أخبار اليمن

نص مشروع الرؤية السياسية للمؤتمر الوطني لشعب الجنوب برئاسة محمد علي احمد

نص مشروع الرؤية السياسية للمؤتمر الوطني لشعب الجنوب والذي بدأ أعماله الأحد وسط مشاركة واسعة النطاق من قبل مكونات جنوبية عدة ومقاطعة أخرى لها .

بسم الله الرحمن الرحيم

المؤتمر الوطني لشعب الجنوب

18 ديسمبر 2012 – 16

مشروع الرؤية السياسية للمؤتمر الوطني لشعب الجنوب

أولا : مقدمة

تتضمن ?ذه الوثيقة مشروعا للرؤية السياسية لمكونات المش?د السياسي الوطني الجنوبي بشأن قضية شعب الجنوب . ف?ي وثيقة أنتج?ا تراكم ج?د جماعي مشترك ومتأن?ُ , ي?دف إلى التعبير عن مواقف وطموحات شعب الجنوب بأوسع أطيافه .

واليوم ? إذ ينعقد المؤتمر الوطني لشعب الجنوب ? فإننا ننشد إغناء ?ذه الوثيقة وإقرار?ا , للوصول إلى رؤية سياسية واحدة ? يترتب علي?ا إنجاز رؤية وطنية جامعة وآلية عمل سياسي ونضالي مؤسس .

لقد و?ْ ضعت ?ذه الوثيقة انطلاقا من المسؤولية الوطنية تجاه شعب الجنوب وما يواج?ه من تحديات ومخاطر تست?دف وجوده ومصيره , كشعب و أرض و ?وية ومستقبل ? وتمت صياغت?ا استنادا إلى الإيمان بعدالة قضيته وحقه الثابت في تقرير مصيره وتحقيق إرادته الشعبية تأسيسا على حقيقة الإجماع الجنوبي على فشل وبطلان وحدة الإلحاق المعمدة بالدم والاحتلال العسكري للجنوب بحرب 1994 كما إن من الأسس الجو?رية التي تقوم علي?ا ?ذه الوثيقة وتست?دف تعزيز?ا : مبدأ الاعتراف بالشراكة الجنوبية العامة , وقيم التسامح والتصالح والتضامن الجنوبي ,وثقافة الحوار والقبول بالتنوع والاختلاف ? والوفاء لتضحيات الش?داء والجرحى

والمعتقلين والملاحقين ? والحرص على القيم والمكتسبات الحيوية التي حقق?ا شعبنا خلال مساره النضالي الطويل , وأ?م?ا را?نا ما أنجزه الحراك الشعبي السلمي الجنوبي الذي يمثل بمكوناته المختلفة الحامل السياسي للقضية الجنوبية , والذي يعد بحق الرائد لثورات الربيع العربي , التي تعامل مع?ا الحراك بقدر بالغ من التعاطف

والحصافة .

إن اللحظة التاريخية الفارقة والمصيرية الرا?نة تحتم علينا جميعا التوافق والاصطفاف الوطني , والتعاطي مع?ا بمنت?ى الحنكة والمسؤولية ? وبما ينتصر لإرادة شعب الجنوب , ويصون كرامته ويسترد حقوقه , ويحقق أ?دافه وتطلعاته المشروعة في الحرية وتقرير المصير , واستعادة دولته المستقلة , ذات السيادة الكاملة .

ثانيا?ٍ: خلفية تاريخية

حظي الجنوب بمجموعة من العوامل التاريخية المختلفة , من أ?م?ا أن مشيخاته وسلطناته وإماراته التي تشكل معظم?ا خلال قرون عديدة مضت ? كانت في الأساس تجمعات قبائل مختلفة ? لا تجمع?ا وحدة النسب المشترك ? بقدر ما يجمع?ا العيش المشترك والمصلحة المشتركة . وقد رسخ ذلك مجموعة من u1575 القيم المجتمعية

والثقافة المرنة غير القائمة على العصبية ? الأمر الذي عمق ال?وية الوطنية للجنوب خلال مسيرته التاريخية . وعلى أساس ذلك ? فإن تلك التجمعات كانت – قبل مجيء الاستعمار البريطاني بمئات السنين- ذات كيانات سياسية واجتماعية خاصة , تعبر عن حقيقة وجود?ا كنتيجة طبيعية لتفاعل عوامل موضوعية قائمة على حقائق

الجغرافيا والتاريخ والتطور الاجتماعي , وترتكز على مقومات أساسية , ناشئة عن خصوصية ثقافت?ا و قيم مجتمعات?ا .

عقب احتلال بريطانيا عدن عام 1839 ? أوكلت إدارت?ا إلى إدارة المستعمرات البريطانية في ال?ند . وبذلك ? أصبحت عدن ومختلف إمارات وسلطنات و مشيخات الجنوب منطقة نفوذ بريطانية خالصة . ولتكريس ذلك عقد البريطانيون مع معظم تلك الكيانات الجنوبية على ساحل عدن وحضرموت معا?دات حماية واتفاقات صداقة وتعاون ? بلغ عدد?ا – حتى عام 1928 – أكثر من مائتي معا?دة واتفاقية .

وبموجب معا?دات الحماية , تولت الإدارة البريطانية الشؤون الخارجية لكيانات الجنوب ? بينما تمتع معظم?ا باستقلالية شبه تامة في إدارة شؤون?ا الداخلية ? وتمكنت من إقامة علاقات تعاون اقتصادية وسياسية منظمة فيما بين?ا . كما استطاعت أن تبني مجتمعات ? ونظما للحكم تعتمد القوانين والتشريعات الحديثة .

في 1914 , وقعت السلطات البريطانية في الجنوب مع ولاة الدولة العثمانية التي كانت تحكم اليمن , اتفاقية لترسيم الحدود الدولية الشمالية الغربية لمحميت?ا الغربية مع اليمن , ملتزمة بحمايت?ا إلى جانب الحدود الدولية الشمالية الشرقية لمحميت?ا الشرقية .

ش?د عام 1959 الإعلان عن تأسيس (اتحاد إمارات الجنوب العربي) الذي ضم حين?ا ستا من المحميات الغربية , ثم انضمت إلي?ا لاحقا سلطنة لحج , والسلطنة الواحدية , والمستعمرة عدن التي كانت تتمتع بحكم ذاتي ? بينما لم تنضم للاتحاد سلطنات المحمية الشرقية في حضرموت والم?رة . أقر الاتحاد عملته الموحدة , وحدوده الجمركية ووحدات أمنه الخاصة , وإدارة مدنية لتنظيم شؤون التعليم والمواصلات والبريد والطرق , وأسس عددا من المؤسسات النقابية والاجتماعية , والحزبية , والرياضية والثقافية والصحفية , خاصة في عدن التي بلغت مستوى من التطور الاقتصادي والتجاري والثقافي لم يدن?ْ منه غير?ا من مدن الجزيرة العربية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com