كتابات

عبدربه .. هذا ماعليك به !

الدول التي تحترم نفسها لا يهمها من يكون الحاكم إذا وصل إلى سدة الحكم بناء?ٍا على الشروط الدستورية والقانونية والموضوعية الخاصة بالبلاد ? بل يهمها بدرجة أساسية هو ما يستطيع هذا الحاكم إنجازه خلال فترته الزمنية المحددة المنصوص عليها في الدستور الذي تنبثق منه كافة القوانين التي تحدد إختصاصاته وصلاحياته وإن خالفها يتم محاكمته وعزله بعد إدانته.

وبما أن اليمن لا يمتلك الدستور الشرعي الحاكم المعمول به الذي يستطيع أن يفرضه على الكبير قبل الصغير فضلا?ٍ عن أنه وقع أي اليمن في براثن قوى من الشياطين الح?ْمر في ظروف تاريخية وسياسية محلية ودولية معقدة إستطاعت من خلالها هذه القوى بدعم خارجي إجهاض كل المحاولات التي قام بها أبناؤه المخلصين لإنشاء دولة النظام والقانون ? وأستطاعت تحويل البلاد بكل قدراته البشرية والمادية إلى ماقبل الدولة وما قبل المؤسسات الدستورية وماقبل الدستور ? رغم ملكنا لدستور وطني ناقشه الشعب اليمني لمدة ثلاثة أشهر في الوديان والهضاب والقرى والمدن اليمنية عام 1970 ? مستغلة?ٍ هذه القوى الوصاية الخارجية المفروضة على اليمن منذ زمن طويل بنشر قوانين الغاب التي سادت المشهد اليمني العام حتى اللحظة …

وبما أنه تعذر الإحتكام إلى أي مرجعية قانونية أو حتى قوة أخلاقية لاسيما وأن ديننا الإسلامي بات نفسه مختطفا?ٍ في إطار عملية سطو سعولمية فضلا?ٍ عن أن هذه العملية تحولت في اليمن إلى إحتراف عالي المستوى أنشئت لها المعاهد والجوامع والجامعات بأيدي شياطين قاموا بتحويل الإيمان إلى إدمان وتفريخ المردة بشهادات رسمية لتطويع عقول الأغلبية لمفاهيم شيطانية مسكونة بأفكار عدوانية ملوثة وبإسناد مالي مدنس وثقافي مستورد ولاهوتي م?ْهجن وطاغوتي م?ْذل…

وبما أنهم نصبوا خيامهم في ساحات التغيير والتحرير والحرية وقفزوا على ثورتنا وأستباحوا دمائنا بمهنية عالية منقطعة النظير في جمعة الكرامة والنهدين ودوفس وتعز وأنتقلت براءة إختراعاتهم الممنهجة إلى سورية وليبيا وتونس ومصر والبقية تأتي ? وأستحقوا بجدارة منحهم جوائز عولمية عن سائر كفاءاتهم وقدراتهم الهائلة في التفوق على كبار الأبالسة في الدناءة والإنحطاط والدموية…

وبما أنهم أستطاعوا أن يمارسوا دور السلطة والمعارضة في آن واحد ? ودور الضحية والجلاد في آن واحد ودور المطالبة بالدولة المدنية والقبلية والعسكرية والبلطجية في وقت واحد ? ودور الثورة وحسم الثورة وقمع الثورة وحرق الثورة وقتل الثورة والدفاع عن الثورة ومحاصرة الثورة وهيكلة الثورة ناهيك عن الحوار مع الثورة في آن واحد…

وبما أنهم أستطاعوا أن ينشروا الإرهاب في أبين وشبوه ونهم وأرحب والصمع وتعز وصنعاء دفاعا?ٍ عن الثورة .. وطالبوا بالحوار مع الإرهاب والتوسط للإرهاب ورحمة الإرهاب والتخلص من الإرهاب ونزع سلاح الإرهاب وتجنيد الإرهاب وإستيراد الإرهاب وتدريب الإرهاب كله في آن واحد….

وبما أنهم رفضوا المبادرة والحصانة والوفاق والإنتخابات والإستفتاءات ووافقوا ووقعوا في نفس الوقت عليها جميعا?ٍ. ورفضوا الهيكلة والحوار وطالبوا بالهيكلة والحوار في آن واحد. ورفضوا رئاسة عبدربه منصور هادي ووافقوا على رئاسته في آن واحد.

وبما أن اليمن والشعب اليمني لا يمتلك جيش يحرسه ولا أمن يحميه لأن أغلبية الجيش والأمن ليس له وجود إلا في المرتبات والميزانيات وبقيته مقسم بين زعماء العسكربلية لحماية مكونات الفساد.

وبما أن معظم المعتصمين من أهل اللجان التنسيقية والتنظيمية تابعة لزعماء العسكربلية وخيمة العولمية يطالبون بالدولة المدنية والورقية والبنكنوتية في آن واحد ? وأتباعهم يرفعون شعارات رنانة طنانة لا يفقهون ما هيه .. إلا بمقدار وقوفهم أمام كاميرات الجزيرة والعربية !

وبما أنك يا عبدربه أصبحت حاكما?ٍ مؤقتا?ٍ لمدة عامين رغم أنف أبو الشعب اليمني والذين خلفوه عبر آليات مرفوضة وطنيا?ٍ خليجية أمريكية .. لكنك مع ذلك أصبحت واقعا?ٍ معاشا?ٍ ملموسا?ٍ تعترف بك الدول العربية والأوربية والأسيوية ? لذا فمن الحكمة والعقلانية والواقعية التعامل معك كحاكم ومطالبتك بتنفيذ ما ينبغي تنفيذه من مهام أساسية خلال فترتك المحددة التي من خلالها قد يتسنى للشعب اليمني أن ينف?ْذ إلى فضاءات أكثر رحابة مفعمة بآمال مستقبلية حقيقية من الحالة الراهنة ? وهذه المهام كالآتي:

ـ الإستمرار بالحملة العسكرية الحالية المظفرة في مناطق جنوبنا الحبيب حتى يتم تجفيف كل منابع التطرف وتصفية كل جيوب الإرهاب التي تعمل كرديف عسكري مليشيوي مقنع تابع لنظام الفساد المشترك لإحباط أي محاولات للتغيير.

ـ إخراج كل القيادات وعناصر نظام الفساد المشترك السابق بشقيه من الجيش والأمن والمؤسسات المدنية ? التي أوصلت اليمن إلى ماهي عليه من مآسي إنسانية ومادية وإجتماعية وثقافية كارثية ? والتي أعتقدت في يوم ما بأنك ستكون مطية لها لإستعادة السلطة بعد هدوء العاصفة بيد أنك خيبت آمالها وهذا ما جعل الشعب يعيد النظر في قدراتك ?

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com