كتابات

رجال الله

كتبها / ابو المجد
يمشون على أقدامهم في جيزان ونجران وعسير.. يحملون ماءهم على ظهورهم ويخبئون زادهم في جيوبهم .. يدافعون عن وطن داسته أقدام الغزاة ودمرته صواريخ الحقد .. تراهم شعثاً غُبراً، يحتضنون بنادقهم بحميمية وشجاعة لا يرفعون رؤوسهم معها لرؤية الطائرات.. يحدوهم اليقين بالنصر، وتسوقهم عقيدة الدفاع عن الأرض والعرض.
أسلحتهم البدائية آتت أكُلها في مواجهة ثالث دولة في العالم تسليحاً.. وها هم يسقطون طائرات الأباتشي، ويحرقون الدبابات التي توصف بأنها فخر الصناعة الأمريكية، ويدوسونها بأقدامهم ، ويرفعون علم الجمهورية اليمنية في كل مكان يصلون إليه. كيف سيتعامل التاريخ مع هؤلاء الرجال؟!
هل سيكتب التاريخ أن هؤلاء دخلوا إلى أرض العدو مشياً على أقدامهم، بينما السعودية، وبجانبها دول التحالف، بكل أسلحتها وطائراتها وصواريخها لم تستطع أن تحتل موقعاً يمنياً، ولم تجرؤ رغم عدتها وعتادها على مواجهة هؤلاء الرجال الذين نستطيع أن نقول عنهم عُزَّل أمام هذه الترسانة الهائلة من الحقد والسلاح!!
رجالٌ بسطاء، لم يتلقوا التدريب في أمريكا، ولم يأتِ الخبراء الفرنسيون لتدريبهم، كما تفعل السعودية مع جيشها الذي يفرُّ من أمام رجال اليمن.. بسطاء كالماء، لكنهم يجيدون لُغة الغرق والإغراق.. بسطاء كعود الثقاب، لكنهم يعرفون معنى الحرائق .. يعرفون أن الدبوس بإمكانه أن يفجِّر بالوناً، ويعرفون أيضاً أن الحصوة الصغيرة تفقأ عين الأسد.. يقطعون الأميال مشياً، وينتظرون الموت كل لحظة.. لا تعنيهم الكاميرات، وليس لديهم صفحات على الفيس بوك لينشروا صورهم وانتصاراتهم.. فنحن لا نراهم إلا شهداءَ ومعفَّرين بالدم والتراب حين يقوم الآخرون بنشر صورهم وتواريخ استشهادهم. هؤلاء هم رجال الله.. الذين جعلوا الإمارات تنكِّس أعلامها، وتعلن الحداد مرتين، خلال أسبوع.. وهؤلاء هم من سيكسر قرن الشيطان .. هؤلاء هم أبطال الجيش واللجان الشعبيه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com