أخبار وتقاريرتـحقيقات واستطلاعات

تداعيات خطيرة للعدوان الأمريكي على ميناء رأس عيسى

كارثة بيئية خطيرة على البحر الأحمر

شهارة نت – استطلاع/ وزير الحاتمي

شهد البحر الأحمر خلال الأيام الماضية واحدة من أخطر الكوارث البيئية في تاريخه، إثر القصف الأمريكي الذي استهدف ميناء رأس عيسى بمحافظة الحديدة، متسببًا في تسرب نفطي واسع النطاق وتهديدًا مباشرًا للنظم البيئية البحرية الهشة في المنطقة.
وحذرت شخصيات رفيعة من آثار كارثية تمتد على المدى القريب والبعيد، وتطال الإنسان والكائنات البحرية والنظام البيئي ككل.
ويكشف مدير عام مكتب الهيئة العامة لحماية البيئة – فرع الحديدة، المهندس عبد القادر يغنم، عن حجم الكارثة البيئية التي خلّفها القصف الأمريكي على ميناء رأس عيسى.
ويقول في حديثه لصحيفة “اليمن الزراعية” إن اليمن يواجه كارثة بيئية غير مسبوقة على مستوى سواحل البحر الأحمر في ظل تسرب كميات من المشتقات النفطية إلى المياه البحرية.
وأوضح أن المنطقة المتضررة تحتوي على نظم بيئية شديدة الحساسية، كغابات المانجروف والشعاب المرجانية، محذرًا من أن التسرب النفطي يهدد التوازن البيئي وتنوع الكائنات البحرية، مما يضاعف المخاطر على سبل العيش لسكان السواحل والصيادين.
وحول طبيعة المواد المتسربة، يشير يغنم إلى أن المعلومات الأولية تفيد بتسرب مواد نفطية من خزانات الميناء، مؤكدًا أن الهيئة لم تتمكن حتى الآن من النزول الميداني لإجراء تحاليل دقيقة بسبب استمرار القصف ومنع الفرق الفنية من الوصول إلى الموقع.
وَبَيَّنَ أنَّ الهيئة وضعت خطة طارئةً بالتنسيق مع الديوان العام في صنعاء، تتضمن الحرق الموضعي للبقع النفطية كخيار مؤقت، إلى جانب توصيات باستخدام تكنولوجيا الكائنات الدقيقة (EM) لمعالجة الآثار البيئية اللاحقة، إلا أنَّ شُحَّ المعدات الفنية يشكل عائقًا كبيرًا أمام الاستجابة السريعة.
موت جماعي للأسماك
من جهته، يؤكد نائب مدير البيئة في القطاع السمكي المهندس حسن الضبيبي أنَّ القصف تسبّب في تسرب “مواد خطيرة إلى مياه البحر”، بعضها يحتوي على مركبات كيميائية سامة تؤثر بشدة على الشعاب المرجانية والكائنات الدقيقة.
وقال الضبيبي إنَّ “ما يحدث في البحر الأحمر هو جريمة بيئية كبرى لا تقل خطورةً عن استخدام الأسلحة الكيميائية”، لافتًا إلى وجود مؤشرات واضحة على وقوع موت جماعي للأسماك والشعاب المرجانية، مشددًا على أن البيئة البحرية المحيطة بالميناء تعرضت لأضرار جسيمة قد تمتد آثارها لعقود.
وأشار إلى أنَّ المؤشرات الأولية تدل على تلوث بترولي وكيميائي يمتد على عدة كيلومترات، ما يهدد ليس فقط البيئة، بل صحة الإنسان والتوازن البيولوجي في سواحل البحر الأحمر، مؤكدًا أن التيارات البحرية قد تنقل الملوثات إلى سواحل تهامة وحتى مضيق باب المندب في قادم الأيام.
وأضاف أن فريق طوارئ بيئي بدأ بمحاولات أولية للاحتواء، إلا أن الجهود محدودة للغاية في ظل غياب الدعم الفني والخبرات الدولية، مطالبًا بتدخل دولي فوري لتقييم الأضرار وتوفير معدات التنظيف والمعالجة.
خطر دائم على البيئة البحرية والإنسان
بدوره، يوشح مستشار محافظ الحديدة للشؤون البيئية المهندس فتح صالح الجبلي أن حجم التهديد البيئي الناتج عن القصف كبير جدًا، ويحمل آثارًا بعيدة المدى.
وقال الجبلي في حديثه لصحيفة “اليمن الزراعية” إن الأضرار البيئية الناتجة عن قصف ميناء رأس عيسى كبيرة جدًا وتمتد تأثيراتها على المدى القريب والمتوسط والبعيد، مؤكداً أن ما تسرب إلى البحر هي مواد بترولية ومشتقات نفطية، لكن لم يتم تحليلها ميدانيًا حتى الآن بسبب استمرار التهديدات الجوية، مشيرًا إلى وجود خطط طارئة للاستجابة، تتطلب تنسيقًا عاليًا وتدخلًا سريعًا لاحتواء الأزمة.
ونوّه الجبلي إلى أن التلوث النفطي يُشكّل تهديدًا مباشرًا للتنوع البيولوجي في البحر الأحمر، بما في ذلك الأسماك، والشعاب المرجانية، والكائنات الدقيقة، التي تؤدي دورًا رئيسيًا في الحفاظ على توازن النظام البيئي البحري.
وأكد أن الجهات المعنية بدأت عمليات التوثيق، مشددًا على أهمية التواصل مع المنظمات البيئية الدولية لنقل الصورة الكاملة عن هذه الكارثة، والمطالبة بمحاسبة الجهات المسؤولة عن هذا الاستهداف غير المبرر الذي يهدد الحياة البحرية والبشرية على حد سواء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com