حـــوارات

العطاس يعلن عن مبادرة جديدة لحل قضية الجنوب “صياغة الوحدة في دولة اتحادية فيدرالية”

على الرغم من غيابه طوال السنوات الماضية عن اليمن? إلا أن رئيس الوزراء الأسبق حيدر العطاس ظل حاضرا?ٍ في المشهد السياسي في البلاد? من خلال ما يطرحه من رؤى وأفكار عبر الصحف والمجلات ووسائل إعلام عربية وعالمية .
بعد اتصالات هاتفية عديدة أجريتها معه لأكثر من شهر تقريبا?ٍ وفي أكثر من عاصمة عربية استجاب مشكورا?ٍ لإجراء هذا الحوار مع “الخليج”? والذي تعرض فيه إلى كثير من القضايا الساخنة .
يطرح العطاس في هذا الحوار ثلاث نقاط على حكومة الوفاق الوطني? وقال إذا تمكنت من تحقيقها فإنها سترد الاعتبار لنفسها ولمرجعيتها السياسية وستعيد الأمل للشعب اليمني? معتبرا?ٍ أن الاستمرار في تطويع المشكلات والالتفاف عليها لتغيير مسارها بحسب المصالح والرغبات والأهواء لا يغير من واقعها شيئا?ٍ? بل يزيد من تعقيدها وتكلفة حلها .
ورأى أن أخطر ثغرات المبادرة الخليجية يكمن في تفسيرها الخاطئ للقضية الجنوبية? وأقترح إعادة صياغة الوحدة في دولة اتحادية فيدرالية بإقليمين كمساهمة لحل الأزمة? كما أكد في ذات الوقت أن الفيدرالية سوف تتيح الفرصة للجميع للبحث والتفكير في أنجع السبل لشراكة تحافظ على وشائج الإخاء والتعاون والمحبة بين الجنوب والشمال .
ودعا العطاس في حواره مع الشباب في اليمن إلى استكمال المهمات التي خرجوا من أجلها وأن لا يضيعوا جهودهم في نصف الطريق? كما دعاهم إلى تنظيم أنفسهم بما يمكنهم من لعب دور أساس في مستقبل الحياة السياسية وعملية التنمية المستدامة? وفيما يلي نص الحوار:

من خلال متابعتك لما يجري في الساحة اليمنية? كيف ترى مسار التسوية السياسية?
ما تكشفه الأحداث اليومية عم?ا تم الوصول إليه حتى اليوم لا يرقى إلى مصاف التسوية السياسية بكل شروطها المعروفة أكثر من كونها مجر?د “صفقة سياسية” غير عادلة تهدف لمجر?د فض النزاع والخلافات بين شركاء “الفيد والغنيمة”? لتعارض في المصالح وقواعد التقاسم للسلطة والنفوذ والثروة دون الاكتراث لحال الضحية? لذا فستظل هذه العملية مشوهة ومنقوصة طالما لم تخاطب جوهر المسألة اليمنية والمتمثلة في حل? القضية الجنوبية باعتبارها جوهر الأزمة الراهنة? حلا يرضي شعب الجنوب .
إنني أربأ بقوى التغيير والثورة في الشمال والقوى الراعية للمبادرة الخليجية أن تشارك في هكذا عملية لا تسهم في شيء سوى في إضفاء شيء من الشرعية الإقليمية والدولية على نكبة اليمن الجنوبي كشريك في وحدة 22 مايو/أيار 1990 المغدور بها? والمشاركة في المحاولات الفاشلة لوأد آمال شعب الجنوب في تقرير مصيره بنفسه دون إملاء أو وصاية من أحد .

في حديث سابق للرئيس علي ناصر محمد رأى فيه أن المشهد السياسي بعد الانتخابات الرئاسية بات أكثر تعقيدا?ٍ . . هل تتفق معه في ذلك?
الوضع في الأساس كان معقدا?ٍ? إلا انه ازداد تعقيدا?ٍ بسبب تنفيذ النظام في صنعاء لخطة جهنمية شيطانية مكشوفة تمثلت في تدبير شبكة من بؤر التوتر الأمني والسياسي كحصون دفاعية عن نفسه تحسبا?ٍ لمثل هذا اليوم .
ومعروف أن الحراك الجنوبي السلمي والثورة الشبابية كانا كفيلين بتحقيق التغيير الحقيقي المنشود من خلال الاستمرار في النهج السلمي ومنع مؤامرة جر البلاد إلى أتون العنف وإطلاق فرق الإرهاب المعدة كي تعبث وتدمر .

المطلوب لتجاوز الراهن

ما المطلوب إذا?ٍ لتجاوز الوضع الراهن?
إن تمكنت حكومة الوفاق من تحقيق ثلاث خطوات مترابطة? بحزم وبعيدا?ٍ عن مراكز المصالح الحزبية والعسكرية والقبلية والشخصية? فإنها سترد الاعتبار أولا لنفسها ولمرجعيتها السياسية? ومن ثم ستعيد الأمل للشعب شمالا?ٍ وجنوبا?ٍ? وستظهر مصداقية تؤكد على ألا طريق غير طريق يعتمد الحلول السياسية للمشكلات وليس الصفقات التي من شأنها تأجيل حل المشكلات وبالتالي الإبقاء على مخاطر تفجرها مجددا?ٍ في المستقبل .
هذه الخطوات تتمثل فيما يلي:
أولا: الاعتراف الواضح والصريح بالقضية الجنوبية وبحق شعب الجنوب في تقرير مصيره? والاعتذار لشعب الجنوب عن الحرب وما لحقها من ممارسات? وكذلك الاعتذار لسكان صعدة عن الحروب وما ألحقته بهم من أذى وظلم .
ثانيا?ٍ: الإزاحة الفورية لكل العناصر المحسوبة على النظام السابق من مفاصل السلطة العسكرية والأمنية والمالية? تزامنا?ٍ مع إزاحة جميع العناصر المتقاطعة معها في صراع المصالح والتي ركبت قطار الثورة عنوة .
ثالثا?ٍ: وضع حد لعملية الإقصاء والانفراد بالقرار والإشراك المتساوي لكافة الشركاء في الإعداد المشترك لكافة مراحل العملية السياسية وفي البحث عن حلول حقيقية للملفات الشائكة بحسب محوريتها وجوهريتها .

في ظل ما يشهده الوطن حاليا?ٍ من تحديات? هل تتوقع أن الآتي سيكون أصعب مما حدث خلال العام الماضي?
كل المؤشرات الموثوقة تشير إلى انه سيكون أسوأ إذا لم يتم الاعتراف بالمشكلات كما هي لا كما يراد لها أن تكون أو كما تطرح توصيفها لنفسها وبنفسها? لا كما تفرضه الايديولوجيا أو السياسة من توصيف لها? وأن الاستمرار في سياسية تطويع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com