كتابات

سوريا واليمن وحمى الخطابات?

كثرت خطابات الرؤساء المصابين بحمى تسونامي الأنظمة المتعفنة التي تكتسح سواحل البحر الأبيض المتوسط والخليج المختلف حتى الساعة على تسميته ما بين العربي والفارسي والتي ربما اندست هي الأخرى في عاصفة المنامة لتضيف نكهة أخرى لانتفاضة الشارع هناك معفرة بدخول قوات درع الجزيرة الى شوارع العاصمة البحرينية وميادينها?

في حمى الخطابات لم تستغرق العملية في كل من تونس ومصر غير خطابين مقتضبين لزين العابدين والرئيس مبارك وغادرا كل منهما الى جهة اكثر امانا من قصورهم التي غدت موحشة وربما مرعبة? بينما استلمنا الأخ العقيد وولي عهده سيف الإسلام في تابلوه من الخطب المثيرة والمسرحية التي أصبحت واحدة من أطرف الخطب التي تتندر بها وسائل الإعلام والناس في كل العالم? حتى أدركهم رئيس اليمن السعيد وجماهيريه المليونية التي يحشدها في ميدان آخر من ميادين صنعاء التي تغص بباقات القات? وخطابات التهديد والوعيد والتحليل والتنظير? ليكملها خطاب الرئيس السوري الوارث للحكم عن أبيه الأسد الذي حكم سوريا منذ مطلع السبعينات من القرن الماضي حتى مات بأمر الله ولم يشهد ما يجري الآن لزملائه العظام في تونس ومصر وليبيا واليمن? هذا الخطاب لم يجعلنا نشتاق كثيرا لخطابات الأخ العقيد المنزوي منذ عدة ايام في زنقاته الضيقة بحثا عن نهاية للنفق? بل ان ما جاء به الوارث الجمهوري لا يختلف كثيرا عن تنظيرات ملك قبائل اليمن الذي طلب أخيرا من الشعب المنتفض أن يتنحى ويرحل!?

وحقيقة? ان خطابات هؤلاء الرؤساء لا تثير العجب او الاستغراب بقدر ما تثير السخرية والاستهجان وربما احيانا كثيرة الشفقة لما يظهر عليها وأثناء إلقائها من انفعالات وحشرجات توضح حقيقة الوضع النفسي لهم وما آلت اليه ردود افعالهم في اخراج عشرات الآلاف من الموظفين والعمال في المؤسسات والمعامل التابعة للدولة? بل وقد أكدت مصادر مهمة من الذين التحقوا بالمتظاهرين ان اعدادا كبيرة من رجال البوليس بكل صنوفه والعسكر وحتى شرطة الكمارك والحدود طلب منها ان تشارك في المسيرات القطيعية بملابس مدنية? ليس في دمشق وحلب وحماه بل حتى في صنعاء وقبلها في القاهرة وتونس وطرابلس الغرب? خصوصا اذا ما عرفنا مدى ضخامة هيكل الأجهزة الخاصة الملحقة بكل رئيس من هؤلاء? كما كان يفعل كبيرهم الذي علمهم السحر والذي أعدمته المحكمة الجنائية العراقية بعدة تهم اقلها القتل العمد والإبادة الجماعية للسكان?

وكل رئيس من هؤلاء كما ذكرنا تتبعه طوابيرا من عناصر حزبه القائد? فمثلا في سوريا هناك ما يقرب من تسعمائة ألف عضو في حزب السلطة وأكثر من نصف مليون عنصر امني منضوي تحت خيمة 12 جهاز أمني واستخباري خاص? وطبعا لكل رئيس من هؤلاء عشيرة او مجموعة عشائر ( عشيرة زوجته وازواج بناته واخواته وزوجات اولاده وهكذا الى ادم وحواء!?)? فالرئيس يناضل دائما من اجل ان تكون عشيرته الأكبر? حتى ذابت أو ادعت عشائر كثيرة انها ترجع الى ذات اصل عشيرة القائد الضرورة? وكما توهم الكثير من ابناء الشام بأن مليوني علوي في سوريا مع الرئيس وحزبه? واتضحت الأمور بعد درعا حينما خرج اهل اللاذقية من العلويين ضد النظام كما فعل اصحاب كبيرهم هنا حينما انكفأ في حفرته المناضلة?

انهم ما زالوا يخاطبون الناس بذات العقلية التي نقلتهم الى كرسي الحكم في كنف الليل حينما اغتصبوها انقلابا او خيانة او تزويرا منذ عقود من الزمان? صنعوا خلالها قطعان من المرتزقة والانتهازيين والفاسدين يسيرونهم متى شاءوا في مظاهرات سلطوية ترفع صورهم وشعاراتهم البالية? كما حصل في ميدان التحرير بالقاهرة حينما اخترقوا صفوف الأهالي المنتفضين? وفي صنعاء وطرابلس الغرب وكما يحصل الآن في دمشق وبعض شقيقاتها الشاميات حينما يوهمون انفسهم بأنهم مازالوا يحكمون الناس وان هذه القطعان انما تمثل نبض الشارع والأهالي?

انهم كما ذكرنا في مقال سابق توائم انتجتهم عملية اغتصاب بائسة في غفلة من الزمن? وحملتهم ارحام ملوثة فاسدة للحكم لتقذفهم حمما وصديدا ونيرانا على شعوبهم وذويهم? وتراهم يتحايلون كأي دلال او بقال بائس في اسواق عواصمهم لتمرير بضاعة فاسدة? كما يظهر في قراراتهم التي يصدرونها كما ادعى وريث القذافي سيف الاسلام في انهم سيباشرون بوضع الدستور ويسمحون للأحزاب بالعمل بعد ان كانت لأكثر من اربعين عاما كفرا وإلحادا?

وهناك بالقرب من سد مأرب يصرخ ملك القبائل ورئيس اليمن وهو ( يخدر ) شعبه بإصلاحات كان يفترض ان يعمل عليها منذ عقود? مثل قرينه في دمشق الذي ( تفضل ) بتجنيس ما يقرب من نصف مليون مواطن كردي سوري اسقط مواطنيتهم هذا النظام قبل اكثر من اربعين عاما واعتبرهم اجانب? وحرمهم من ابسط حقوق الإنسان والمواطنة? بل وذاقوا تحت حكمه وفلسفة حزبه الشوفينية اقسى انواع الاضطهاد القومي? الى درجة انهم لم يعاملوهم كمكون من مكونات الدولة السورية بل كجالية من الجاليات المقيمة? في سلوك عنصري ينافس النازيين والطورانيين في عنصريتهم!?

ان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com