اراء وتحليلات

ما هي ضمانات الشيخ سعدان

• صبيحة الأحد الموافق 26/12/2010م شاهدت المدرب الجزائري المعروف الكابتن رابح سعدان في مبنى سفارتنا بالجزائر , ولم يحالفني التوفيق لأطرح عليه بعضا من الأسئلة الكثير التي يتمنى الشارع اليمني ان يعرف إجاباتها منه شخصيا فقد تزامن وقت دخولي للسفارة مع لحظة مغادرته لها , ولكن العنوان الأكيد الذي يمكن قرائته من هذه الزيارة , هو ان الشيخ سعدان كما ينادونه هنا في الجزائر أصبح قاب قوسين أو أدنى من تدريب منتخبنا الوطني لكرة القدم خصوصا انه كان برفقة شخصية كروية يمنية معروفة , وان العقد ان لم يكن قد وقع فعلا فإنه بحكم الموافق عليه من الطرفين .
• كان بودي لو أخذت من الوقت مدربنا القديم الجديد (على الأقل من وقع الشواهد الحاصلة) لو أخذت منه بضع دقائق , كانت كفيلة بإزالة الكثير من اللغط الذي كان يدور حول صحة تعاقده من عدمه لا سيما انه أنكر في فترة سابقة قبل ان يعود ويؤكد ان هناك بابا للتخاطب قد فتح مع الاتحاد العام , بالمقابل كانت شخصيات عليا في الاتحاد نفسه تنفي نيته التعاقد مع الجزائري سعدان .
• المهم انه أصبح من شبه المؤكد إشراف سعدان على تدريب منتخبنا الوطني بعد ان فسخ الاتحاد عقده مع الكرواتي ستريشكو ,والمدرب سعدان هو مدرب عالمي وهو ذاته من قاد الجزائر لكأس العالم لثلاث مرات 82,86 ,2010م , وهو من حقق فور مغادرته بلادنا بطولة العرب مع وفاق سطيف وبعدها حلق بالجزائر نحو كاسي افريقيا والعالم بعد غياب دام 20 عاما , إذا فالمدرب من الناحية الفنية لم يكن فاشلا وإلا لما استطاع خلال فترة وجيزة من تركه لنا من تحقيق انجازات كبيرة , وهنا يجب الاعتراف بأننا نحن من وقفنا أمام تحقيق شيء لبلادنا من خلال عدم تفريغه للمهمة التي تم استقدامه من
اجلها , إلا ان سعدان نفسه شاركنا في بعض جزئيات ذلك الإخفاق من خلال عدم استقراره فقد كانت روحه في الجزائر وجسده في اليمن .
• المعطيات الآن تغيرت تماما وعودتنا من جديد إلى المدرب سعدان ينبغي أن تكون مرتكزة على أسس واضحة وجلية ولا لبس فيها , وهنا يجب ان يعرف الكل بأن سعدان كان معروضا عليه العديد من الخيارات منها تدريب المنتخب التونسي إلا ان شروط تونس بالتأهل لنهائيات افريقيا كمبدأ أساسي للتعاقد حالت دون تمام الصفقة وهو نفس السبب الذي لم يتم الاتفاق فيه مع المنتخب السوداني , أما على صعيد المنتخبات فقد عرض عليه الفريق الجزائري وفاق سطيف تدريبه شريطة الحصول على كاس أبطال افريقيا للعام المقبل وهو ذات الهدف الذي منه من التعاقد مع الترجي التونسي .
• إذا لو تمعنا في حالات عدم التوافق بين سعدان والمنتخبات والأندية الأخرى لوجدنا بأن تلك الإدارات واعية تماما لما تريده , فهي لا تريد سعدان العالمي من اجل شهرته فحسب بل تريد منه ضمانات أكيدة بتحقيق الهدف الذي تم التعاقد معه من اجله , وهنا ينبري سؤال مهم جدا وهو ماذا نريد من سعدان بالتحديد? وما هي الضمانات التي سيقدمها لنا , أم فقط نريد ان نصنع منه كبش فداء جديد وبسمعة عالمية وتحت مبرر أننا استقدمنا مدربا قاد الجزائر لكاس العالم وعجز معنا ,مع ان المدرب ليس وحده من قاد الجزائر لكاس العالم بل هي الاحترافية التي يتمتع بها محمد روراوة رئيس الاتحادية الجزائر وجل اللاعبين الذين ارتدوا قميص الخضرا في النهائيات العالمية بجنوب افريقيا 2010م, أم أننا نريده في إطار الإشراف على جميع المنتخبات الوطنية (كوكتيل) وعنده سيتوه في دهاليز هذه المهمة .
• ان المبلغ الذي سيعطى لسعدان بالإضافة لمساعديه جلول وبلحاجي اللذين كانا معه في تدريب الجزائر وهو يصر على تواجدهما معه دائما سيكون كبيرا بلا ريب وهو ما يفترض ان يكون له نتائج ملموسة , ولنا في الآخرين اعتبار , فبالرغم بأن العروض المالية المقدمة لسعدان من قبل الآخرين هي اقل مما سنقدمه نحن إلا أنهم جعلوا لذلك شروطا وأصروا عليها من باب ان المال المقدم هي أموال الشعب ويجب ان تعود بالفائدة على الوطن , لا ان ترمى يمنة ويسرة , ونصل في الأخير لنقطة الفراق الأليم المبني حينها على المبررات الواهية والتي تكون ذرا للرماد وتسكينا للألم , كما
يقول إخوتنا الجزائريون (الله غالب) وهي كلمة تقال دائما عند عدم القدرة على تحقيق شيء
• ولكي نكون صادقين مع أنفسنا , ينبغي الان الاستعانة بجهاز عالمي للإشراف فقط على قطاع الناشئين فهم الرافد الرئيسي للمنتخبات الأخرى , والقاعدة الأساسية من الناشئين وكلما أعطيت لهم الفرص وتم اكتشافهم على أسس علمية وفنية وبعيدا عن المجاملات والمحسوبيات , حينها فقط نكون قد وضعنا العربة على القضبان الصحيحة .

*باحث دكتوراه بالجزائر
mnadhary@yahoo.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com