كتابات

القوى تتصارع – ( الوطن صريعا?ٍ )

يردد الغالبية من أبناء الشعب اليمني مقولة ( كلنا مع التغيير لكن بطريقة سلمية وسليمة ) ? ترى هل هذه العبارة تخرج من أفواه المواطنين عبثيه ومجرد كلام أم أنها تحمل أشياء ذات دلالات ومعاني لا يعلمها إلا العقلاء والمواطن نفسه بصفته المعني في ما يجري على الساحة .

يتفق الكثير أن لليمن خصوصية غاية في التعقيد ? فالأمية تنتشر بشكلا?ٍ واسع ولا اقصد هنا أمية القراءة والكتابة بل أمية الجهل بالحقوق والواجبات ? بل على العكس ينادي هذه الأيام الكثير بالحقوق ويتناسون الواجبات التي تعتبر التزام أخلاقي على كل شخص ? واقصد هنا بالواجب الواجب الأسمى والأهم وهو واجب الحفاظ على امن الوطن واستقراره والنأي بة بعيدا?ٍ عن الصراعات والأحقاد التي تظهر بين أطراف القوى المتصارعة على الساحة والمشهد اليمني .

ومن مظاهر التعقيد والخصوصية التي نعاني منها في اليمن عدم اكتمال مؤسسات المجتمع المدني والقصور الواضح في قلة النضوج السياسي التوعوي ? كما لم تكتمل بنى التعليم المختلفة ? وهو ما يعني عدم اكتمال الوعي السياسي والاجتماعي كاملا?ٍ في بلدا?ٍ تتجاذبه الخلافات السياسية والمذهبية نوعا?ٍ ما ? وحتى الجغرافية العنصرية .
ومن مظاهر التعقيد في المشهد اليمني زيادة تأثير القبيلة كفاعل رئيسي في هذه الأزمة وغيرها من المواقف ? حيث تحكم هذه القبائل عناصر تقليدية ترى أن لكل واحدا?ٍ منها الحق في حكم اليمن ? وتعمل تلك الزعامات بكل قوة على الاستئثار بهذه الميزة وهذا المكانة ? وهذا الأمر ليس خافيا?ٍ إذ نرى بعض مشائخ القبائل ينفق مئات الملايين من اجل تأجيج الوضع وتأزيمة من خلال افتعال المشاكل في الإعتصامات الشبابية التي كانت نقية .

كم كنت أتمنى من قادة أحزاب اللقاء المشترك وبعض كوادره الذين نعرف عنهم الوسطية والاعتدال أن لا ينجروا وراء حميد الأحمر ? وإنما كنا نود أن ينجروا وراء الوطن ومصلحته ? الوطن في حاجتكم هذه الأيام الوطن هذه الأيام يريد نبذ التعصب والتشدد تجاه مواقف مصيرية بمعنى الكلمة .
ومن مظاهر التعقيد في المشهد اليمني انقسام الجيش ?وهذه تعتبر من اكبر المشكلات فعندما ينفرد شخص بمؤسسة عسكرية فلا يحق لة ذلك ? لأنها ليست شركة ولا مؤسسة وإنما هي مؤسسة ملك للشعب وأداة لحمايته ? فمثل هذه الأعمال تعتبر انتهاك صريح لهذه المؤسسة التي من المفترض أن تكون محايدة لا ان تكون طرف من أطراف الصراع بين القوى المتصارعة .
أريد أن أنبه إلى شيئا?ٍ مهم وهو أن الأزمة التي تمر بها اليمن ليست سياسية أصيلة ? ولا شعبية خالصة ? وإنما تم استخدم كلا العاملين مجتمعين كوسيلة من اجل تمرير أهداف يستطيع من خلالها طرف التغلب على الطرف الآخر .
مع الأسف أصبحت التفرقة والانقسامات ورمي بعضنا البعض بالألفاظ ومحاولة زراعة الأحقاد أن ينظر إليها على أنها تحرر وثروة وطنية ? بدلا?ٍ من أن نعايشها كعاهة مجتمعية وكارثة يجب أن نتجاوزها .
يجب على كل العقلاء ومن لم يعقل بعد فسوف يعقل على فوهات المدافع والرشاشات لا سمح الله ? فنريد التعقل قبل فوات الأوان ? من اجل اليمن ومستقبلة وبعيدا?ٍ عن التأزيم والتصعيد كون التصعيد في مثل هذه الأمور لا يجلب إلا الكوارث والدمار التي لا تحمد عقباها? فالعاقل يجب أن يدرس المشكلة من جميع جوانبها ? ويجب ان يعكس الجميع ذلك التصارع بين القوى إلى تكاتف ? وما الثكنات العسكرية القائمة اليوم والمتقطعات إلا اكبر دليل وإشارة إلى ما نحن قادمون إلية لا سمح الله .

بالنسبة للرئيس والمطالبة برحيله ? فالرئيس لا يريد الخروج حسب ما يطرحه خصومة وما يهتف بة الجمهور في ساحات التغيير ? باعتقادي أن الرئيس هو الشخص الأكثر قبولا?ٍ بالتغيير الآن والرحيل عن كرسي الرئاسة ? لكنة وكما نفهم منة أنة يحتاج إلى تكريم ? نظرا?ٍ لإنتهاء خدمته لهذا الوطن ? وأمام المشهد الحاصل من صراع وانقسام على الساحة اليمنية نقول ومن خلال استقرائنا للواقع لا مفر غير خروج الرئيس خروج مشرف يليق بة
وانطلاقا?ٍ مما ما ذكر اعلاة وغيرة من الكلام الذي لم يذكر يردد المواطن المسكين (كلنا مع التغيير ولكن بطريقة سلمية وسليمة )? ونقول في الأخير يجب أن لا يكون الوطن صريعا?ٍ بين القوى المتصارعة فهو أغلى وأسمى .

al-nwirh2@hotmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com