ملفــات سـاخنـــة

يهاجمهم السرطان بتوحش.. رحلة ألم لا تستثنى أحد بمن فيهم الأطفال

يعد مرض السرطان من أخطر الأمراض وأكثرها كلفة وحسب منظمة الصحة العالمية فإن (20,000)  حالة إصابة جديدة سنويا?ٍ في اليمن معظمهم من ذوي الدخل المحدود والمعدمين الذين يعانون من مشكلة عدم القدرة على توفير تكاليف علاج السرطان.
فمريض السرطان في اليمن  تواجهه مشاكل كبيرة فإلى جانب المرض يحتاج إلى العلاج إما كيماويا?ٍ أو جراحيا?ٍ أو إشعاعيا?ٍ  وقد يكون  بحاجة  للخطوات الثلاث والفحوصات والأشعة التشخيصية باهظة الثمن ما يجعل المريض يعاني الأمرين من مطرقة المرض وسندات التكلفة الباهظة في علاجه .
وهناك العديد من القصص الصعبة والمواقف التي لا يتمنى احد من البشر التعرض لها. ولكننا سعينا من خلال هذا الاستطلاع إلى التعرف عن قرب على بعض ما يعانيه المرضى واليكم الحصيلة:

والبداية من أبو سهيل الضالعي -معلم- الذي يتحدث بمرارة عن معاناة ابنه سهيل المصاب بورم في الغدد الليمفاوية? يقول: لقد طرقت كل الأبواب لعلي أجد بصيص أمل في الحد من المعاناة.
ويسرد رحلة معاناة استمرت لعدة أشهر حصل خلالها على موافقة نظرية بمنحة علاجية لابنه سهيل لكنها لم تنفذ? ليضطر بعدها على طرق منازل الأصدقاء والجيران ليستدين منهم رسوم عملية استئصال الورم. ويضيف: أنا أدفع فواتير العلاج التي تفوق قدراتي فأحاول أن أحرم أسرتي من أدنى متطلبات الحياة أحيانا?ٍ بغية توفير العلاج".
ويواصل الضالعي روايته لمشواره الطويل في العلاج والص?ِ?راع مع المرض الخطير بالقول: "أحيانا?ٍ يتم تحويلنا من مستشفى الثورة إلى "الجمهوري" وعندما نصل هناك يطلبون من?ا تصوير البطائق ووزن الطفل وأوامر التحويل? وأحيانا?ٍ العلاج ناقص إذا وجد". ويؤكد والد سهيل أن معاناة البحث عن العلاج الكيماوي المكلف تتكرر كل 21 يوما?ٍ حسب الموعد? ويحمل في ملف الألم بطاقة مساعدة من إدارة الخدمات الصحية حديثة الصدور بتاريخ 10/3/2009م من المؤسسة العامة لمرضى السرطان

إسقاط المعاناة

لم يكن أبو سهيل وحده? فالعشرات يشاركونه المأساة ويطلقون عبارات الألم من وضع وجدوا أنفسهم فيه مجبرين على إنقاذ أطفالهم.
يتحدث معاذ العواضي بمرارة عن الواقع الذي يعيشه الفقراء والمعدمون فيقول: لم نستطع الخروج من معاناة لميس التي عانت من مرض الأنيميا أو التكسر بالدم بعد إسعافها إلى مصر? حتى أصيب عمر الأخ الأصغر بالمرض نفسه? وهو أحد الأمراض السرطانية كما أكده الأطباء.
ويستطرد العواضي: "لميس يصرف لها بعض العلاجات بينما عمر لا يصرف له شيء? الوضع صعب فأنا أعمل على بسطة لأوفر لقمة العيش? وتكاليف العلاج تفوق الـ70 ألف ريال.

سميحة وسرطان الدم

حالة أخرى جعلتنا نتوقف إمامها ونستاذن من تلك السيدة التي كانت تقف على شرفه المستشفى ان نسألها عن سبب تواجدها في مركز الاورام فقالت:
"طفلتي سميحة عمرها 5 سنوات? تنبض بالنشاط والحيوية ولديها شعر أسود طويل والبسمة لا تفارق شفتيها. فجأة ومن دون مقدمات أصبحت سميحة تتعب بسرعة كأنما ليست لديها طاقة? كما أن الحمى لم تفارقها مطلقا. تلاشت ابتسامها الجميلة لأنها كانت دائما متعبة? ثم بدأت تنزف من أنفها وقلقنا عليها? لم نكن نعرف ما ألم بها. أخذناها إلى الطبيب? الذي نصحنا باصطحابها إلى المستشفى لأنها تحتاج إلى فحوصات كثيرة. في المستشفى? أخذوا دمها وقلبت نتائج التحاليل حياتنا رأسا علي عقب. قالوا إنها مصابة بسرطان الدم? ابنتنا الصغيرة بها سرطان الدم? فقدت صوابي من الصدمة? كيف حدث هذا ولماذا سميحة? وكم كان الأسى عندما تساقط شعرها الجميل وملاكي الصغيرة تبكي وتتألم عليه". أم سميحة حول مرض إبنتها. قد تعتري الوالدين العديد من المشاعر لدى سماع أن طفلهما مصاب بالسرطان. فرد الفعل العام يكون مزيجا من الغضب والشعور بالذنب والحزن والخوف والارتباك. وتعتبر ردود الفعل هذه طبيعية? وذلك لأن السرطان هو أحد أكثر الأمراض المخيفة التي نخشاها كلنا بشكل هائل. وهناك وصمة اجتماعية مرتبطة بالمرض? كما أنها واحدة من أصعب الأمراض التي يمكن التعايش معها? وخصوصا أن الأسر تعيش في حالة هروب من الواقع وتنفي وجوده? بالإضافة إلى أن معظم الناس لا يع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com