اراء وتحليلات

الهولندي الذي أحبته أمي..!

*الحب يستأذن المرأة في أن يدخل قلبها? وأما الرجل فإنه يقتحم قلبه دون استئذان? وهذه هي مصيبتنا..

(برنارد شو).

لا أجد سببا يدعوني الى القول بأن المرأة تختلف عن الرجل في مشاعرها ورغباتها وتطلعاتها وحماسها تجاه الناس والحياة, وجوهرها الواعي تجاه ذاتها لايزال يشوبه بعض الشوائب من سوء الفهم لها ووضع حدود لروحها ورغباتها وكأنها من كوكب آخر.

يقول أرسطو: الدهشة هي التي دفعت الناس لأن يتفلسفوا. فالمرأة هي دهشة عامرة بالجمال ,و منسجمة مع فوضاها وجنونها , وساعة حائطها لا تتوقف عند آخر موعد تحاول فك رموز الحياة تغامر وتنجح , تتعثر وتواصل ونفسها تتوعدها بمغامرات جميلة في الحياة, الأفق البعيد هو حلمها الذي ترغب بالوصول له, لايزال لديها حكايات, وكل يوم تعيش قصة.. حياتها مليئة.. وليس مطلوب منها ان تكون بفكر “تشومسكي” “وهنتنغتون”, ولا أن ترتب نفسها بأناقة “روبيرتو كافالي”, فهي روح فراشة تغذ السير عبر طرقات الحياة بألوانها الجذابة وحركتها الدءوب? والشعاع الناعم الذي يربطها بالاخرين يبعث معه سلام وحب مع كل هبة نسيم وإشراق شمس,وهي ليست خائنة للود أو الأصدقاء, وأحيانا قد تتغلب طبيعتها البشرية فيها عليها, وتعيش داخل فيض من الإحساس ممتلئة بتفاصيل الوجوه والأصوات, إذن لماذا البعض منهن تفشل في التعامل مع أخيها الرجل? لماذا تعيش حربا نفسية معه?

القضية باتت مزعجة فالسلم الاجتماعي لم يعد كالسابق وطبيعة الانسان المتغيرة تجنح به إلى تسلق قمم قد تكون خطرة عليه, فالمرأة والرجل لهما نفس المستوى من الرغبات والمتطلبات والتوق إلى التغيير على جميع الأصعدة, والعلاقة التي تحكم المرأة والرجل وبالذات علاقة الزواج يتدخل فيها عوامل كثيرة قد تدخل هذه العلاقة في مآزق مرعبة, وعندما لانتفهم الآخر لن نحتوي ردات فعله, لذلك تجد التوتر يكتنف العلاقة الزوجية والأساس فيها هو الهدوء والراحة, فعندما نضع مسلمات وأفكارا?ٍ حالمة عن الزواج هنا نقع في حركة المأزق, فالمعايير غير موجودة في الأساس للحكم على نجاح هذه العلاقة, فيدخل الرجل مدجج بأفكار ضد المرأة, أفكار مستهلكة وهو الذي لا يعرف من النساء إلا امه وأخته, وكذلك الأمر ينطبق على المرأة فتبدأ حياة الازعاج والضبابية, وحتى لو كان الزوج أو الزوجة انسان جيد في هذه المؤسسة (مؤسسة الزواج) فلن يلتفت له الشريك المحمل أساسا بتركة المغالطات الاجتماعية, وتظل نظرية (في الجهة المقابلة يكون العشب أكثر اخضرارا) بمعنى تظل المقارنات والبحث عن البديل لأسباب عدم تقبل الآخر بكل حسناته وعيوبه, فنحن لم تبنى ثقافتنا على تقبل حتى انفسنا لازلنا نرواغ ولا نقنع.

أتذكر أن والدتي رحمها الله كانت تغضب من والدي في صغري ثم تبدأ تتمتم بينها وبين نفسها (لو أنني تزوجت هولندي لكنت سعيدة) في حين ان والدي رحمة الله كان انسانا جيدا, إلا ان الاختلاف بينهما كان ينتهي بأمنية والدتي العذبة لو أنها تزوجت ذلك الهولندي وكنت اتمنى أن أعرف هوية وشكل ذلك الهولندي الذي تتمناه والدتي.

(وامس)

Zienab_76@hotmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com