اراء وتحليلات

تعرف على الثورة الإسلامية الإيرانية

مقالات

الثورة الاسلامية الايرانية يعتبر هذا الانتصار وبلا شك معجزة إلهية وخروج من الظلام للضوء، كما أن انتصار الثورة الإسلامية في عام 1977 هو ذكرى لتضحيات وبطولات الشعب الايراني العظيم بقيادة الإمام الخميني “قدس سره”، تحطمت فيه كل معادلات العالم المادي على يد رجل الهي واعتمادا على ايمان الشعب.

مع الثورة الإسلامية في إيران، تم إحياء الإسلام مرة أخرى وأحيا معه أمل جميع المسلمين والمضطهدين والمظلومين من العالم. ومن بركات الثورة الإسلامية، حيث حقق الشعب الإيراني الاستقلال السياسي الكامل وتمتع بالكرامة الوطنية.

وبفضل الثورة الإسلامية، حقق الشعب الإيراني، في ضوء إيمانه بالله، ثقة بالنفس بشكل مدهش حيث تمكن من خلالها هزيمة مؤامرات كبيرة وفتن واسعة النطاق ضد الثورة الإسلامية والنظام المقدس للجمهورية الإسلامية واحدة تلو الأخرى.

12 بهمن، يوم الثورة الإسلامية، الامام الخميني، ولاية الفقيه والقيادة

في هذه السنة، تم تسمية يوم 12 بهمن “أحد الأشهر الإيرانية” وهو الذكرى التاريخية لعودة الإمام الخميني والمعماري العظيم للثورة الإسلامية في إيران إلى بلاده، بيوم “الثورة الإسلامية – الإمام الخميني – ولاية الفقيه والقيادة”.

ولاية الفقيه هي المنصب الذي يعتبر أهم مؤسسة في نظام الجمهورية الإسلامية. ووفقا للدستور، يلعب هذا المنصب دورا هاما جدا في ممارسة السلطة السياسية بشكل مباشر وغير مباشر؛ المنصب الذي يعتبر ضروريا دائما في المجتمع. ان هذا المنصب هو الأكثر تشابها وقرابة بنظام الإمامة من حيث الواجبات والشروط والصلاحيات.

“ان مسألة ولاية الفقيه ليست شيئا جديدا جلبناه نحن، بل إن هذه المسألة كانت مطروحة منذ البداية. حُكم ميرزا الشيرازي في تحريم التبغ، بما انه كان حُكم حكومي … فقد أطاعه جميع العلماء… المرحوم كاشف الغطاء ذكر الكثير عن هذه الامور … الراحل نراقي يعتبر جميع شؤون الرسول ثابتة بالنسبة للفقهاء. يقول المرحوم النائيني ايضا: هذا الموضوع مأخوذ من مقولة عمر بن حنظلة..وهو ليس جديدا”

قدم الإمام الخميني (رحمه الله)، في النجف أشرف عام 1348 للهجرة الشمسية، نظرية “الحكومة الإسلامية”. وكان الفن العظيم للإمام الراحل أنه أخرج المواضيع النظرية والتنظير لولاية الفقيه، التي يعود تاريخها إلى بداية عصر الغيبة، من شكلها الفقهي والمحدود وحولها إلى نظرية سياسية يقوم عليها نظام سياسي جديد على أساس تعاليم الإسلام. كان الإمام يطرح قضية ولاية الفقيه مع علم الكلام، بعد ان كان يتم التطرق اليها في الاطار الفقهي،. ومن هناك شرح وبين حقيقة مكانة ولاية الفقيه.

تشكيل حكومة جمهورية إيران الإسلامية على أساس ولاية الفقيه

ومن أهم المواضيع التي ذكرها الإمام الخميني (رحمه الله) في إطار هذه النظرية: “من المحتم على الفقيه تأسيس النظام الإسلامي ومواجهة المتمردين وإرساء أساس الحكومة الإسلامية القائم على الكتاب وسنة المعصومين”.

