كتابات

الشباب في تسوية الفرقاء

يسعى فرقاء السياسة في اليمن الى حشر الشعب والشباب في زاوية القبول بالامر الواقع الذي تفرضه مبادرة التسوية الحالية بين الحاكم والمعارضة وافراغ اراددتهم بشقيها – اسقاط النظام وبقاء علي عبد الله صالى حتى سبتمبر 2013م- من محتواها.

هكذا تكشف ركلات اللاعبين السياسيين وتحركات لعبة المد والجزر في تفاعلاتهم مع المبادرة الخليجية.

الرئيس صالح لن يترك السلطة كما يرى البعض وهم كثر ويرحل فورا وفقا لرغبة شباب الثورة.. والمعارضة لن تغامر بتفويت فرصة لم تكن تحلم بها في التنازلات المقدمة من الحاكم عبر مبادرة ملوك وامراء دول الجوار.

لجنة حميد الاحمر للحوار لن يجف سيلان لعاب قادتها لاقتناص صيد مكبل بحبال مبادرة خليجية.. ومسدوس لن يمهد الطريق لاهدار خطوات قربته كثيرا من كرسي الحكم ليعود من جيديد الى قعر قائمة الساسة.

لعبة الفرقاء والتجار بدأت تحدد اتجاهاتها بوضوح نحو عقد صفقة سياسية متعادلة بأهادف وهمية الكنها استقرت واقعا في مرمى الشعب والثورة.

لعبة المبادرة التي يعزف فرقاء اليمن السياسيين سيمفونيتها ليست غير تسوية بين لاعبين بما فيهم فقهاء ومفتين سلطة ومعارضة.

رحيل صالح الفوري عن الكرسي وبدون ضمانات كما هي مطالب ساحات التغيير والتحرير الثورية لن يكون خسارة على الرئيس وحده بل كل اللاعبين سيخسرون .. فصالح ان رحل بدون ضمانات ثم قدم للمحاكمة أو المحاسبة لن يكون وحدة فقائمة المحاكمين عن سنوات حكمه ستشمل شركاؤ التآمر على الرئيس الحمدي وربما الغشمي وفقهاء شرعنة حرب صيف 1994م ومبرري اراقة الدماء وممارسي تنفيذها خلال العقد الاول من الالفية الثالثة بصعدة وقبل الكل احداث 79-81م في المناطق الوسطى.

المستحوذون على جبال تعز ووديان تهامة وممتلكات ساسة في عدن وغيرها من المحافظات لن تكون بمعزل عن القائمة خصوصا وهناك من سيطالب بها.

كما ستشمل قائمة المحاكمين والمحاسبين نهابة حبال عيبان وشمسان ونقم وغيرها وموزعي اراضي جامعة صنعاء ومذبح وشملان وغيرها من المناطق ولن يكون نهابة الخزانة العامة ومن أثروا من المال العام خارج تلك القائمة.. فما الحل إذا?

انه المبادرة ولعبة دول الجوار للتسوية السياسية بين الفرقاء السياسية وبعض التجار المسيسين ايضا.. فهي من سيمنح صالح واتباعه ومن شارك في الادارة والحكم خلال ثلاثة عقود وبضع سنين من حكمه البراءة وتعطيهم صكوكا قانونية للعفران.. فكل ما احدثوه جميعا على مدى سنوات حكم صالح سيمحى من صفحاتهم السوداء.

في الساحات فريق كواهلهم مثقلة بالاوزار بما فيهم قائد الفرقة وشيخ حاشد انضموا الى ساحة التغيير ليعتبرون انفسهم خلال لحظات برءاء من كل اثم وذنب وصدقوا بأنهم عادوا انقياء كيوم ولدتهم امهاتهم.. وفريق يعتبرون المسؤولين المباشرين عن كل ما نحن فيه من تردي وعلى رأسهم صالح واركان حزبه في ساحات الشرعية والدستور يؤكدون انهم اصحاب حق وليس لاحد ادعاء بطلانه تحت اي مبرر..

ولكن اين الشباب?

الشباب في الساحات لا وجود لهم في تلك التسوية ووجودهم في ساحات وشوارع الثورة ليس له هدف كما كشف الملالي حسن زيد غير اسقاط النظام بل اسقاط الرئيس صالح لان اسقاط النظام يعني اسقاط منظومة كاملة شركاؤها معارضون وقادة احزاب في الساحة الثورية.

الشباب ومعهم بقية الشعب وطموحاتهم فيما ستحققه الثورة من اهداف ونتائج لن ينالون غير التغيير اللفظي فيم فساد من قامت الثورة ضدهم سيمحى والمنهوبات من جبال واودية وممتلكات خاصة وعامة ستتحول الى حقوق شرعية والبيض او غيره ممن استبيحت حقوقه منتصف التسعينيات لن تعاد اليهم كما يبدو.

اشلاء شهداء صعدة لن يجمعها قائد الفرقة المدرعة ويعيد تصنيعها من جديد ودماء شباب الساحات لن تحتفظ بها شيلان دحابة لتعيد اصحابها من فريزر الجهاد الى الحياة مرة أخرى وكل ما سيناله الشهداء هو صفة الشهادة عبر صفحات الجرائد والمجلات واكليل زهور سنوي سيقدم الى جوار نصب جندي مجهول لا يعلم حتى عياله وورثته وسيظلون مجهولين دوما حتى في ظل الدولة القادمة.

والدولة المدنية لن تكون مدنية الا نسبة الى كون ساستها يسكنون المدينة أما الحكم فاما يكون عسكريا ومليشيات أو ملالي وفقهاء اصوليين.

فماذا سيتحقق للشباب في ظل هذه التسوية السياسية بين الفرقاء وماذا سيمنح الشعب من ثمار ثورة راح ضحيتها المئات من شباب هذا الوطن?

سؤال ننتظر اجابته من الزاوية التي يراد حشر الشباب فيها حاليا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com