كتابات

ثمن الكلمة !

بقلم/ حمير العزكي

ما يواجهه الوزير والاعلامي اللبناني جورج قرداحي من حملة شرسه ممزوجه بالوقاحة و هجوم ضاري مشحون بالصلف والفظاظة، وتشهير وقدح طافح بلغة الاستعلاء والمن والاذى، كل ذلك بسبب كلمة عبرت عن موقف انبنى على رؤية استندت على واقع ووقائع، كلمة كان فيها ناصحا لا مهاجما لهم و موضحا اكثر منه مدافعا عن ضحايا رؤاهم العمياء وتصرفاتهم الرعناء، ورغم كل ذلك وما يثيره من الدهشة والذهول لمستوى الانحطاط وحجم الافلاس لم ينتهي الامر على ذلك، بل بلغ مستويات لا يتوقعها العقلاء الجهلاء ايضاً بحقيقة من نواجههم وواجههم قرداحي مؤخرا .

كانت التداعيات السياسية الرسمية و الدبلوماسية التي وصلت لسحب وطرد السفراء وقطع العلاقات والمقاطعات ودعواتها، امرا بالغ الدلالة على اضمحلال الرؤية وشتات الافاق وانعدام ادنى معايير الأدوات السياسية لدى تلك الانظمة الخاوية والتائهة والمشبعة بثقافة الاستعلاء والاستقواء على أبناء جلدتها حتى الناصحين منهم والانبطاح والانحناء لدول النفوذ العالمي الصريحة في اهاناتها لهم و الواضحة في الاستخفاف والسخرية منهم ومن سياساتهم ، وهذا ما يوضح حجم الثنائية المرضية المستفحلة في ذوات وكنه تلك الانظمة .

وما حدث ويحدث عاد بي حتما الى كلمات سمعتها في احدى خطابات السيــد حســن نصــر الله والتي بلاشك صدقتها حين سمعتها ولكنني الان فقط ادرك عمقها ودلالاتها ومكنون حقائقها وذلك حين قال ( انه لو سئل عن اعظم واكرم عمل عمله في حياته لأجاب ان هذا العمل هو خطابه الذي القاه في اليوم الثاني لقيام عـد و ان التحا لف على اليمن) فلماذا كان ذلك الخطاب وكانت تلك الكلمة هي اعظم وافضل الاعمال؟ ولماذا تقدمت في قناعته على جهاده لعقود من السنوات للكيان الصهيو ني؟؟ وفاقت بطولات التحرير؟؟ وانجازات استعادة الكرامة؟؟ ومعادلات التوازن والردع التي ثبتها سماحته؟؟ و تجاوزت مالا يخفى على العدو قبل الصديق من خطواته في كل مسيرته الكبيرة والحافلة؟؟

لماذا إذاً؟؟ لاننا نرى الان ما فعلته كلمات قرداحي ولاننا لانرى وان شعرنا بحجم الضغوط و الإغراءات والترغيب والترهيب التي تمارسها انظمة التحا لف على كل الانظمة والكيانات والشخصيات النافذة والفاعلة في المنطقة، وما لاقاه وسيلاقيه من رفض العمى و لم يقبل ضميره السكوت ، وما سيخسره من رفض التمالئ معهم في قتل وحصار شعب بأكمله لاذنب له سوى رغبته في امتلاك قراره و التمسك بسيادته وخروجه من طوق الوصاية

نعرف الان جيدا ثمن الكلمة! الذي دفعه سيــد احرار هذا العالم وسيدفعه كل حر ينتوي ان يقول هذه الكلمة ويتوشح بضياء وبريق حقيقتها ، نعرف جيدا ذلك الثمن الذي يمثل حجم التضحية التي جعلت من تلك الكلمة اعظم واقدس عمل في سجل حافل بالاعمال المشرفة ، ثمن باهض جدا ولكن الحق لا يقبل المساومة و لا يخضع لحسابات التكلفة المادية و المعنوية، والسكوت بوابة القبول بالتبعية ودرب الخضوع لأحقر الاتباع وأذل الخاضعين .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com