كتابات

بيان الوعي والحكمة والجاهزية

اتسم البيان الختامي للمؤتمر الوطني الموسع بالوضوح لجهة تحديد مظاهر الأزمة اليمنية والتصورات السليمة لمواجهة هذه الازمة.. وكان البيان الختامي قويا في الوقوف ضد اي محاولة لعودة ماضي الفساد والاستبداد? وبدأ بتوجيه التحية الى مؤسستي الجيش والامن واللجان الشعبية باعتبارها المؤسسات التي حملت على عاتقها حفظ الامن والاستقرار وقد وقفت جدار صد صلب خلال الايام الماضية لتحول دون تحول الفراغ الدستوري الذي دفع باتجاهه الخارج الى فوضى وتفكك وصراعات أهلية وانقسامات متعددة? كما اكد البيان على رفض مخططات التقسيم والتجزئة التي حاول الخارج تمريرها من خلال مسودة الدستور رافضا في ذات الوقت التدخلات الخارجية في الشان اليمني مشددا على ضرورة ارساء مبدأ المواطنة المتساوية والاهتمام بالمناطق والفئات المحرومة والمهمشة بسبب سياسة التمييز والاستهداف التي مارسها النظام بحق قطاعات واسعة من ابناء الشعب اليمني خلال العقود الماضية ..

القضية الجنوبية كانت اولوية في بيان المؤتمر بالاضافة الى الحالة الاقتصادية التي تمر بها البلاد مشددا على ضرورة اتخاذ الاجراءات الضرورية بما يسهم في تخفيف المعاناة التي تثقل كاهل الفئات الاكثر فقرا ومعاناة جراء سياسة الافقار والتجريع التي كانت سلوكا مقصودا ومتعمدا لنظام الحكم خلال العقود الماضية ..

ولم ينس البيان تذكير الخارج بان يمد اليمنيين ممدودة لإقامة افضل العلاقات مع كافة الاشقاء والاصدقاء بعيدا عن لغة الكيد او الارتهان لإي اجندة تستهدف الامن القومي لليمن او اي من البلدان العربية والاسلامية .
وفيما يخص الازمة الدستورية منح المؤتمر الوطني الموسع القوى السياسية فرصة اضافية تمتد لثلاثة ايام بهدف التوصل الى تصور نهائي لشكل السلطة الانتقالية والاسراع بملئ الفراغ الحاصل بفعل سياسية خلط الاوراق التي اشهرها الخارج بوجه الشعب اليمني وثورته المباركة ..

وهنا يستمر العالم والمراقبون بالداخل والخارج في ترقب المشهد اليمني في ظل صدمة تعيشها بعض الاطراف التي ظلت تنفق الاموال وتحيك المؤامرات للايقاع بين اليميين وتمزيق صفوفهم .. فبرغم استقالة الرئيس والحكومة ما يزال الوطن بخير والحياة العامة للناس تمر بشكل طبيعي واعتيادي في ظل الحضور والجاهزية العالية للجيش واللجان الشعبية التي يسندها وعي شعبي باهمية الحفاظ على الامن والاستقرار وتفويت فرص الشر على كل المتامرين على اليمن ارضا وانسانا ..

لقد عكس المؤتمر الوطني الموسع المنعقد في العاصمة صنعاء على مدى ثلاثة ايام وعي وحكمة وشجاعة الشعب اليمني الذي يفاخر اليوم انه وحده من يصنع حاضره ويحرس مستقبل اجياله بعد عقود من الوصاية الاجنبية وارتهان السلطات الحاكمة للسياسات الخارجية ومصالح الشركات النفطية العالمية بعيدا عن المصالح العليا لليمن وشعبها المظلوم والمستضعف ??

انا لا ابالغ ان قلت اننا اليوم لسنا امام انتصار الشعب اليمني وحسب اننا امام انبعاث الامة العربية والاسلامية من جديد تنطلق هذه الانبعاثة والانطلاقة الظافرة من قلب العروبة والاسلام.. اليمن ارض الايمان والحكمة .. واذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com