كتابات

الجريمة الأمريكية في البيضاء دفعة دعائية للتكفيريين

بقلم / محمد فايع

قبل أيام قالت وسائل الإعلام إن قوات المارينز الأمريكية نفذت عملية إنزال على معسكر ما يسمى تنظيم “القاعدة” في قرية “يكلا” في محافظة البيضاء اليمنية ، وأسفرت عن مقتل العشرات أغلبهم من الأطفال والنساء، وبالتزامن مع الهجوم أعلن مايسمى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب عن سيطرته على مدن لودر وأحور وشقراء في محافظة أبين ، وتدميره مقرين لقوات الأمن في لودر وشقراء ، بينما مازال مسلحو مايسمى القاعدة يسيطرون على مناطق شاسعة من حضرموت والمناطق الجبلية في أبين وداخل مدينة عدن.
الانتشار الواسع لمسلحي مايسمى القاعدة في اليمن ما كان ليحصل لولا الدور الأمريكي البريطاني السعودي الإماراتي وزنابيله من قوى النفاق والخيانة المتواجدة في الجنوب الأمر الذي كشف أن تلك العملية الأمريكية الإجرامية في البيضاء كانت عملية الهدف منها إعطاء مبرر ودفعة جديدة لإعادة نشر ما يسمى القاعدة وداعش في المحافظات الجنوبية بشكل أكبر وأوسع من السابق لإنعاش مبرر التدخلات الأمريكية العسكرية المخابراتية في جنوب اليمن تحت ذريعة محاربة مسمى القاعدة وداعش.
وهذا ما كشفه التقرير الأخير لمنظمة مجموعة الأزمات الدولية، الذي أكد بأن الغارة التي شنتها قوات أمريكية بموافقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في عطلة هذا الأسبوع قد تكون أعطت دفعة دعائية لما يسمى تنظيم القاعدة في اليمن.
وقالت في تقريرها أن هجمات الطائرات (بدون طيار) لم تكن تستهدف ما يسمى تنظيم القاعدة في أغلبها وإنما استهدفت مدنيين يمنيين فقط.
وأضافت “استخدام القوات الأمريكية والعدد الكبير من الضحايا المدنيين مثير للغضب بشكل عميق وتخلق مشاعر مناهضة للولايات المتحدة في اليمن بشتى أطيافه السياسية وهذا ينصب لصالح تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية”.
عبد الله علاو الناطق باسم “التحالف الدولي لرصد جرائم العدوان”،أوضح بأن جرده لعدد الغارات التي نفذتها الطائرات الأمريكية في اليمن خلال الأعوام الأربعة الماضية تحت مكافحة مسمى الإرهاب، تكشف أن العدد تجاوز الـ 800 غارة نفذتها طائرات بدون طيار.
وأكد علاو أن 90% من هذه الغارات لم تحقق أية أهداف، بل أدت إلى مقتل مواطنين باستهدافها قوافل لسيارات المدنيين ومناطق تجمعات لبدو رحل، وقرى ومساكن.
وفي تصريح لـ”سبوتنيك”، أشار علاو إلى أن “عدم تعليق حكومة الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي يعود إلى تبعية هذه الحكومة للإدارة الأمريكية، واصفاً إياه بالرجل الخارج عن القانون والمتسبب بمقتل عشرات الآلاف من اليمنيين”.
ورداً على سؤال حول تعاظم قوة جماعة القاعدة في اليمن، والتقرير الخاص بهذا الصدد لمجموعة الأزمات الدولية التي حذرت من أن هذه الجماعة قد تستفيد من الهجمات التي تشنها القوات الأمريكية، أكد علاو أن تدمير البنى التحتية في اليمن ومقرات الأمن والخدمات جاء لدعم جماعة مايسمى القاعدة وتوسعه وللمزيد من انتشاره ولخلق بيئة خصبة مدمرة وممزقة ونسيج اجتماعي مفكك”.
وبناء على ما سبق تتكشف لنا الأهداف من وراء الإصرار الأمريكي البريطاني الغربي على استمرار العدوان على اليمن وشعبه إذ كشفت تطورات الأحداث للحرب المفروضة على اليمنيين، تورط الأمريكيين وبشكل مباشر في هذه الحرب التي ستدخل عامها الثالث دون أن تلوح بوادر الانفراج في أفقها.
وفي الوقت الذي يسرح ويمرح مسلحو ما يسمى القاعدة وداعش في اليمن ، نرى في المقابل أن هناك اهتماما أمريكيا ينصب على خنق الشعب اليمني ، عبر تسيير دوريات لسفن حربية أمريكية قبالة السواحل اليمنية ، هدفها المعلن توفير الأمن للممرات البحرية الدولية ، إلا أنها تمنع وصول أي مساعدات إنسانية إلى الشعب اليمني ، بهدف الضغط عليه وزيادة معاناته لدفعه للاستسلام أمام العدوان.
من المؤكد أن ما يسمى القاعدة ما كانت لتتواجد من جديد في جنوب اليمن لولا الدور الأمريكي الرئيسي المباشر وفي إطار السياسة الأميركية المزدوجة ، التي تتعامل مع تلك التنظيمات التكفيرية في كل منطقة من مناطق العالم بأشكال مختلفة وفقا لمصالحها لتنكشف بجلاء تلك النظرة الأمريكية المتناقضة لمسمى الإرهاب.
والخلاصة أن ما تقوم به أمريكا بين وقت وآخر ، عبر شن ضربات عسكرية لمواقع ما يسمى القاعدة هنا وهناك ، كما حصل مؤخرا في محافظة البيضاء في اليمن ، ماهي إلا محاولات لذر الرماد في العيون ، إذ المعلوم على أرض الواقع أن الممارسات التي تقوم بها القاعدة أو داعش أو غيرها من التنظيمات التكفيرية في اليمن وسوريا والعراق وليبيا وغيرها من المناطق إنما تصب في صالح المخطط الأمريكي الهادف إلى تشتيت دول الممانعة العربية أمام التمدد الصهيوني في المنطقة ، وما كان لما يسمى القاعدة وأخواتها وامتداداتها التكفيرية أن تتمدد ، لولا الدعم الأمريكي لها منذ أن كانت حليفة مقربة من أمريكا إبان الغزو السوفيتي لأفغانستان. وهكذا كشفت وقائع الأحداث بما لا يدع مجالا للشك أن مايسمى القاعدة واخواتها وإمتداها بمساها الاخير “داعش” هي صنيعة أمريكية لتدمير الأسلام وبادة اهله واحتلال بلدانه والسيطرة على مواقعها ومقدراتها البرية والبحرية

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com