حـــوارات

نور الهاشمي: الشعر الشعبي وسام جميل على وجه ثقافتنا العربية الفصحى

صرفا للنظر عن ظروف التاريخية والحضارية لانبثاقاته الأولى في فضاء المعرفة العربية يظل الأدب الشعبي من أبرز مكونات الجمال الرمزي
 لحضارة الكلمة في صيرورة الوجود المعرفي والأدبي العربي شاهد على تعلق الذات العربية بروحية اللفظة الجميلة ببعدها العاطفي والعقلاني? فالشعر فصيحا كان أم شعبيا يبقى أحد أهم الخصائص الدالة على انتساب العربي إلى تلك الجغرافيا الملهمة بثابت شتات أشيائها وذلك التاريخ المتفجر منذ فجر الوجود الإنساني بلغزيته وأساطيره وحقائقه.
من أعرق أسواق الكلمة الراقصة في الأسماع والمرقصة للأبدان في كثير من الأحيان? من العراق الحبيب تتلألأ جوهرة شعرية وتضيء مساحات عمتها وعتمتها سوادات أحزان التاريخ وقلق الجغرافيا العربيتين? نور على نور كلماتها وأشجانها المرصوصة والمرسومة على صخور اللغة كما الأوشمة على جميل وجه الغجرية البرونزي يسر الناظر إليه? نور الهاشمي السامرائي تجيب عن استفساراتنا حول جدوى الشعر الشعبي وبعض من خبايا قضاياه

الأستاذة نور يظل العربي أسير شاعرية بيئته الصحراوية من خلال توارثه لصنعة الشعر? هل ترين أن اتساع أفقه المكاني أي الجغرافي في مقابل تقلص أفقه اللساني الذي كرسته الخصوصية اللهجوية يساعد على تحقيق التواصل في متعة الكلمة?
– الأمكنة ليست ثابتة في بعدها الثقافي أخي بشير? وإن قضت طبيعة الخلق وناموس الكون أن تكون كذلك في بعدها الجغرافي? ليس للمكان من دلالة تجتاز نطاقه الفزيائي أما البعد الثقافي فهو في مطلقاته سابح في التغيير لأنه أساس التاريخ? وها هي ذي اليوم مثلا وسائل الاتصال الحديثة قد دكت عتو الجغرافيا دكا ولم تعد هاته الأخيرة حائلا ضد الوصول إلى الامتاح من جمالات المساحات البعيدة فاتسعت حياضات الكلمة الجميلة واكتسب الخيال الشعري حقولا أخرى بعيدة? عزت عليه في ما مضى لكنه لم تكون مستحيلة علي استحضاراته المخيالية الشعرية.
لكن اضطرابات التاريخ بوصفه منتج أنساني وبالتالي هو الخاضع بالضرورة إلى مبدأ التغيير والتغير هو الذي عسر من فرص التلاقح اللهجوي فيما بين ألسنة وأسماع العرب لكن أقول عسر ولم يبلغ حد القتل النهائي لتبادل الفن الكلمة الجميلة.
هل الأدب شعبي عموما والذي عماده بطبيعة الحال الشعر? هو استجابة نفسية لمطلب خصوصي في الزمان والمكان لم يستطع الأدب الفصيح سد الحاجة إليه? أم أن وضع الثقافة الفصيحة عموما واللغة على وجه الخصوص المتردي في الحياة المعرفية العربية هي التي تبقي على ديمومة الشعر الشعبي?
مجال الاشتغال اللهجوي على الفن لا يمكن النظر إليه بخلفية دونية اعتوارية? فالفن قيمة في الوجود نناج لحظته التاريخية والفكر واللسان اللهجوي هما انعكاس لمثل تلك اللحظة التاريخية? قرون من المراس للهجة الشعبية لم تكن طبعا فراغات فكرية وفقر فني? لأن الإنسان لا يستطيع أن يحيا من دون نسمة الجمال التي تتقحم الروح وتحييها مثلما تدخل نسمة الهواء في الجسد وتنعشه.
الأدب الفصيح هو تعبير عن هرمية تاريخية للثقافة العربية وسيظل المرآة العاكسة لحقيقة الوجود التاريخي للأمة في الزمان والمكان الأول الذي أخرجت فيه للناس.
ويظل الأدب الشعبي رافدا من روافد نهضتها ولونا من تلاوينها الفسيفسائية التي تغتني بها وتضفي عليها رونقا جماليا وما أرى حساد الأمة في حسدهم إيها إلى لكونها هكذا بتراثاتها الجمالية قبل ثوراتها التاريخية أوثرواتها الطبيعية.
بالحديث عن الخصوصية القطرية للأدب الشعبي في عالمنا العربي? هل ترين أن مستوى الخصوصية يفق عند حدة المفردة اللغوية أما يطاله إلى حد مستوى المضمون والمبنى?
– قطعا يصح جوابا الجزء الأول من سؤالك القيم? لقد عاشت أسرتي حينا من العمر في مناطق عدة بجغرافيتنا العربية? عسر عليهم في البدء فهم اللهجات الأقوام هناك إلى أنهم سرعان ما عدوا ينسجمون بشكل سلس مع المعطى اللهجوي المحلي خصوصا من الجانب الفني شعرا وغناء? وذلك راجع إلى وحدة دلالة اللفظة مع الاختلاف في تحريكها شفويا ليس غير.
ـ وإذا كان الأمر بالإيجاب فنا هي خصوصية التجربة الشعرية الشعبية العراقية التي تميزه عن باقي التجارب الشعرية في العالم العربي خصوصا في لبنان مثلا بحكم انك تعيشين في هذا البلد?
 نعم إذا سلمنا مثلما أسلفنا أن الثبات الجغرافيا ليس يحول دون أن يمتح المخيال الشاعري للمقرض من ينابيع الأمكنة الأخرى? فإن التاريخ كقيمة ومنجز إنساني صرف يحول في المقابل دون قفز المنتمي إلى دائرته الصغرى منها والكبرى أي القطرية والأممية على تأثيرات أفراح وأتراح ذلك البعد? شخصيا استشع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com