الى شلل الهاربين
بقلم / علي العيسي
منذ سنوات ..كان يجول في خاطري سؤال :
لماذا كبار المسؤولين اليمنيين ينهبون خيرات هذا الوطن ويهربون الأموال الى الخارج؟!
لماذا لا يستثمرونها في الداخل ..في مشاريع (مزارع -مصانع – معامل – شركات -مدن سكنية – منشآت سياحية) أي شيء ..المهم يستثمروا تلك الاموال صح ..ويشغلوا ابناء الشعب عندهم!!.
يعني يسهموا في نهضة تنموية ويدعموا الاقتصاد الوطني ..و يوفروا فرص عمل للأيدي العاملة والماهرة في مختلف التخصصات .. هكذا يكافحوا الفقر ويقضوا على البطالة ويستطيع أبناء هذا الشعب تحسين مستوى معيشتهم !!.
لماذا يودعوها في البنوك الخارجية ..او يعملوا بها في الخارج مزارع أو مدن -على غرار مدينة صنعاء القديمة – أو يشغلوها في الحرام بفنادق ومراقص ليلية وبارات و…؟!.
كنت استغرب كثيرا جشعهم ذاك وأنانيتهم وخبثهم تجاه هذا الوطن وابنائه ..!!.
كان يوحي لي تعاملهم مع الوطن -وهم مسؤولين وفي أعلى هرم السلطة – بتلك الطريقة ..أنهم سيشدون الرحال منه يوما ما !! ..
وبالفعل ..كانوا يعدون أنفسهم للعيش في الخارج هم وابناؤهم وذويهم .. ولم يكن يعني لهم هذا الوطن وأبنائه شيئا أكثر من مغنم!! ..
ولم يكن يعني تواجدهم في السلطة أكبر قدر من الوقت سوى فرصة لجمع الاموال ونهب الثروات لا أقل ولا أكثر ..!!.
وهذا ما إتضح جليا في أول امتحان واجهوه ..عندما اجبروا على ترك المناصب والسلطة ..كان اول خياراتهم هو مغادرة هذا الوطن ..الهروب الى الخارج حيث أموالهم واستثماراتهم و التي لا ولن تغني عنهم شيئا في مقابل شيء اسمه الوطن ..!!.
كان أشرف لهم ان يبنوا هذا الوطن ..وأن يستثمروا أموالهم فيه .. ولربما ما كان هذا مصيرهم !!.
وكان اشرف لهم أن ينزاحوا من السلطة ومواقع المسؤولية ..ويبقوا داخل هذا الوطن ، متنعمين بما جمعوه وكدسوه من أموال -حلالا او حراما – وعايشين بكرامة وعزة !!.
وكان أشرف لهم (الف مرة ) أن يهربوا الى الخارج .. ولكن بصمت ، حيث اختاروا و هيأوا لانفسهم العيش عند اموالهم واستثماراتهم التي تكفيهم وتكفي ابناء ابنائهم لعدة اجيال متتالية !!.
أما أن ينهبوا هذا الوطن… ويبيعونه… ثم يستعدونه ويقتلون ابناءه ..متخندقين مع اعداء الله والدين والوطن ويقاتلون في صفوفهم .. واهمين أنهم سيعودون من جديد الى السلطة و الحكم ..فهذا والله هو منتهى السخف والعته ..بل الجنون بعينه والمستحيل ذاته !!.
