ملفــات سـاخنـــة

دراسة : أفضل عشر دول حول العالم من حيث ذكاء أطفالها

كشف المركز الوطني الأمريكي لإحصاءات التعليم المعروف اختصارا بـ"ان سي إي اس" اليوم عن تقريرين هامين احدهما خاص بمتابعة الإتجاهات الدولية في دراسة العلوم والرياضيات لعام 2011? والآخر يختص بدراسة الإتجاهات في القراءة والكتابة لنفس العام.

ويشمل الجدول التالي ترتيبا لأذكى أطفال العالم "الصف الرابع" بناء?ٍ على أعلى الدرجات في العلوم ? الرياضيات? وكذلك مهارات القراءة والكتابة? والتي توضح إلى حد كبير كيفية الإعداد لمخرجات تعليم جيدة تساهم في النهضة.

اللافت للنظر هو تصدر ثلاث دول آسيوية للمراكز الثلاثة الأولى في دلالة على اهتمام بالغ بتعليم الأطفال كأساس هام نحو التطلع إلى مستقبل أفضل.

وبنظرة بسيطة على الجدول يمكن للقاريء أن يعرف أين تكون الإقتصادات المتقدمة? أو التي تتطلع إلى أن تكون كذلك.


ويمكن القول بأن غياب الدول العربية عن الظهور ضمن القائمة السابقة يجعلنا نؤكد ان التعليم في البلاد العربية يواجه العديد من التحديات والعراقيل التي تحد? من إمكانية تحقيق الجودة المنشودة سواء في مخرجاته أو في عملياته أو حتى فـي مدخلاته ? فهو لا يزال يعاني مشكلات كبيرة يتعلق بعضها بالأمية المنتشرة بين سكان الوطن العربي ? وبعضها يتعلق بعدم وجود فكر تربوي مستمد من فلسفة تربوية واضحة المعالم توجه العمل التعليمي بكل مكوناته مبرمجة في صورة أهداف تربوية وسياسات وخطط وبرامج وإجراءات تترجم العمل التربوي في مختلف مستوياته ومراحله إلى ممارسة عملية بدلا?ٍ من بقائه في مرحلة التصورات والأحلام والآمال وعدم ربط غايات وأهداف التعليم باحتياجات البرامج التنموية في أغلب البلاد العربية ? و ربما يعود هذا إلى عدم وضوح متطلبات التنمية في هذه البلاد وإقامة بعض المشاريع ? وتوفير احتياجاتها من الدول المتقدمة مما يرسخ عدم الاعتماد على الذات وحتى عندما حاولت الدول العربية استيراد التقنية فإن أغلبها اتجه إلى استيراد الأجهزة والمعدات التكنولوجية ? وهذا لا يمكن أن يحدث تقدما?ٍ ولا تطورا?ٍ ? ما لم يتمثل أبناء العرب المعرفة المتعلقة بتلك المعدات واستيعابها ومن ثم توظيفها وتكييفها بما يتوافق مع الظروف المحلية لكل بلد ? والعمل على تطويرها ثم إنتاجها واستثمارها .
كما يواجه التعليم في البلاد العربية مشكلة تدني مستوى الإنتاج وإن وجد فأنه لا يرتبط بالحياة السياسية ? والاجتماعية ? والاقتصادية والتكنولوجية للبلدان العربية ولا يؤثر فيها? واعتماده بشكل رئيس على الدعم الحكومي ? وعدم مساهمة القطاع الخاص فيه ? رغم أن البلدان المتقدمة يساهم فيها القطاع الخاص بالنصيب الأكبر في دعم البحث العلمي والتطوير .
كما يواجه التعليم في البلاد العربية تحدي انخفاض مستوى مخرجاته ? وعدم قدرتها على المنافسة في عصر العولمة التي تعتمد بالدرجة الأولى على المنافسة في كل شيء .
كما يعتقد الباحث أن التحدي الذي يواجهه المفكرون العرب في سعيهم نحو تطوير التعليم في البلاد العربية وتحقيق طموح الجودة ? هو تحديد أنواع المعارف التي يحتاجها العرب لصنع تقدمهم وحل مشاكلهم واستثمار إمكاناتهم وتسخيرها لرفع مستوى التنمية في بلدانهم ? فالاعتماد على المعرفة المستوردة ? وعدم تحديد وإستثمار الإمكانات العربية ? يجعلها معرفة تهدر الإمكانات الذاتية بدل تطويرها والارتقاء بها بما يخدم الطموحات العربية .
ورغم أن أزمة التعليم في البلاد العربية وتخلفه عن مواكبة تطورات العصر المتسارعة وبوتيرة يصعب ضبطها ? أو السيطرة عليها قد أصبحت تشغل بال المفكرين خلال العديد من محاولات الإصلاح إلا? أن هذه المحاولات وفي مختلف اتجاهاتها وطموحاتها وآمالها كانت في صور تنظيرية لم تترجم إلى إجراءات عملية تنفيذية واضحة الأهداف والمنطلقات ? مصاغة في صورة أهداف إجرائية قابلة للتحقيق والمتابعة والقياس والتقويم ? وتحديد متطلبات التطبيق من إمكانات مادية وبشرية وزمنية ? مما جعلها تقع في العموميات والتجريدات التي تستهلك الإمكانيات من دون أن تحقق التقدم الذي يتناسب مع غايات المجتمع العربي وطموحاته ? وي?ْضي?ع عليها الكثير من الوقت الذي أصبح ينظر إليه أنه من الموارد المهمة جدا ? والتي لا يمكن تعويضها أو إسترجاعها.
التوصيات :
إن البلدان العربية مطلوب منها الآن مراجعة سياساتها التربوية والتعليمية ? والعمل على وضع سياسات قومية ووطنية ? واتخاذ قرارات ثورية تجعل التعليم على رأس أولوياتها وذلك من خلال :
1- مواجهة مشكلة الأمية المنتشرة بين عدد كبير من أبناء الأمة العربية عن طريق التوسع في إنشاء المؤسسات التربوية ? والاهتمام بتعليم الكبار ? وإنشاء القنوات الفضائية التعليمية لمختلف المستويات التعليمية ومختلف الأعمار ? والاهتمام ببرامج التعليم عن بعد .
2- تطوير مستويات ا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com