كتابات

الشهيد الذي عشق النجاح فعشقه الوطن..

عرف بتواضعه الجم وبمثالية عالية , مسالما عاش , عصاميا كان وظل يفلسف الحياة بطريقة مثالية حتى حين جرفته أقداره لتلقي به في خضم المهام الوطنية الجسيمة ومن ثم وجدا نفسه في قلب المعادلة الوطنية الحافلة بكثير من العقد والتعقيدات , لم يخذل وطنه رغم التحديات بل خاض معترك التحولات الوطنية ليمارس دورا وطنيا خلاقا مجبولا بكل قيم الإيثار والتضحية ونكران الذات .. ذلك هو الأستاذ المناضل الشهيد / عبد العزيز عبد الغني صالح رئيس مجلس الشورى الذي شكل رحيله فاجعة وخسارة وطنية , وليس المشكلة في (الموت) كحقيقة مطلقة وراسخة في ذاكرة وهويتنا الدينية ’ فالموت حق وهو الحقيقة الوحيدة التي نسلم بها ونخضع لفلسفتها , لكن من عوامل أسباب الموت ما يعمق من فاجعة الواقعة والحدث في الوجدان والذاكرة خاصة بحق إنسان لم يكون يندرج في كل مواقفه في سياق أجندة ( التميز) السلوكي لبعض من رموز عرفوا (التميز) بأنه قدرا من الكبرياء وقليلا من الغطرسة وكثيرا من التعالي ..!!
الأستاذ لم يكون من هؤلاء , كان بسيطا في سلوكه ومتواضعا في علاقته ودمثا في أخلاقه , لكنه كان عظيما في أفعاله كبيرا في عمله استثنائيا في علاقته بوطنه ومخلصا لشعبه , وطامحا في الوصول بوطنه وشعبه إلى مصاف الدول والشعوب المتقدمة والمتطورة والمستقرة على كثير من قواعد التنمية المعرفية ..لم يكون الأستاذ عبد العزيز عبد الغني صاحب ( عصا سحرية) ولم يكون مخلوق أسطوري قدما من كوكب التميز والإثارة .. بل كان مواطنا يمنيا مثله مثل ملايين من ابناء الشعب , لكنه كان متميزا بحبه لوطنه واحترامه لشعبه وتقديسه للنظام والقانون وحبه لدرجة العشق لدوره ورسالته الوطنية , التي يؤديها من خلال وظيفته العامة , ولم تكون الوظيفة العامة بنظر الأستاذ وسيلة للتباهي والتفاخر والتوظيف أو الإثراء , بل كان الوظيفة العامة لها قدسية وفلسفة خاصة عند الأستاذ الذي قدرا له أن يضع أولى فلسفة التنمية الوطنية من خلال الخطط الخمسية التي صاغ أبجدياتها منذ
أوائل السبعينيات حين صاغ تلك الأسس التنموية بصورة دراسات نظرية لم يستوعبها _حينها صناع القرار _ لكنه لم يتخلى عنها وظل يسعي لتحقيقها
كأسس عملية لقاعدة اقتصادية وتنموية تستوعب حاجة الواقع وتلبي تطلعاته وبحسب القدرات المتاحة التي لا بد من تسخيرها لتعزيز وترسيخ الثورة والجمهورية خاصة وبلادنا خرجت للتو من نزاع داخلي استغرق سنوات وخلال تلك السنوات أهدرت بلادنا الكثير من القدرات المادية والمعنوية , كان وزير الصحة _حينها_ في أواخر الستينيات هو من قدم رؤية اقتصادية لصناع القرار الذين حينها عجزوا عن فهمها فما بالكم في تنفيذها وترجمتها لخطط ميدانية..
في العام 1975م كان البلاد بحاجة لشخصية وطنية قادرة على معالجة الوضع الاقتصادي المتردي , وحين كان الحكومات تشكل وتستقيل على خلفية الخلافات
بين رموز المرحلة كان لا بد من البحث عن شخصية وطنية متميزة ليس بقدراتها بل في علاقتها وفي قيمها وأخلاقياتها فكان الأستاذ عبد العزيز عبد الغني هو الذي يتميز بكل المواصفات المطلوبة , وفيه تجتمع كل المميزات الإيجابية وبكثير من المثالية والتواضع الجم الذي يتحلى به الأستاذ .. وقع عليه الاختيار لتشكيل الحكومة فكان مثال رائع للنجاح غذ سرعان ما بدت ملامح قدراته الاقتصادية تلقي بظلالها على مسار الواقع الاقتصادي , لينطلق الأستاذ في تقديم أروع نموذج للنجاح الوطني وعلى مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية , لم يكون صاحب نزوع ذاتي للشهرة والتفاخر والتباهي , بل كان لسلوكه الشخصي الراقي والمتواضع عاملا في نجاحه في الاستحواذ على قلوب الكثيرين من أبناء الوطن سوى من العامة او من النخب ( المتناحرة) فيما بينها _حينها_ وهو التناحر الذي افشل تلك الأطراف المتناحرة عن تحقيق الحد الأدنى من الاستقرار ناهيكم ان تلك النخب المتناحرة تسببت في عرقلة انطلاقة 0 قطار التنمية الوطنية , الذي لم ينطلق إلا منذ العام 1978م حين تولى فخامة الأخ / علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية – حفظه الله _ مقاليد السلطة حيث قدرا لعجلة التنمية أن تدور ولقدرات وطاقات ورؤى ومفاهيم وفلسفة الأستاذ والمفكر والمخطط الاقتصادي والتنموي أن تنطلق في كنف عهد جديد يتطلع للنجاح ويؤمن بالتقدم , وانطلقت رحلة البناء والتنمية الوطنية وبدت عجلة التحولات التنموية الوطنية والحضارية تدور على هدى من رعاية وتوجيه فخامة الأخ / علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية , وعلى يد الأستاذ الحالم بتنمية وتقدم وطنه وتطور شعبه ..
لم يكون الأستاذ عبد العزيز عاشقا للسلطة , بل كان عاشقا لوطن وحالما بتنميته وتقدمه , كان يعمل بوفاء ومصداقية وقدرة ووعي بما يريده الوطن ويحتاجه والشعب , لهذا كانت الخطط الاقتصادية والتنموية التي وضع معالمها الأستاذ الشهيد تجسد الحاجة الوطنية وتعبر عن الأولوية المطلوب تحقيقها لتمكين الوطن من الوصول لأهدافه الحضارية ..
خلال الفترة الممتدة من العام 1978م _ حتى العام 2011م كان الأستاذ عبد الع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com