كتابات

ليس دفاعا عن الاشتراكي ولكن إنصافا للحقيقة

نعم يجب الاعتذار للجنوب! ومن لم يرد الاعتذار للجنوب فهو إنما يمجد القتل والنهب والسلب?فعندما تقدم الحزب الاشتراكي بنقاطة الاثنتي عشر لم يكن يمارس عملاتعجزيا ضد أحد?بل كان يطالب بإنصاف الحقيقة والتهيئة للمصالحة الوطنية ولم يكن من الطبيعي ونحن على وشك البدء بحوار وطني ان يتم الإبقاء على مفهوم “أن اجتياح الجنوب في حرب 94 هو عمل وطني وتعميد للوحدة بالدم ” ? . . انظروا الى بشاعة التعبير “الدم” هذا الدم الذي يوحي بالانتقام والقهر والإذلال والاضطهاد وتبرير المذابح التي ارتكبت بحق الجنوب? ولماذا ينكر على الجنوبيين هذا المطلب إذا كان قادة حرب 94 أنفسهم قد اقروا بأن هذه الحرب كانت استعمارا للجنوب وهذا ما اتى على لسان اللواء علي محسن الأحمر أحد كبار القادة العسكريين في تلك الحرب وهو اعتراف يستحق عليه الشكر? وهناك الكثير من الشخصيات الوطنية التي اعترفت بذلك? فلماذا نشاهد بعض الكتاب والكاتبات من المحسوبين على حزب الاصلاح يظهرون للمهاجمة في هذا الوقت الذي من المفترض تهيئة الاجواء فيه للحوار الوطني? ولماذا ينكرون هذه الحقيقة? هل همأعلم بالحقيقة من قادة الحرب أنفسهم?بينما كان هؤلاءالكتاب في البيوت لا يعلمون شيئا عن تلك الحرب.

إن كل ما تم بعد حرب 94 من نهب وسلب واغتنام لكل ثرواث الجنوب واراضيه وتدمير بنيته التحتية وإيقاف مينائه العالمي وتحويله إلى مستودع والغاء مطاره الدولي ونهب شركة طيران اليمدا وشركة النفط الوطنية وغيرها من شركات القطاع العام?ونهب مزارع الدولة والممارسات العنصرية تجاه الموظفين الحكوميين من تسريحهم واذلالهم وفي أحسن الاحوال تحويلهم إلى مدربينللموظفين الآتين من أنصار النظام وتلقينهم كل الخبرات ثم يصبح هؤلا المتدربون هم المدراء على أصحاب الكفاءات والخبرات? فضلا عن ظواهر الاغتصاب وقتل المواطنين الجنوبيين وانتشار الثقافة التحقيرية تجاه ابناء الجنوب ـإن كل هذا يؤكد أن هذه الحرب لم تكن بهدف الوحدة أو من اجل الشريعة الإسلامية كما روج لها زعمائها آن ذاك (المؤتمر والا صلاح ) والا لما شاهدنا كل هذا النهب والسلب لأموال المسلمين ولما افتتح عشرات الكباريهات في عدن وكان يؤتى بالعاهرات والمنحلين من المحافظات التي يدعي قادتها حمايتهم للشريعة ويمارس الموبقات باسم ابناء عدن? فأين كان من ادعوا أنهم اجتاحوا الجنوب لنصرة الشريعة?ولماذا صمتوا عن تلك المسالك?الأنهم هم أصحابها أم أن من مارسها كانوا شركائهم ولهذا غلبت المصالح واقتسام الغنائم في الاموال والارض على مصالح الدين والوطن? وأقول لهؤلا الكتاب الذين تحولوا فجأة الى منظرين ومحللين يهاجمون الجنوب والحزب الاشتراكي دون علم او وعي: اعلموا جيدا إنكم لا تمتلكون أي ثقافة أو معلومة عن تاريخ الحزب الاشتراكي أو عن الجنوب ومراحله وانجازته ومنها قيام دولة القانون والعدالة الاجتماعية وذلك لأن البعض منكم عندما اتت الوحدة المزعومة كانما يزال في مراحل الطفولة المبكرة?وعندما أتت حرب 94 منع تدريس تاريخ الجنوب ومنع نشر الكتب المتعلق بهذا التاريخ? وإلا لكنتم علمتم بأن الجنوب دخل الوحدة برصيد مالي يبلغ ملياري دولار? بينما كانت المؤسسات الدولية ترفض الشيكات المحولة من صنعاءلأنها بلا رصيد? حيث إن نظام صالح قد دمر بعقليته الإقطاعية اقتصاد الجزء الشمالي من الوطن?وليس كما يدعي هؤلاء الكتاب أن الجنوب دخل الوحدة هروبا من الانهيار وإلا لما وجد المنتصرون في حرب 1994م تلك الكنوز الهائلة التي أصبحوا بفضلها مليارديرات بين عشية وضحاها? وعليهم أن يعلموا أن الجزء الشمالي من الوطن لم يكن سويسراأو ألمانيا أو اليابان حتى يهرب إليها الجنوبيون? ولكنه وطننا الذي أحببناه.

ولا ننكر أنهم (أي الاشتراكيين) كبشر أخطأوا?فالسواد الأعظم من الجنوبين يعتبرون أن من أبرز اخطاء الحزب الاشتراكي هو الدخول في الوحدة دون ضمانات وهو ما يؤاخذ عليه حتى اليوم? بينما نجد هؤلاء الكتاب يتهمون هذا الحزب بالانفصالية وأن له مشاريع خاصة على حساب الوحدة.

وأقول لهؤلاء انه ليس من العيب عندما نقدم على كتابة مواضيعنا أن نتحرى الصدق في كل حرف وأن نمرن أنفسنا على الحيادية وأن لا نعتمد على ما نسمعه من أقاويل تلقن في الظلمات فقط لأننا اختلفنا في الآراء فيتم أستخدام الك?ْت?اب كوسيلة هجوم لصالح أحزابهم فقط للدفاع عن المنافع الشخصية لبعض الأفراد في هذا الحزب أو ذاك?وما يؤكد أنتلك الكتابات تفتقر للصحه وأنها كتابات مؤدلجة هو ادعاءكتابها أن الحزب الاشتراكي هو من بدأ بالحرب في 1994م? مع العلم أنه قد جرى استجلاب الجماعات الجهادية من أفغانستان وفتح المعسكرات لتدريبها استعدادا للحربعلى الجنوب? وإنبن لادن شجع ودعم الحرب على الجنوبين بحوالي مليار دولار لشريكي الحرب? وهذا ما أكدته وكالات الأنباء العالمية ووثائق ويكيليكس? وقناة الجزيرة .

ولم يقف التلاعب على الحقائق عند هذا الحد بل راح هؤلاء الكتاب يهاجمون الآخر بأنه متخبط وغير وطني وله طرق احتيالية وأنه متآمر مع ايرا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com