نمذجة الموقف العسكري اليمني، مقابل الفشل الامريكي
لهذه الاسباب يقدم العدو انجازات اليمن العسكرية كحوادث عرضية، خوفا من انفلات عالمي

تحليل/ اسامه حسن ساري
هناك فاعلية عالية جدا للعمليات العسكرية اليمنية في التصدي للعدو الامريكي. يخاف الامريكي من ظهورها عالميا، فتتفاقم فضيحته وعجزه،
القوات المسلحة اليمنية تحقق اهدافها، وتتصاعد عملياتها.
بينما العدو الامريكي فشل بكل المقاييس في التأثير على ظفر مواطن يمني ناهيك عن قدراتنا العسكرية .
لذا يحاول الامريكي في اقل تقدير له، أن يقدم خسائره في للبحر الاحمر باعتبارها احداث عارضة، على الهامش، حتى يقلل من قيمة وفاعلية عملياتنا العسكرية.
فالامريكي يواجه فضيحة عالمية، ليس فقط عسكريا امام اليمن، بل في جميع قرارات وسياسات ترامب الحمقاء والمزاجية، فقد حشدت العداء العالمي ضد امريكا، وكانت طاردة لاصدقائها وشركائها، وجعلت خصومها يتجرأون عليها.
لكن كل سياسات ترامب، في الجانبين السياسي والاقتصادي، اتخذها من منظور عسكري استنادا الى وهم القوة الامريكية وهيبتها العسكرية المضخمة اعلاميا،
وكانت حاملات الطائرات اقوى سلاح تستخدمه أمريكا لاخضاع العالم.
لذا فإن أمريكا تواجه اليوم معضلة حقيقية وحرجا عالميا، بسبب تمكن القوات المسلحة اليمنية من اقصاء خمس حاملات طائرات، واخراجها عن الخدمة، بالتزامن مع تطوير تقنيات اليمن العسكرية وتعاظم قدراتها التسليحية وصولا الى تطوير جيلا جديدا من صواريخ فرط صوتية تقطع مسافة تزيد على الفي كيلومتر وتضرب اهداف للعدو الاسرائيلي في مدينة حيفا المحتلة.
لذا يخشى الامريكي بشدة من أن يستمر هذا التعاظم للقوات المسلحة اليمنية حتى اعلاميا، وأن يدرك العالم – وقد ادرك – ان اليمن الضعيف المحاصر لعشر سنوات متتالية، يسقط طائرات اف18، فخر سلاح الجو الامريكي، ويوجه ضربات دقيقة لحاملة الطائرات الخامسة ترومان ليخرجها من الخدمة، فهذا يعني للامريكي :
اولا: أن القوة العسكرية لليمن، صارت تشكل ثقلا عسكريا اقليميا ودوليا.
ففاعلية العمليات العسكرية اليمنية في مواجهة امريكا مباشرة ستقنع دول العالم بهذه الحقيقة، وهذا يعني أن اليمن ستصبح عامل القوة الأكثر تأثيرا على القرارات العالمية. وحتى على قرارات أمريكا نفسها. وسياساتها الدولية وخاصة في المنطقة العربية.
وثقل التأثير اليمني سيكون حاضرا بصورة قوية في المجال الاقتصادي حيث تتركز بنية النظام العالمي الجديد الذي تسبب ترامب في احداث اهتزازت قوية له.
ثانيا: ان اليمن سيصبح اللاعب العربي الاقليمي الوحيد الذي سيفرض نفسه على كل الانظمة العربية فيما يتعلق بالتعامل مع القضايا الامنية للمنطقة بشكل عام، والقضية الفلسطينية بشكل خاص.
فإذا كان ترامب بجنونه وغبائه قد تسبب بقراراته الجمركية في إضطراب النظام العالمي الذي انفقت امريكا في سبيل تأسيسه وتثبيته عشرات العقود من الصراع والدماء، فإنها اليوم وبسبب سياسات نفس المجنون ستواجه المساءلة الصهيونية العالمية، عن مصير الكيان الاسرائيلي الذي سوف يقرره اليمن فقط.
ثالثا: التعامل الدولي مع الموقف العسكري اليمني كنموذج ايجابي وخيار فاعل ومثمر، سيدفع كل خصوم أمريكا الى التجرأ اكثر عليها، والخروج عن دائرة الخضوع او التبعية. فتعيد الدول الكبرى وفي مقدمتها الصين وروسيا وكوريا الجنوبية، وغيرها، اعادة تشكيل نظام عالمي جديد لا سيادة فيه للامريكي او الصهيونية اليهودية.
بالطبع هذا سيحشد عدة عقود من الصراع العسكري العالمي. وتتفاقم الحروب الباردة وتكتوي بنيرانها كل الانظمة العربية المتواطئة مع السياسات الأمريكية الداعمة والمساندة للعدو الاسرائيلي في ارتكاب جرائمه ومحاولة تهجير الشعب الفلسطيني وتصفية القضية الفلسطينية.
هناك عدالة الهية تتجلى ملامحها من طيات الاحداث الحالية، ويدها ستطال كل خائن وشريك للامريكي والاسرائيلي في سفك دماء الشعب الفلسطيني.
رابعا: انتصار الموقف اليمني، وتعاظم رصيد انجازاته العسكرية ضد القوة الاولى عالميا، كفيل بأيقاظ صحوة عربية اسلامية كبيرة وواسعة.
خامسا: مستقبل الصراع مع العدو الامريكي والاسرائيلي، سيتخذ طابعا اسلاميا حقيقيا ينمذج المنطلقات الايمانية الجهادية للشعب اليمني، وتعيد تهيئة الوعي العربي والاسلامي وتحريكه في الموقف المتصدي والعدائي ضد الصهيونية اليهودية. وهذه النمذجة هي اهم ما يعتبره الأمريكي خطرا فتاكا على مشاريعه.
فالحمدلله على فضله ونعمته وتأييده لشعبنا، ومنته علينا بأن اصطفى لنا قائدا من انفسنا، ليوجهنا ويرشدنا في طريق الله وبثقافة القرآن النقية.