كتابات

شكرا?ٍ فخامة الرئيس السابق!!

قبل عام تماما?ٍ كنت في نقاش مع زملاء صحفيين من جمهورية مصر العربية خلال تواجدي في زيارة لدولة الكويت حينها أكدت للزملاء الصحفيين أن الرئيس صالح لن يسقط كما سقط مبارك أو بن علي.. مبررا?ٍ كلامي ذلك بعوامل كثيرة أهمها أن الرئيس صالح يحظى بشعبية كبيرة بين اليمنيين وأن اليمن بلد له تجربه ديمقراطية ناهيك عن أن صالح جاء لكرسي الرئاسة عبر انتخابات تنافسية في 2006م.. الآن وبعد عام تماما?ٍ.. يسلم الرئيس علي عبدالله صالح السلطة إلى خلفه المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية المنتخب في مشهد استثنائي في تاريخ اليمن المعاصر. وأنا أتابع حفل تسليم السلطة بدار الرئاسة في صنعاء حتى لحظة توديع هادي لصالح وخروج الأخير من دار الرئاسة بسيارته متجها?ٍ نحو منزله كنت أشعر بالفخر لأنني يمني.. تذكرت كيف هرب بن علي وكيف سقط مبارك? وكيف انتهى القذافي – وما يعتمل في سوريا?ٍ حاليا?ٍ.. وشعرت بإكبار وتقدير شخصي للرئيس علي عبدالله صالح الذي ودع دار الرئاسة وسلم السلطة للرئيس الجديد المنتخب مقدما مصلحة اليمن على كل اعتبار . الرئيس علي عبدالله صالح كان أوضح في حوار مع صحيفة الحياة اللندنية أنه يتمنى أن يصبح رئيسا?ٍ سابقا?ٍ..
اليوم حقق علي عبدالله صالح ما تمناه واستحق عن جدارة وفخر لقب الرئيس السابق. من حق كل يمني أن يفتخر بالمشهد الذي حصل اليوم في دار الرئاسة? من حقه أن يشعر أن مفهوم التبادل السلمي والديمقراطي للسلطة يتحقق أمامه وسط إعجاب العالم كله. ووسط هذا الشعور بالزهو لابد أن تنحني أقلامنا وكلماتنا إجلالا?ٍ وتقديرا?ٍ للرجل الذي كان له الفضل في صنع هذا التاريخ الاستثنائي.. الرجل الذي استطاع أن يرسخ معنى التبادل السلمي للسلطة واقعا?ٍ.. الرجل الذي تعالى على كل جراحاته.. وعلى آلامه.. وعلى مرضه الناجم عن الحادث الإرهابي في دار الرئاسة في 3 يونيو 2011م ووضع مصلحة اليمن أولا?ٍ..
إنه علي عبدالله صالح الرئيس السابق بكل فخر.. لندع الحماقات جانبا?ٍ.. ولنركل الحقد.. والكره والبغضاء الذي صنعته الأزمة.. ولنقل ولو كلمة حق واحدة يحق هذا الرجل.. علي عبدالله صالح… لأنه بكل بساطة وبعد حادث دار الرئاسة كان بإمكانه أن يفعل مايشاء.. وأن ينزع نحو الانتقام.. لكن بحكمة القائد.. وحنكة السياسي وتسامح العظماء.. وسمو الإنسان.. وحب المواطن لبلده.. نسي كل ما حدث له.. نسي الشتائم وكل ما قيل فيه من قبل خصومه.. نسي الجروح الجسدية التي صنعها حادث جمعة رجب.. والآلام النفسية التي سببها له ذلك الحادث وسببها لكل محبيه.. ولكل من كانوا معه من قيادات الدولة.. نسي كل ذلك لا لشيء إلا من أجل عنوان كبير بعظمة وكبر \”اليمن\”.
لقاءات كثيرة حضرتها مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح كانت جلها لقاءات سياسية وتنظيمية لكن لقاءا?ٍ أخيرا?ٍ جمعني به قبل سفره الأخير إلى الولايات المتحدة الأمريكية تعرفت فيه إلى علي عبدالله صالح الإنسان.. علي عبدالله صالح المواطن اليمني.. وليس رئيس الجمهورية أو رئيس المؤتمر الشعبي العام.. خلال أربع ساعات من الحديث تعرفت عن قرب على علي عبدالله صالح وعرفت لماذا هو سموح ومتسامح.. لأنه ببساطه ذلك المواطن اليمني الذي لم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب? وكان طريق المجد بالنسبة له محفوفا بالمخاطر والصعاب التي تجاوزها بالصبر والمعاناة والنضال.. حفر في الصخر حتى وصل إلى ما وصل إليه وأصبح رئيسا?ٍ لليمن.. وزعيما?ٍ وطنيا?ٍ يكفيه أنه حقق الوحدة اليمنية. شعرت خلال ذلك اللقاء أن علي عبدالله صالح السياسي تعلم الحكمة من جبال اليمن ووديانها وسهولها.. خبر الحياة في كل مدينة يمنية لا ي?ْذكر اسمها إلا وتجده يحدثك عنها وعن أهلها? وعن ابرز الشخوص فيها .. علي عبدالله صالح السياسي تعلم من البسطاء كيف يكون بسيطا?ٍ ومتواضعا?ٍ.. درس في مدارس الحياة العسكرية والمدنية.. وفاض قلبه حبا?ٍ لليمن حتى امتلكه حبها وامتلكها حبه.. فقدم من أجلها كل ما يستطيع وقدم كل ما يملك.. عمره? وخبرته? وعسكريته? وحكمته? وحنكته? وعظمة تسامحه..ودمه… علي عبدالله صالح المواطن.. سيظل هو اليمني الذي سطر اسمه في قلوب اليمنيين سيما البسطاء منهم بأخلاقه.. وبإنسانيته. علي عبدالله صالح العسكري: سيظل هو القائد الذي سطر اسمه في سفر نضالات الجيش اليمني دفاعا?ٍ عن الثورة والوحدة? وبناء جيش يمني قوي. علي عبدالله صالح السياسي: سيظل هو القائد الذي سطر اسمه بأحرف من نور في سجل التاريخ اليمني بقيادته الحكيمة لليمن خلال ثلاثة عقود …. وحقق خلالها منجزات كثيرة.. أهمها وأغلاها منجز إعادة تحقيق الوحدة اليمنية.. وأخرها تسليم السلطة بطريقة ديمقراطية.. وبمشهد استثنائي في تاريخ اليمن المعاصر.
وأخيرا?ٍ.. لقد جنب علي عبدالله صالح اليمن خطر الذهاب إلى حرب أهلية.. وحقن دماء اليمنيين بتنازله عن حقه الدستوري.. وإصراره على تحقيق مبدأ تداول السلطة ديمقراطيا?ٍ عبر صناديق الاقتراع.. وتسليم السلطة لرئيس منتخب هو المشير عبدربه منصور هادي..
اليوم …لا أملك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com