عربي ودولي

بارزاني ينقل عائلته الى الإمارات وقيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني يهاجمه

شهارة نت – العراق :

في الوقت الذي قام فيه رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني بنقل عائلته جواً الى الإمارات العربية المتحدة، تزامناً مع قرب انطلاق الاستفتاء على انفصال الاقليم، هاجم أحد قادة الاتحاد الوطني الكردستاني العراقي الرفيعي المستوى مسعود البارزاني بشكل شديد.

وأدان لاهور شيخ جنكي أحد الاعضاء البارزين في الاتحاد الوطني وقائد لجنة مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق، في بيان صدر قبل اليوم وبشدة تحركات الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي ضد الاتحاد الوطني.

واشار في بيانه الى انه من المؤسف ان الجهود الكردية التي استمرت 100 عام اصبحت انتصارا للحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي لحماية نفسه وفي هذا الإطار دعوا الى اجراء استفتاء وتحت ستاره استعملوا جميع الطرق الممكنة لاتهام الناس وأعضاء الاتحاد الوطني الكردستاني ليرفعوا من شأنهم.

وقال ان “الاخبار التي تخرج من وسائل اعلام الحزب الديمقراطي لها سببٌ وحيد هو إشعال فتيل الحرب الداخلية بين الاتحاد الوطني والشعب في مدينة كركوك والمناطق المتنازع عليها وبالتالي إضعاف منافسيه وبذلك يحصر السلطة في يده، تلك السلطة التي لن تتماشى إلا مع مصالح مسعود البارزاني، بحيث لن يقف أي أحد في وجه مطامعه في المستقبل.

ومن المقرر إجراء الاستفتاء يوم الغد بشأن فصل المنطقة الكردية في العراق، وقد ارتفعت شدة الاختلافات بين الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي الكردستاني في العراق حول هذا الموضوع.

وكانت مواقع اخبارية مطلعة تناقلت في وقت سابق نبأً مفاده أن بارزاني قام بنقل أفراد عائلته جواً الى الإمارات العربية المتحدة، مشيرة الى أن إجراء رئيس الإقليم يأتي حرصاً منه على سلامتهم خوفاً من تحول ردود الفعل العراقية والإقليمية تجاه الاستفتاء على الانفصال المرفوض عراقياً وإقليمياً ودولياً الى ضربة قد تستهدف اربيل بشكل عام ومقرات تابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة بارزاني على وجه الخصوص.

الشعب الكردي بين خياري الرضوخ لعمالة مسعود واعتماده على اسرائيل

منذ البداية كان البرزاني يعول في استقلاله وانفصاله عن الحكومة المركزية على المساعدات الخارجية وما يوفره له الآخرون من دعم.

وقد اكتشفت اسرائيل فيه وكما كانت قد اكتشفت في ابيه من قبل العنصر المتزلزل والحلقة الأضعف في المحور العراقي المتفكك في الأصل فقامت باستثمار هذا الضعف وهذا التزلزل وهذا الجشع الذي يتمتع به مسعود البرزاني وقدرته على التلون باشكال والوان مختلفة واستعداده للعمالة حتى لو كان للشيطان في سبيل البقاء على سدة الحكم والتربع على كرسي حكومة كردستان.

زرع مسعود البرزاني عناصره في الحكومة المركزية بدون أن يتعب نفسه كثيراً فقد كانت الحكومة ضعيفة منذ البداية ومستعدة ومن أجل التخلص من التداعيات والتناكثات السياسية التي قد تستتبع تحديد صلاحيات أو اعطاء حصص اقل للاكراد من مشاكل فقاموا باعطائهم صلاحيات تفوق تصوراتهم مما شجع مسعود وممثلوه في الحكومة المركزية أن يطلبوا المزيد وأكثر حتى اصبح الاكراد وبسبب مسعود وسياساته الاستعمارية التي اكتسبها من أسياده كاليرقة التي تأكل من الشجرة التي تعتاش عليها وتقرض اوراقها من دون شبع حتى تاتي على حياة هذه الشجرة من الاساس فتقضي عليها وعلى نفسها في آن واحد.

مسعود البرزاني الذي كان على اهبة الاستعداد أن يهب نفسه وشعبه لصدام فقط في سبيل الابقاء عليه على كرسي الحكم في كردستان وعرف صدام كيف يستغل هذا الطمع لمصلحته وتأمين حدوده الشرقية مع دول الجوار باستطماع مسعود الجشع واعطاه الحكم الذاتي المحدود والمشروط بالعمالة للبعث وعمل مسعود كعنصر استخباراتي لصدام وزمرته حتى سقوط النظام فانقلبت الصورة وتغير لون مسعود إلى الثوري المقاوم وصاحب المواقف الجهادية التي لا اعرف في اي تاريخ مزور يمكن أن يخفيها وصار يأمر وينهى ويطالب بحصة تفوق حصة البلد كله لاقليم هو تابع في الاساس لقوانين الحكومة المركزية.

