كتابات

دور الأحزاب والقوى الاجتماعية لحماية ودعم ثورة التغيير

ثورة الشباب والشعب التي تتجسد تعبيراتها الديمقراطية – السلمية في ساحات وميادين التحرير والتغيير في مختلف مدن محافظات البلاد تثبت قدرة الشباب على قيادة ثورتهم السلمية وعلى تحقيق الأهداف التي من أجلها فجروا ثورتهم المجيدة التي تتمحور في إسقاط النظام ورموز فساده من اجل توفير شروط التغيير وبناء اليمن الجديد .

منذ بدء اندلاع هذه الثورة أكد الشباب أنهم جديرين بقيادة ثورتهم السلمية وأنـ??ِهم يرفضون أية وصاية عليهم وعلى ثورتهم.. لكنهم في الوقت ذاته مرحبين بكل مكونات المجتمع الانخراط بها ودعمها وإسنادها والمشاركة فيها .

رحبوا بكل مكونات المجتمع الانخراط بها معهم? ومنذ البدء أعلنت القوى السياسة والأحزاب احترامهم لثورة الشباب السلمية واحترام استقلاليتها عن الأحزاب السياسية واحترام إراداتهم .

وحددت أحزاب المعارضة وبالذات أحزاب اللقاء المشترك وحلفائهم في مكون لجنة الحوار الوطني أنـ??هم سيشكلون الحلقة الداعمة والمساندة لهذه الثورة وقياداتها الشبابية.

وتوالت التفاعلات الإيجابية لمكونات المجتمع اليمني مع ثورة الشباب فانخرط أفراد الشعب ومنظمات المجتمع المدني المختلفة ورجال القبائل ومشايخهم ثم التحق القادة العسكريون وفي مقدمتهم اللواء الركن علي محسن الأحمر ليشكل زخمـ?ٍا إضافيـ?ٍا وقويـ?ٍا لثورة الشباب لتمنحهم توازنـ?ٍا عسكريـ?ٍا يمنع استخدام القوات المسلحة في مواجهة الثورة الشبابية الشعبية السلمية.. وهذا ما تحقق حتى الآن وهو ما دفع النظام ورموز فساده السياسيين إلى استخدام أوراقه الأخرى في مواجهة تعاظم وقوة وانتصارات ثورة الشباب? وهي الأوراق التي كان قد بدأ استخدامها عبر توظيف بلاطجته في كل من صنعاء وتعز والحديدة والبيضاء وعدن وغيرها من مدن وساحات ثورة الشباب? وقد??ِم خلالها الشباب والشعب عشرات الشهداء ومئات بل وآلاف الجرحى كانت أبشعها جريمة الجمعة الأليمة في ساحة التغيير بصنعاء? التي راح ضحيتها أكثر من (52) شهيد?ٍا ومئات الجرحى وما سبقها في مدينة المعلا بمحافظة عدن? حيث استشهد على يد رجال الأمن في يوم واحد أكثر من (25 شهيد?ٍا) وعشرات الجرحى? إضافة على العديد من الشهداء والجرحى في مدن محافظة عدن.

وانتقل سيناريو النظام لمواجهة مد الثورة الشبابية الكاسح إلى سيناريوهاته الأخرى? التي تتمثل باستخدام ورقة تنظيم القاعدة وخطر القاعدة الذي ظل النظام يستخدمه كفزاعة لدول الإقليم وللولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية فأعلن أنـ??ِه واجه جماعة القاعدة في أبين في منتصف هذا الشهر? وقتل منهم 12!! من دون أن يقول م?ِن? هؤلاء الـ 12? كما أنـ??ِه لم ي?ْقد??م أي وثيقة عبر وسائل إعلامه المقروءة والمرئية تؤكد صحة ذلك? لكنه فقط أراد أن يوصل رسالة إلى الإدارة الأمريكية والأوروبيين ودول الإقليم ? وترافق مع ذلك تهديده في لقاءاته سواء في مجلس الدفاع أو في لقاءات قيادات المؤتمر بالحرب الأهلية وأن??ِ اليمن سيتمزق إلى شظايا وأن??ِ القاعدة والحوثيين والانفصاليين هم الذين يتربصون… الخ.

وقبل ذلك مع بداية اندلاع ثورة الشباب كان قد أعلن أنـه من حق المواطنين أن يدافعوا عن ممتلكاتهم وأموالهم وأعراضهم.. الخ.. وكان قد سبق هذا الإعلان توزيع السلاح في محافظة عدن ومحافظات أخرى .

ثم حر??ِك “النظام” عشرات من الشباب في عدن باجور مدفوعة وطلب منهم أن? يرفعوا شعارات الانفصال ويوحوا بأنـ??ِهم من الحراك الجنوبي.. ووجههم لاقتحام بعض الممتلكات الخاصة بالتواهي ومدينة كريتر.

ولم يمر أسبوعـا على هذه الأعمال إلا وبدأ بتنفيذ حلقات أخرى من هذا السيناريو في كل من محافظتي شبوة وأبين أساس هذا السيناريو أن تنسحب قوى الأمن المركزي وبعض أفراد الجيش الموجودين في هاتين المحافظتين من أجل خلق فراغ أمني يرافقه الدفع بعناصر ينضوون في أجهزته الأمنية أطلق عليها “النظام” أنـ?هم من جماعة القاعدة.

وهو السيناريو الذي أراد به أن يواصل توجيه رسالته إلى الإدارة الأمريكية وإلى الأوروبيين وإلى دول الإقليم مفادها أن??ِ المحافظات الجنوبية ينتشر فهيا رجال القاعدة.. وأنت?هم ينتظرون “إسقاط النظام” ليستولوا على هذه المحافظات ويعلنوا فيها “إمارات إسلامية”? تكون مخصصة ومرتع لتنظيم القاعدة..!!

وجاء استخدام “نظام علي عبدالله صالح” لفزاعة تنظيم القاعدة بعد أن فشل في استخدام ورقة “الحراك الجنوبي والانفصال” في محافظة عدن? حيث كان الحراك الجنوبي متنبه?ٍا وواعيـا لهذا المخطط.

من نتائج هذا السيناريو الذي قام “النظام” بتنفيذه في أبين أن راح أكثر من (150 ضحية) شهداء عمل اجرامي – لا يمكن فصله عن بقية جرائم هذا النظام – بينهم نساء وأطفال من جراء انفجار مصنع الذخيرة في مديرية الحصن بمحافظة أبين? فلقد سحب قواته وحراسته من هذا المصنع وهو يعرف طبيعته ويعرف أن? المواطنين سيدخلون إلى المصنع طالما وقد انسحب منه أفراد الجيش وحراساته الأمنية حتى ولو من باب الفضول لمعرفة محتويات هذا المصنع.

لكن الكارثة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com