اراء وتحليلات

قلبي على ولدي قطر

لا ندري لماذا تحول خطاب السلطة نحو قطر يوم أمس الخميس وظهر اليوم الجمعة بعد أن كانت الأمور قد هدأت قليلا?ٍ بعد الإنفعال الأول ? هل من السلطة والكياسة أن نتخاطب مع الدول الشقيقة هكذا عبر دواليب التعاسة عوضا?ٍ عن توجيه النصح واللوم عبر دواليب السياسة !!!

الحقيقة واضحة كعين الشمس أن السلطة الحالية لا تستطيع تقديم شئ نافع أكثر مما سمعنا من خطابات ووعود ? ولو مرت عشرة سنين أو عشرين عاما?ٍ لوجدنا أن الحال سيبقى على ما هو عليه مع هذه السلطة..إلا أن ترحل بسلام!!

نحن لا ننكر أن السلطة وفرت لنا المناخ الديمقراطي عوضا?ٍ عن توفير لقمة العيش الكريمة ? ولا ننكر أن السلطة كشفت للشعب في هذه الأزمة زيف الوجوه الكثيرة من وجوه اللقاء المشترك والذين هم من صناعة السلطة أيضا?ٍ وإن وصولهم للسلطة مجازا?ٍ لهو أسوأ من أي توقعات لحرب أهلية في الوقت الحاضر – وهي توقعات ليست قائمة على وقائع بتاتا?ٍ ? ولا ننكر دور السلطة في توحيد الوطن وها قد توحد الشباب اليوم في كل الساحات ? ولا ننكر دور السلطة في نقلها ملف الأزمة للخارج لتأتي بالخارج للداخل..كلها إنجازات لا تنكر للسلطة ويبقى أن أكبر إنجاز يتوج به النظام سلطته هو الرحيل السالم بقناعته أو بدون قناعة منه بأن ما سيأتي لن يكون أسوأ مما هو كائن ..لأن البلد لن تعود إلى حكم فرد بعد هذه الثورة الإستثنائية في تاريخ اليمن ? بل هي مرحلة إنتقال إلى نظام المؤسسات إلى ديمقراطية المجتمع ومن الدولة الخاوية ” الفاشلة ” إلى الدولة القادرة على تلبية مطالب العيش الكريم لأفراد مجتمعها..

إنه ليحزن أن السلطة لا تفتأ ولا تمل القول أن من في الساحات هم الأقلية ? فهل الملايين هم أقلية ? وهل نفندهم خارج تعريف الشعب ? أليس أولى أن الراعي ورجل السلطة يكون حريص على كل فرد في البلاد ? أم أنه قد كرس شغله الأن في العناية بالأغلبية لو كانوا يعقلون?!!

أم أن السلطة ممثلة بشخص الرئيس ? السلطة هي الرئيس والرئيس هو السلطة ? كانت مستبعدة لأي صحوة للشعب ? ولو أفترضنا أنه يراعي الأن ترك الشعب يبدي رأيه في كل الساحات من باب الديمقراطية ولعله يقوم بذلك خوفا?ٍ من المراقب الخارجي ? لكن أفلم يكن يعلم أن الله علي كل شئ رقيب ? ولولا إلتزام الشباب بالسلمية لفعل كالقذافي ? ليس خوفا?ٍ على شعبه ولا خوفا?ٍ من المراقب الخارجي ولكن أحرجه وأوقعه إلتزام الشباب بالسلمية !!!

لقد وقع الرئيس في شرك الثورة السلمية ? ووقعنا بسبب السلطة بفتنة تعيسة في بلد الإيمان بينما دول عربية أخرى ودول العالم الأول والثاني تصوب عيناها إلى حلقات عرس العصر الأسطوري الذي تحتفل به كل لندن !!

برغم كل ذلك نحن أكثر من السلطة تمسكا?ٍ بالشرعية والدستورية ? وهو الدستور المستمد من الشريعة الإسلامية ?? وهل هذه الحالة التي نعيشها ترضي المولى عزوجل ? نرجو أن تمر الأيام القادمة بسلام نحو تسليم آمن للسلطة وإنتقال مسؤول إلى ديمقراطية أكثر معاصرة بعد أن عفى الدهر على ديمقراطية الفرد! وشكر الله سعيكم – سلطة ومعارضة !!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com