منــوعات

سطور من وحي رمضانيات تريم الغن?اء

لا شك أن? مدينة تريم تحتفظ ولله الحمد بكثير من الفضائل ومنذ العهد القديم غرس?ِ الآباء?ْ والأجداد?ْ أخذا?ٍ عم?ن سبقهم تلك الخصال المحمودة? والقيم والمبادئ في نفوس الأبناء.. هذا على وجه العموم .. أما إذا نظرنا في جانب العبادات والسنن والاقتداء برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فحد?ث عنهم في ذلك ولا حرج.. وسوف يبدو لك الأمر?ْ جليا?ٍ وواضحا?ٍ وملاحظا?ٍ بمجرد دخولك أيها الزائر الكريم إلى هذه المدينة الغن?اء بكل ما فيها.. وم?ن هنا تعلم?ْ ص?د?ق?ِ المقولة التي ي?ْرد?دها كل?ْ? غريب?ُ داخل إلى هذا المدينة: “شوارع?ْ تريم شيخ?ْ م?ِن? لا شيخ?ِ له” أجل? هي كذلك .. وبعد هذا الاستطراد وانطلاقا من قول الرسول عليه الصلاة والسلام (من فط?ر صائما كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجورهم شيئا) أو كما جاء عنه? أسل?ط الأضواء على هذه الس??ْنة المحمودة.. فكنت?ْ في حارتي ومنذ صغري تعو?دنا إقامة مائدة الإفطار في منازل أهل الحارة والأصدقاء بل ويتسابق الناس فيها طوال أيام الشهر الكريم سعيا?ٍ لإدراك الواحد من?ا في الحصول على أجر تفطير صائم وإحياء? سن?ة?ٍ من سنن المصطفى عليه الصلاة والسلام.. وهذا الأمر?ْ يتواجد?ْ في معظم حارات مدينة تريم.. وهنا أنقل?ْ لكم صورة?ٍ وجيزة?ٍ كنموذج من لقاء رمضاني تشر?فت بحضوره والتقديم فيه وإدارته .. وأذهلني ح?ْسن التنظيم وتكاتف الجهود بين كافة طوائف الحارة كبيرهم مع صغيرهم .. وهو ما جعلني أسط?ر لكم كلماتي هذه: وكان ذلك في يومنا هذا الخميس 25 من شهر رمضان الموافق 25 أغسطس 2010م حيث كان التفطير العام الذي جمع شيوخ وأعيان وشباب حارة المحضار بحضور الداعية عبدالرحمن بن علي المشهور بن حفيظ والأستاذ أحمد حسن بكران وعدد من الأعيان وأصحاب الوجاهات والأساتذة بالحارة إضافة إلى المهتمين والمدرسين بالحلقات العلمية وعدد من الد?عاة وشباب فريق السلام الرياضي بالحارة .. لترتسم في هذا اليوم المبارك لوحة جمالية اكتملت ألوانها بمعاني الود? والإخاء والتراحم.. ووسط رذاذ الأمطار الهاطلة التي ز?ِي?نت الأجواء وكستها حل?ة?ٍ وجمالا ..
وتأتي هذه الاحتفالية ضمن مشروع (تفطير الصائم) والذي تنظمه الجمعية الكويتية للعلوم الإسلامية بإشراف جمعية الرأفة الخيرية .. وكان في تنسيقه وترتيبه شباب الدعوة وكذا شباب فريق السلام الرياضي بحارة المحضار .. وقد افتتحت هذه الأمسية الرمضانية بعد تناول الإفطار بآيات?ُ من الذكر الحكيم? ومن ث?ِم? ألقى الأستاذ علوي سالم الكاف كلمة?ٍ ترحيبية رح?ب فيها بكل الحاضرين ? وبعده قد?م رئيس فريق السلام الأستاذ قحطان بن سنان كلمة?ٍ أفاد?ِ فيه بأهمية تكاتف الجهود في الحارة وأن? الشباب على أتم الاستعداد لمواصلة كل ما من شأنه إظهار الحارة بالصورة التي تليق بها خصوصا وأن حارة المحضار هي واجهة البلاد وفيها يقع جامع البلد? وحث? كافة الرياضيين على وجه الخصوص أن? لا يتركوا نصيبهم من التزو?د بالعلم وأعمال الخير .. وبعده ألقى الأستاذ أحمد بكران كلمة أشاد فيها بهذه الاحتفالية النبوية وقد?م الشكر للمنظ?مين لها كما تطرق فيها إلى كثير من التوجيهات التي تدعو إلى التكاتف? وأن? مثل هذه التراتيب تثلج الخاطر.. وبعدها قد?م الداعية?ْ عبدالرحمن بن علي المشهور بن حفيظ كلمة أوجز فيها أهمية تريم وأهمية العادات التي أقامها لنا الأجداد? كما تطرق فيها إلى أهم الأعمال الخيرية القائمة في الحارة وأهم الأنشطة مثل الحلقات ومجلس البردة الإسبوعي الذي يحضره كافة فئات المجتمع وغيرها من المجالس التي تلم? شمل الحارة وتبعث في النفوس الود? والتقارب والوئام? وحث? فيها الحاضرين على الاهتمام بإحياء سنن النبي عليه الصلاة والسلام وعلى ضرورة أن نأخذ من شهر رمضان مدرسة?ٍ لتهذيب أخلاقنا وتربية أبناءنا وعلى مواساة بعضنا وتفق?د حال المحتاجين وذوي الحاجة فكل ذلك كان شأن?ْ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو الرحمة المهداة. وأن اليمن بحاجة في مثل هذه الأوقات إلى الدعاء .. وبعد ذلك قد?م المنشد حداد بن سميط عضو فرقة المحضار بالحارة نشيدة بعنوان (قاصدين الح?مى هاكم لأهله رسالة) من كلمات الإمام علي الحبشي..
لي?ْختم هذا اللقاء بتناول وجبة العشاء.. فصوما?ٍ مقبولا وإفطارا شهيا?ٍ.. وأيام وليالي هذا الشهر الفضيل تنقضي وتنتهي والسعيد?ْ من وف?قه الله لاغتنام أيامه ولياليه.. ودقات?ْ قلب المرء قائلة?َ له .. إن? الحياة دقائق وثواني.. فارفع لنفسك عند موتك ذكرها.. فالذكر?ْ للإنساني عمر?َ ثاني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com