كتابات

مهازل أضاعت الحقوق..!!

كثيرا?ٍ ما نتحدث عن الحوار كوسيلة مثلى لرأب الصدع بين الفرقاء والإخوة الأعداء ولتقريب وجهات النظر للوصول الى حلول ناجعة تضع حدا?ٍ للمهازل التي طالما استخدمتها الاطراف السياسية والحزبية لإثارة البلبلة وإقلاق السلم الاجتماعي تحت دعوى التعبير وحرية الرأي والمناخات الديمقراطية التي يكفلها الدستور. قيل إن الحوار فرصة ثمينة لحقن الدماء ومنع الاحتقانات التي تقود الى العنف غير أن النخب السياسية والحزبية اليمنية تتهرب منها وتجعل فيما بينها سدا?ٍ وحاجزا?ٍ منيعا?ٍ حال بينها وبين الشعب الذي خرجت اليوم نماذج وعينات منه لرفض السياسة الحزبية العقيمة لرجالات وقيادات عفا عليها الزمن وصارت تتخبط بين المتاجرة بقضايا الوطن وهموم المواطن الاجتماعية وأوضاعه المعيشية. نحن في اليمن لا شيء ضي?ع وقتنا واستنزف إمكاناتنا وقدراتنا اكثر من هذا المدعو »الحوار« الذي اعتبره الكثير وسيلة فضلى لإحداث النهضة وصنع المستقبل الزاهر للوطن والمواطن قد تكون كذلك في مجتمعات أخرى لكن ليس في مجتمع خلق بينه وبين الحوار عداوة وقطيعة طغت ثقافة الهمجية لعنجهية التمرد والسلاح على ثقافة العلم واللين والانصياع لولي الأمر. وبالرغم من ذلك لم يعد ويلجأ أي من ذلك الى الحوار.. بل ما أكثر أن نجدهم سعداء وهم يتغنون بهذه الكلمة وضرورة الاحتكام اليها ويلوكونها في كل محفل ومكان.. لكنهم من الداخل لا يؤمنون سوى بالانقلابات وتجاوز القوانين والاحتكام للفوضى والعنف التي لم تخلف عبر الازمات سوى المآسي ولم تكن طريقا?ٍ للحسم وإحقاق الحق وإبطال الباطل.. قد تنجح لدى البعض لكنها لا تستمر فتعود الى نقطة الصفر وهكذا.. ربما نحن في اليمن اكثر المتحاورين ومن دعوا للحوار لتجاوز الاحتقانات السياسية من مبدأ اللين والتنازل الذي سيبقي للوطن أمنه واستقراره ويحافظ للمواطن على عيشته وكرامته.. وأكثر من شكل لجانا?ٍ أو أفشلها.. وأكثر من يخرج بلا شيء وبلا نتيجة بل بمزيد من الاحتقان وبتدشين حرب ضد الوطن والمواطن وتعبئة خاطئة وترويج سخيف واستعراضات مقرفة للعضلات والقوى سئم منها الشعب وصار يطالب بالتغيير والاصلاح لمقومات الدولة التي أهدرتها حوارات عقيمة واجتماعات تأتي بنتائج عكسية… * هكذا ظللنا على مدى السنوات الماضية وبالتحديد منذ ما بعد الانتخابات الرئاسية والمحلية العام 2006م لتتطور الحوارات واللقاءات اللامجدية حتى كدنا نحط?م الرقم القياسي في اللقاءات الحوارية والدعوات لذلك على مستوى العالم على اختلاف القضايا والمشكلات فيها.حتى اليوم ونحن على محك الانهيار وفي مفترق طرق وقاب قوسين أو أدنى من ذلك.. ونعرف أن من يريد مصالح الشعب ويتبنى قضاياه فلايمكن أن يتهرب أو يعترض على الحوار ويحاول إجهاضه وإفشاله بطريقة أو بأخرى.. من يتبنى مصالح الشعب عليه أن يخوض كل السبل والطرق مرة وثانية وعاشرة و.. الخ. فانطلاقا?ٍ من أن انتزاع الحقوق لا تستوجب معاملة بالمثل وأساليب تدعو للعنف والتحريض بقدر ما تحتاج الى الليونةوالمسؤولية قبل كل شيء.فصوت الحوار للعقلاء والحكماء يجب أن يصدح اليوم ينادي بإيقاف المهازل السياسية التي يدفع ثمنها الشعب والوطن. وفي الراهن لا يبدو أن اللعب بالوقت وبمشاعر وعواطف الناس وقضاياهم المصيرية مسموح وممكن كما كان في السابق.. فاليوم برزت جليا?ٍ الاحتجاجات وخرج الشباب المتضررون وكل من عانى من مظلمة أو مشكلة تسبب فيها متنفذو السلطة أو مزايدو المعارضة ليقول ان الوضع بلغ الزبى فإما تداركه بحوار مسؤول.. لكل فئات الشعب تمثيل وصوت فيه ,لا مكان فيه للتسويات والمقايضات والمساومات.. وإلا فعلى الجميع أن يبحث له عن موطئ قدم في أماكن وشعوب خالية من المشاعر والأحاسيس الثورية بمعناه التقدمي..!فعلى الجميع ترك فرسان المناورات والمراوغات والاستماع للشعب والانتصار لقضاياه.

Belieg79@yahoo.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com