على اية حال مضت الايام واستقوى عود مسعود البرزاني وتجاوزت مدة حكومته الدورات القانونية واصبح اليوم يحكم اقليم كردستان بشكل غير شرعي ولا قانوني ولكن فقط بعامل القوة والبطش والاستكبار والتجبر من دون الرجوع إلى برلمان يحكمه أو سلطة تعزله فهو الآمر الناهي وهو صاحب الكلمة الفصل في كل شيء من دون أن ينازعه على الملك أحد.. ثم بعد ذلك يتهم الآخرين في الحكومة المركزية بأنهم يتعاملون مع الشعب بدكتاتورية متناسياً نفسه وحكمه على الاكراد.

اليوم يطالب مسعود البرزاني بحكومة مستقلة واستقلال الاقليم ضمن حكومة ويطالب باستفتاء متمرداً على الحكومة المركزية وخارجاً عن القانون وحتى الامم المتحدة ادانت فعلته هذه وحتى الدول التي كانت نقف معه وفي صفه انفصلت عنه وتركته في مهب الريح ليواجه مصيره الاسود مع هذا الاستفتاء الفاشل الذي يدعوا له.. لم يبق معه سوى الحية الرقطاء اسرائيل صاحبة المؤامرات والفتن في المنطقة والعالم أجمع تحرضه وتحثه على تفتيت الصف الواحد والانفصال عن البلد والحكومة المركزية بدعوى كردستان الكبرى التي في الاصل حلم الصهاينة قبل أن تكون حلم الاكراد لان الاكراد ليسو جميعاً عملاء ولا يريدون الانفصال عن الحكومات المركزية لبلدانهم وليسوا متمردين كالدكتاتور مسعود البرزاني وإنما هو يتحدث باسمهم من دون رضاهم وإنما في الاصل هو يسير تحت المضلة الاسرائيلية فحسب.

هذه الدول الاوربية تدين طلب مسعود البرزاني لمسألة الانفصال واجراء الاستفتاء وهذه امريكا التي كان يعول عليها تمنعه من دخول اراضيها إلا بموافقة وزارة الخارجية العراقية التابعة للحكومة المركزية وحتى السعودية صاحبة الدواهي والفتن التي كانت تمده بالعون المادي والاعلامي سحبت يدها منه وتبعتها الامارات كذلك ومن جانب آخر هددت تركيا وايران بالتعامل مع ملف الانفصال إذا تم بشكل قانوني وتدخل عسكري مباشر لانه يضر ويهدد مصالحها وأمن اراضيها وكذلك سوريا ومن ضمن تحشيدها للقوات السورية وقوات الجيش السوري على الحدود المتاخمة للحدود الشمالية العراقية هي على اهبة الاستعداد لمواجهة أي تحرك مشبوه يقوم به مرتزقة وعناصر مسعود البرزاني واما الحكومة المركزية المتمثلة بقيادة الوزارء ورئيس الجمهورية ومجلس النواب فهذه القوى الثلاث كلها رفضت وترفض مسألة الانفصال واجراء الاستفتاء وتعتبره خروجاً على القانون وتمرداً على السلطة المركزية وبحصول يجب التعامل مع الملف ومع مسعود البرزاني بقوة السلاح.

وفي المقابل فإن مسعود بعد يأسه من العون الخارجي عاد لمد يد الاستجداء لاسرائيل عن طريق عقده لصفقة شراء اسلحة قد يعتبرها عوناً له في حربه المستقبلية التي لا اعرف على ماذا يعول فيها وبماذا يحاول الانتصار فيها.؟؟؟!!!

اليوم اصبح مسعود البرزاني معزولاً عن الدنيا قاطبة وحتى شعبه لم يعد يثق به كثيراً لانه اثبت فشله في ادارة الأزمات والملفات الحساسة واثبت للجميع وخصوصا الشعب الكردي بأن مصلحته الشخصية مقدمة على مصلحة شعبه وانه مستعد أن يضحي بالاكراد والشعب الكردي ويقدمهم قرابين حرب في سبيل بقاءه هو واسرته على سدة الحكم والدليل على ذلك تهريبه لافراد اسرته والمقربين منه إلى دول اخرى (الامارات) لاحساسه بالخطر المحدق والذي يهدد المنطقة بأسرها وهو ما فعله صدام عندما أحس بالخطر يداهم ملكه (السيرة هي السيرة والمسيرة هي المسيرة والمصير هو المصير).

