آكسيوس: اليمن يفرض معادلة ردع جديدة بعد عامين من “طوفان الأقصى” ويصمد أمام العدوان الأمريكي

شهارة نت – متابعات
بعد مرور عامين على انطلاق عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر 2023، أكّد موقع “آكسيوس” الأمريكي أن القوات اليمنية أثبتت قدرتها الفائقة على الصمود في وجه العدوان الواسع الذي شنّته الولايات المتحدة وحلفاؤها، في واحدة من أطول وأعقد المواجهات التي خاضتها واشنطن في الشرق الأوسط منذ عقود.
وذكر التقرير أن صمود اليمنيين أمام الحملة الأمريكية – البريطانية – الإسرائيلية يعكس تطورًا غير مسبوق في قدراتهم العسكرية والتقنية، وقدرتهم على إدارة معركة متعددة الجبهات رغم الحصار الخانق والتفوق الهائل في ميزان القوة لصالح التحالف الأمريكي.
وأشار الموقع إلى أن اليمنيين تمكنوا خلال العامين الماضيين من إرباك منظومات الردع الأمريكية والإسرائيلية، عبر تنفيذ عمليات نوعية ودقيقة ضد السفن والبوارج المرتبطة بالكيان الصهيوني في البحر الأحمر وبحر العرب، وهو ما اعتبره التقرير تحولًا استراتيجيًا في طبيعة التهديدات الإقليمية لإسرائيل.
وأوضح أن العمليات اليمنية لم تعد مجرد رسائل تضامنية مع الشعب الفلسطيني، بل أصبحت جزءًا من معركة ميدانية حقيقية تؤثر مباشرة في الحسابات العسكرية والأمنية للكيان الصهيوني، بعدما أثبتت أن اليمن قادر على الرد من مواقعه البعيدة وتهديد خطوط الإمداد الحيوية التي يعتمد عليها الاقتصاد الإسرائيلي.
وبحسب آكسيوس، فإن القيادة الأمريكية تواجه معضلة جديدة في التعامل مع الملف اليمني، إذ لم تعد قادرة على فرض إرادتها العسكرية كما كانت تفعل سابقًا، مشيرًا إلى أن الفشل في تحييد القدرات اليمنية رغم مئات الغارات الجوية والمشاريع الاستخباراتية، يمثل ضربة قاسية لصورة الردع الأمريكي في المنطقة.
وأضاف التقرير أن الولايات المتحدة تدرك اليوم أن اليمن تحوّل إلى قوة إقليمية صاعدة، قادرة على التأثير في القرارات الاستراتيجية لواشنطن وتل أبيب على حد سواء، خصوصًا في ما يتعلق بأمن الملاحة في البحر الأحمر، وحركة التجارة العالمية عبر مضيق باب المندب.
ولفت التقرير إلى أن التحول اليمني لا يقتصر على الجانب العسكري فقط، بل يمتد إلى الجانب السياسي أيضًا، إذ باتت صنعاء لاعبًا إقليميًا يحظى بقبول شعبي عربي وإسلامي واسع بفضل موقفها الثابت والداعم للمقاومة الفلسطينية، ما يجعل من أي مواجهة مستقبلية معها رهانًا خاسرًا سياسيًا وعسكريًا على حد سواء.
واختتم آكسيوس تحليله بالتأكيد على أن صمود اليمنيين لعامين متواصلين أمام العدوان الأمريكي يشير إلى أن معادلات القوة في الشرق الأوسط لم تعد كما كانت قبل “طوفان الأقصى”، وأن الكيان الصهيوني بات مضطرًا لإعادة النظر في منظومته الأمنية والاستخباراتية في ضوء “التهديد اليمني المستمر” الذي وصفه التقرير بأنه “أحد أكثر التهديدات فاعلية وإرباكًا في تاريخ إسرائيل الحديث”.



