أخبار اليمنأخبار وتقاريرأهم الأخبارملفــات سـاخنـــة

تحشيدات متواصلة تمهد لمعركة برية واسعة ضد اليمن

شهارة نت – خاص

تتسارع المؤشرات الميدانية والسياسية على الأرض باتجاه تحضير عدوان بري واسع النطاق ضد اليمن، تقوده قوى العدو السعودي الإماراتي بدعم مباشر من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، في محاولة جديدة لاستعادة زمام المبادرة بعد فشل العدوان الجوي والبحري المستمر منذ أعوام.

وأكدت تقارير ميدانية متواترة أن تحشيدات عسكرية متواصلة تجري في جبهة الساحل الغربي ومحيط محافظة الحديدة، إلى جانب تحركات مريبة في المناطق الشمالية والشرقية من البلاد، بإشراف ضباط ارتباط أمريكيين ومتعاقدين عسكريين أجانب، وبدعم جوي واستطلاعي مكثف من واشنطن. وتشمل هذه التحركات تعزيزاتٍ على طول الساحل الغربي، وتحركاتٍ في الجبهات الجنوبية باتجاه تعز وشبوة، تمهيدًا لهجوم منسق على أكثر من محور.

وتشير مصادر سياسية إلى دفعٍ صهيوني إماراتي متزايد لتنفيذ العملية البرية المرتقبة، مع تقديم دعم لوجستي واسع للفصائل الموالية لهما، وعلى رأسها ما يسمى بقوات “درع الوطن” و“حراس الجمهورية”، بالتزامن مع حملة إعلامية لتلميع الخائن أحمد علي عفاش وإعادة تسويقه كواجهة سياسية للعدوان في المرحلة المقبلة.

مصادر غربية بدورها وثّقت تصعيدًا واضحًا في الضربات الأمريكية على أهداف يمنية، وتحركات سعودية لإعادة تجهيز الموانئ والقواعد العسكرية لوجستيًا، في مؤشر على توافق مبدئي بين حكومة المرتزقة بقيادة رشاد العليمي وبين واشنطن ولندن حول خطة عمل مشترك لاستعادة الحديدة، بدعم جوي وبحري مكثف. إلا أن تنفيذ العملية ما زال معلقًا بسبب خلافات داخلية وتردد بعض الأطراف الدولية حول الكلفة البشرية والسياسية لأي مغامرة برية.

في المقابل، رصدت مصادر استخباراتية تعزيزات سعودية مكثفة على الحدود الشمالية لليمن، حيث يتم نشر منظومات دفاع جوي متقدمة من طراز “ثاد”، ومعدات ثقيلة ودبابات “أبرامز” مزودة بأنظمة حماية جديدة، إلى جانب وصول وحدات أمريكية خاصة إلى قواعد قرب جيزان والطائف وينبع. وتشير صور أقمار صناعية حديثة نشرتها صحف أمريكية إلى توسع كبير في البنية اللوجستية لقاعدة “جينكينز” غربي السعودية، ما يعكس تحضيرات متقدمة لأي عمليات عسكرية في البحر الأحمر أو البر اليمني.

وتحدثت تحليلات عسكرية عن أن العدوان المرتقب يسعى إلى نموذج تدخل منخفض البصمة، على غرار السيناريو الأمريكي في أفغانستان عام 2001، من خلال دمج القوة الجوية الأمريكية الساحقة مع قوات يمنية عميلة تُستخدم كقوات برية بالوكالة، بما يقلل الخسائر الأمريكية المباشرة.

ومن المتوقع أن يبدأ الهجوم – في حال اتخاذ القرار النهائي – بعمليات محدودة في الجوف وصعدة لخلق ضغط ميداني على صنعاء، ثم انتقال المحور الرئيسي نحو الساحل الغربي عبر قوات موالية للإمارات بقيادة طارق وأحمد علي عفاش، بدعم ناري وجوي كثيف، بهدف تطويق العاصمة من الغرب والشرق في وقتٍ واحد.

كما تشير مصادر متعددة إلى أن الأسابيع الأخيرة شهدت لقاءات سرية بين مسؤولين في حكومة المرتزقة ووفد صهيوني في عدن، في خطوة اعتبرها مراقبون تمهيدًا للانخراط الرسمي في مسار التطبيع مع الكيان الإسرائيلي ضمن ترتيبات ما قبل المعركة البرية، بما يتيح لتل أبيب دورًا مباشرًا في الدعم اللوجستي والاستخباراتي.

وتواكب هذه التحركات حملات إعلامية ودعائية منسقة لتبرير التصعيد، عبر التركيز على مزاعم “حماية الملاحة في البحر الأحمر”، وتضخيم المخاوف من “التهديد الإيراني”، إلى جانب استخدام أدوات الحرب النفسية لتشويه صورة صنعاء وخلق انقسام داخلي بين مكونات المجتمع اليمني.

ويرى محللون أن واشنطن تسعى من خلال هذا التصعيد إلى إعادة تموضع نفوذها في البحر الأحمر وتثبيت قواعدها العسكرية على المدى البعيد، بذريعة حماية خطوط الملاحة، في حين يهدف النظامان السعودي والإماراتي إلى كسر معادلة الردع التي فرضها اليمنيون في البحر والجو خلال العامين الأخيرين.

ومع ذلك، تحذر تقديرات عسكرية غربية من أن أي عمل بري ضد اليمن سيكون مكلفًا وطويل الأمد، نظرًا لطبيعة التضاريس الصعبة، والتماسك الاجتماعي والعقائدي للمقاتل اليمني، وقدرته على خوض حرب استنزاف غير متماثلة، ما يجعل احتمالات النجاح الميداني محدودة، خاصة مع استعداد صنعاء لفتح كل الجبهات في حال بدء الغزو.

وبين التحشيد المتسارع على الحدود والترويج الإعلامي المكثف، تبدو المنطقة أمام مرحلة خطيرة من التصعيد، قد تفتح على حرب جديدة في البحر الأحمر والشمال اليمني، وسط صمت دولي وتواطؤ أمريكي معلن، بينما تؤكد صنعاء أنها مستعدة “لأية مغامرة” وأنها سترد على أي عدوان بما يتجاوز حدود المعركة إلى عمق العواصم المشاركة فيها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com