من مبادئ الثورة الإسلامية، التأكيد على تشكيل جمهورية إسلامية على مبدأ ولاية الفقيه ومبادئ الحرية والعدالة والاستقلال والتقدم، وكلها تقوم على تعاليم الشريعة الإسلامية. وأدى ذلك إلى موافقة مجلس خبراء القيادة على مبدأ ولاية الفقيه (المادة 5 من الدستور) يوم الأربعاء من شهر سبتمبر / أيلول عام 1980.

وعلى مر السنوات التي أعقبت الثورة الإسلامية في إيران، لعب هذا المبدأ التقدمي في إدارة الحرب، وفي ميزان القوى، دورا حاسما في خلق الترابط بين مختلف نظم الحكم ومنع الانقسامات.

إن إرساء الوعي عند الفتن، وخلق التعاطف بين الشعب، فضلا عن القضية الهامة المتمثلة في الحفاظ على جمهورية إيران الإسلامية، هي إنجازات هذا المبدأ التقدمي.

ومن أهم مشاكل ومصائب الشعب الإيراني خلال السنوات الغابرة في زمن الطاغوت هو “الاعتماد على الأجانب”. وضع النظام البهلوي، إيران في حالة من الاعتماد الكامل على القوى الاستعمارية في مختلف الأبعاد الثقافية والسياسية والاقتصادية وغيرها.

ومن المبادئ التي تستند عليها السياسة الخارجية الايرانية، مبدأ “لا الشرق ولا الغرب” التي لا جدال فيها والتي لا غنى عنها، على النحو المنصوص عليه في دستور الجمهورية الإسلامية.

السياسات العدوانية الغربية وبداية نضال الإمام مع الاستكبار

عندما انقسم العالم إلى قطبين، الشرقي والغربي، وكان الشاه ايضا بإعتباره احد الأدوات الرئيسية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ينفذ السياسات العدوانية للغرب، وخاصة الولايات المتحدة، ولم يكن امام بقية الدول الإسلامية والعالم الثالث خيار سوى الرضوخ لحكم إحدى القطبين في ذلك الوقت. وبناء على ذلك، بدأ الإمام الخميني في نضاله مع الاستكبار ونظام الهيمنة. وخلال نصف القرن الماضي، لم تستطع أي حادثة بقدر الثورة الإسلامية، ان تضرب سمعة وحيثية أمريكا الدولية.

وقد أدى انهيار النظام الملكي، الذي كان بمثابة المدافع عن المصالح الأمريكية في المنطقة، الى طرد عشرات الآلاف من الخبراء والمستشارين الأمريكيين من إيران، والانسحاب من “معاهدة سينتو”، التي تشكلت للحفاظ على مصالح الولايات المتحدة، وايضا الى الاستيلاء على سفارة امريكا واعتقال دبلوماسيين متجسسين والعشرات من الأمثلة الأخرى التي تمثل حالات ازدراء الولايات المتحدة.

تسمية يوم القدس من قبل الامام الخميني “رحمه الله”

إن الاعتراف غير الشرعي بإسرائيل وعدم الاعتراف بمحادثات السلام في الشرق الأوسط وإعلان الكفاح حتى الإطاحة بهذا الكيان المغتصب، الذي يحظى بتأييد واسع النطاق من الغرب ولا سيما الولايات المتحدة، هو من بين الدعائم الرئيسية الاخرى للسياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية. إن المواجهة العلنية والواضحة من قبل الولايات المتحدة ضد الثورة الاسلامية في ايران هي نتيجة الضربات المتعاقبة التي تعرضت لها سمعة وحيثية الدولية للولايات المتحدة.

تمكنت الجمهورية الإسلامية، بموقفها ضد الاستكبار، من القضاء على الخطة الصهيونية لمحو فلسطين من خريطة العالم. وكانت تسمية الامام الخميني ليوم القدس في هذا الاتجاه.

“يوم القدس هو يوم الإسلام. يتم تنفيذ قوانين الإسلام في الدول الإسلامية. يوم القدس هو اليوم الذي يجب أن نُحذّر جميع القوى العظمى أن الإسلام ليس تحت سيطرتكم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com