لقد تم جر الإمارات إلى عدن، بسبب تخوفها الذي كان قد غرسه (عفاش) بالفزاعة الإيرانية، والخطر من (الحوثي)، والذي كانت تردده (أدوات عفاش)، ولكن وعند دخول الإمارات عدن، تم نصب فزاعة (الإخوان) إلى أن تم تصفية قيادات الإصلاح، حتى التي كانت موالية لـ(الإمارات) والسبب (آل عفاش) وأدواتهم التي استمرت في التلاعب بالإماراتيين إلى أن وصلوا مأرب، وعندما تم قصف (صافر) سارع (عفاش) على إخراج نفسه، وأتهم الإصلاح بأنهم كانوا مصدر الإحداثيات، وهم من حدد لـ(صنعاء) الهدف.

الأمر لم يتوقف عند جررت الإماراتيين إلى عدن ومأرب، لقد استطاعت (البروباجندا) العفاشية أن تجر الإماراتيين إلى تعز، واليوم يدعمون (طارق) وهم يدركون جيدا بأنه كان اقرب إلى الإخوان، ولكن وبما أن العلاقات أصبحت أسرية، فلم تعد الإمارات تبحث مصالحها في اليمن، بل أصبحت اليوم أداة وسلاح بيد (آل عفاش) وبقاياهم، يصفون به ملفاتهم، دون الاهتمام بما يلحق الإمارات من تشويه نتيجة لذلك، مقابل تلميع (أحمد) و(طارق) على حسابهم.

هل أصبحت الأمارات اليوم، كما كانت عليه السعودية في عهد (الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر)، فمشكلة السعودية هي أنها كانت تربط مستقبل اليمن بمستقبل (آل الأحمر) ولكن وبعد رحيل (الأحمر) تخلى أولاده عنها وبحثوا عن مصالحهم في عواصم أخرى، وهنا ننصح (الإمارات) بأخذ العبرة، فقط، ما عليهم إلّا عمل مقارنة بين (عيال الأحمر) الذين ربما هم أكثر صدقا ووفاءً، وجذورهم أقدم من أسره يقودها مراهقين، سبق وتخلوا عن رجال اليمن وإلى اليوم لم يعد لديهم أنصار سوى من يقبعون في فنادق دبي والقاهرة وبيروت، وعندما يشعرون بضعف الإمارات سيتحول أتباعهم كما تحولوا بعد مقتل زعيمهم.

الخلاصة.. على القيادة الإماراتية أن تعيد حساباتها، لو فعلت، ستدرك أنه لم يعد لها أي دور أو أي مصالح في اليمن لتأمين أمنها القومي، حيث تكاد تفقد كل شيء في اليمن، فقط كل ما تفعله الآن ليس أكثر من القتال في سبيل أسرة تحاول أن تعمل الإمارات على تأمين هذه الأسرة غير مدركة أنها تفقد كل شيء في اليمن، ولن تجني غير التشويه وتلطيخ السمعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com