كتابات

بؤس السياسة : الطلاب آخر الضحايا !!!

لأن??ِا شعب يتعايش مع موبقات أربع :
 العصبية  المناطقية  القبلية  إنخفاض نسبة الوعي ومع كل حدث نجد المرجعية الأساسية التي تحكمنا هي هذه الموبقات التي تركتنا في حالة من الفوضى والهرج والمرج مع كل أزمة تمر بها البلاد وتضطر هذه الأزمات إلى خنقنا ? في شكل مقزز ينافي الإرادة الإلهية \” يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا?ٍ وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم \” فالمراد لتعارفوا ? لتعايشوا ? لتحابوا ? وليس لتخاصموا , لتصارعوا ? لتفرقوا. فكيف نقرأ ولا نفهم ونفهم ولا نعقل ونعرف ولا نمتثل ?
لن أخوض في المزيد فالأزمة التي تمر بها البلاد والاحتقان المسيطر على الشارع \” مع وضد\” دون أن نحتكر الحقيقة فنقول : كلهم مع أو ضد فالشارع صار يمثل ثلاثة اتجاهات :  مع : موالاة  ضد : معارضة  محايد (محتار) الشارع الذي بات منقسما?ٍ يتوه في غالبه خلف التضليل الإعلامي الم?ْس?ف?? الذي يحاول جاهدا?ٍ وبكل الوسائل والطرق المشروعة وغير المشروعة استقطاب الناس وحرف انطباعاتهم لصالحة ? وتعب?ِئ?ِتهم بما يوافق مصالحه . دون أي اعتبار لما قد يفرزه ذلك من مخاطر على السلم والنسيج الاجتماعي فالمهم تحقيق الأهداف والوصول للطموح وإن بالخراب والدمار ودون مراعات للصلاح والإصلاح وحسن الظن أو حتى قول الحق جل وعلا : \” لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس \” ولأن الموضوع جرح ينزف في وقت لا طبيب فيه فسأدخل في صلب الحقيقة . الطلاب أخر الضحايا : أخر ضحايا الصراع السياسي في بلادنا طلاب الجامعات والمدارس الذين تعطلت مدارسهم وتم تأجيل الدراسة في الأولى وفي بعض الجامعات تم تأخير وإلغاء الفصل الأول من العام الدراسي كاملا?ٍ نتيجة الوضع المتردي والمتأزم الذي استخدم طلاب الجامعات وقودا?ٍ لسياسات المتنازعين ومآرب المتصارعين . وفي الجملة فطلاب الجامعات يملكون وعيا?ٍ كاملا?ٍ ومن حقهم المشاركة في الحياة السياسية واتخاذ القرار المستقل العيب في حصر القرار وفق الانتماءات السياسة الحزبية نظرا?ٍ لقلة الوعي بمخاطر هذه السياسات لدى الشريحة الواسعة من أمل البلاد وجيل المستقبل الشباب الجامعي . أما الثانية \”طلاب المدارس\” فلا استهجن إلا من ي?ْفترض بهم تربية الأجيال (المعلمين)والقيادات التربوية التي أث??ِرت عليها السياسات الحزبية والصراعات الحالية فتركوا المدارس وتخلوا عن الواجب الملقى على عواتقهم معلنين تضامنهم مع أحزابهم الباحثة عن موطئ قدم على حساب طلابهم وم?ْغ?ِل??بين مصالح الأحزاب على مصالح الطلاب فأين تكمن المصلحة يا رواد التعليم ?! الأخطر من الإضراب عن التعليم : الزج بطلاب المدارس في أتون الصراعات السياسية من أبشع ما توصلت إليه القوى السياسية المتنازعة في الساحة اليمنية وجعلهم وقودا?ٍ لهذا الصراع لا ينم إلا عن عقلية متخلفة وإن صاحبت وصرخت وعلا ضجيجها حين أصدرت اليونيسيف واليونيسكو قرارا?ٍ تحذيرا?ٍ من الزج بالطلاب في المظاهرات والاعتصامات وقامت المدرسة الديمقراطية بتأييد هذا القرار التحذيري وعلى ضوء ذلك تم كيل التهم للمدرسة الديمقراطية كما هو ديدن خصوم اليوم تحت شعار ( إذا لم تكن معي فأنت ضدي ) لقد رأيت مظاهرات طلابية صغيرة تجوب شوارع العاصمة هذا الأسبوع تنادي بإسقاط النظام وهي لطلاب مدارس ثانوية وأساسية وهذا يدفعني للتوجه بالسؤال ? من الذي أخرج هؤلاء الطلاب ? ومن يقوم بتخديش صفحاتهم البيضاء وتعبئتهم ليرددوا هتافات مسيئة وينقشوا على وجوههم وأيديهم شعار الرحيل ? ثم وهنا الأهم ماذا يفهم الطلاب في السياسة ?!! وتصيبي الدهشة والاستغراب حين أرى أطفالا?ٍ دون الخامسة من أعمارهم يتم الزج بهم من قبل آبائهم وأمهاتهم في المظاهرات في موقف وشكل لا يحسدون عليها فما فائدة حشر أطفال دون العاشرة ونحن نعلم أنه لا يعي شيئا?ٍ من الفهم السياسي كحق دستوري مادون الثامنة عشر ولا يحاسب شرعا?ٍ وتكليفا?ٍ ما دون الخامسة عشرة?! فهل أصبح أطفال المدارس ضحيتنا القادمة ? بدون سرد للمبررات والأعذار تفهموا يرحمكم الله : أتركوا براءة الطفولة بعيدا?ٍ عن السياسة عل??ِها تعيش في سلام ومحبة ولا داعي لتفخيخ حياتهم الآن !!. وبدلا?ٍ من دفعهم نحو معترك السياسة إدفعوهم نحو ساحات العلم حيث الفاقة والتهم والحاجة .

خطيب الجامع الكبير بالروضة صنعاء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com