على الشعب الكردي أن يتنبه إلى ما ينتظره في هذه المعادلة التي لا خاسر فيها سوى الاكراد والشعب الكردي وانتهاء فترة الرخاء والطمأنينة والاستقرار التي يعيشها الشعب الكردي والاكراد منذ سقوط النظام البعثي وحتى يومنا هذا، فبمجرد دخول المنطقة وكردستان في مأساة الحرب والاشتباك العسكري لن يبقى لا دار آمنة ولا سوق ولا شارع آمن ولا حياة رغيدة وسوف تحل المأساة على الشعب الكردي وسوف يلاقي الويلات والمصائب لما يخفيه له المستقبل المظلم الذي يجره إليه مسعود البرزاني بسياساته الفاشلة وعنجهيته وخروجه على القانون الدولي والوطني.

يكفي الشعب الكردي اشارة أن ينتبه لما يجري حوله من التحركات والتحشيدات العسكرية فهذه تركيا تنقل العديد والعدة والسلاح إلى سوريا لتكون عوناً ومدداً لها في صراعها المستقبلي مع الارهاب ومع الاطماع المسعودية وهذه ايران قوت جبهتها وحدودها وارست قواعد مهمة وهددت بالتدخل العسكري في حال ما لو احست بخطر التوسع الذي يسعى إليه مسعود البرزاني، وهذه سوريا تنقل قواتها وتحشيداتها إلى الحدود العراقية السورية المطلة على كردستان ومن الداخل التحركات والتحشيدات التي يقوم بها الجيش العراقي والحشد الشعبي تحضراً واستعداداً لما قد يقوم به المتهور مسعود البرزاني.

السؤال الذي يطرح نفسه هنا هل أن الاكراد على استعداد أن يكونوا قرابين ووقوداً لحرب يحاول مسعود أن يدخلهم فيها فقط لمجرد بقاءه على سدة الحكم وتحكمه برقابهم؟! فهل سوف يقاتل او يقف في الجبهات الامامية كالقادة الشجعان وهل سوف يحمل معهم السلاح ويقف جنباً إلى جنبهم أم أنه سوف يجلس في القصور الفارهة ويعقد الصفقات المشبوهة ويضحك في سره على عقول من يصدقون بأنه يسعى لرفاهيتهم أو أن يجد لهم وطناً موحداً وكأنهم لا يملكون وطناً …الاكراد يعتبرون من أهم المكونات في النسيج العراقي وهم اهم العشائر والمكونات في النسيج السوري ولهم مكانة ومنزلة في المجتمع التركي ويحكمون مناطقم في ايران ولهم ممثلون في المجالس الحكومية والمحلية ويعتزون بمواطنتهم… ليس هناك أي كردي مشرد او من دون وطن حتى يجد له مسعود وطناً … إن ما يسعى إليه مسعود هو التسلط على رقاب الأكراد وجرهم إلى اتون الحرب فقط لمصلحته الشخصية وكأنه يتأمل أين يعيش حياة الفراعين أو يخلد إلى الابد.

يجب على الشعب الكردي ومن يقف خلف مسعود ويدعمه أن يفهموا جميعاً بأن مسعود ليس إلا كباقي الملوك والرؤساء المتسلطين ودكتاتور كباقي الدكاترة الآخرين وليس مصيره بأفضل منهم ولكن في نهاية المطاف فإن الخاسر الأكبر هو الشعب الكردي والاكراد قاطبة وخصوصاً في العراق الذي يأن من ارهاب داعش ومن يقف خلفه ولكن هذه المرة لن يسمح الشعب ولا القوات ولا الجيش بحصول انقسام يفتت العراق ويعيده إلى دائرة التقسيم الاقليمي والديموغرافي وسوف يرد بقسوة، فيجب على الاكراد أن يقفوا مع اخوتهم من أبناء القوميات الاخرى ويتصدوا لمسعود واطماعه ومطالبه التوسعية المشبوهة.

لقد فهم الجميع اللعبة التي يلعبها مسعود وادانوا ممارساته سواء على الصعيد الدولي المتمثل بامريكا والدول الاوربية ومنظمات حقوق الانسان والامم المتحدة وسواء على الصعيد الداخلي من القوى الكردية والاحزاب والتيارات والتشكلات الكردية الاخرى وكذلك على مستوى جميع البلد والدوائر والتيارات والمسؤولين الحكوميين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com