اراء وتحليلات

عند أقدام ست الحبايب

تغنى الشعراء بالمرأة : أما وحبيبة , وأختا , وفي العصور الأولى كانت رمزا للخصوبة والجمال لذا نظرت لها تلك الأقوام التي عاشت آنذاك بعين القداسة وهكذا كانت عشتار في الحضارة البابلية , و أفروديت في الحضارة اليونانية , من رموز الحب والجمال , حيث نسجت عليهما الأساطير , فالمرأة تظل ملهمة , في الحياة والفن والشعر , وفي عيد المرأة الذي يوافق الثامن من مارس من كل عام أستدعي دائما الأبيات الأولى من قصيدة طويلة قالها الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري عام 1963 عندما كان في براغ :
حييتـهـن بعيـدهنـه من بيضهن وسودهنه
وحمدت شعري ان يرو ح قلائـدا لعقودهنـه
نغــم القصـيد قبستـه من نغمـة لوليدهنـه
كم بسمة لي لم تكن لولا افترار نضيدهنه

واليوم بعد حوالي نصف قرن من كتابة الجواهري لتلك القصيدة , يمر عيد المرأة كأي يوم آخر , لا الشعراء يقولون مثلما قال الجواهري ولا المغنون يغنون لست الحبايب !
ولولا تهاني الفيسبوك ورسائل البريد الألكتروني وتغرودات التويتر وبعض وسائل الاعلام الأخرى لما عرفنا به !
بل حين عرفنا به , لم نقدم شيئا لأمهاتنا وزوجاتنا وأخواتنا ! وصارمن الطبيعي الا يخطر ببالنا أن يدعو أحدنا زوجته أو أخته أو أية انسانة قريبة منه الى مطعم للاحتفال بهذه المناسبة أو يهدي لها باقة زهور أو بطاقة تهنئة !
فالواضح إننا لا نولي اهتماما لهذه الأيام التي يحتفل بها في كل أنحاء العالم , ليس من باب الإقلال من قيمتها وإنما لأننا لم ندرك القيمة الرمزية لهذه المبادرات في مناسبة كهذه يحتفل بها العالم منذ عام 1977 عندما تبنت منظمة الأمم المتحدة تلك المناسبة عندما أصدرت المنظمة الدولية قرارا يدعو دول العالم إلى اعتماد أي يوم من السنة يختارونه للاحتفال بالمرأة فقررت غالبية الدول اختيار الثامن من مارس وهو اليوم الذي خرجت به النساء العاملات بنيويورك
في 1857 خرج آلاف النساء للاحتجاج للمطالبة بحقوقهن , وكما هو معلوم فأن أعيادنا بقيت محصورة في المناسبات الدينية , وأحيانا الوطنية, أما بقية الأعياد فإنها تمر مرور الكرام وإن احتفلنا , فاننا نحتفل بشكل فردي, أما احتفالاتنا الجماعية فاننا نوفرها للمناسبات التي ذكرت بينما الشعوب الأخرى تحتفل بهذه المناسبات كما نحتفل نحن في أعيادنا الدينية.
إذن لماذا لا نحتفل بعيد المرأة مثل شعوب العالم ? أليس تقدير أمهاتنا من الواجبات الدينية ?
ألم يضع الله الجنة تحت أقدامهن كما في الحديث الشريف?

وقد لفت نظري خبر مدعم بصور مؤثرة وصلني عبر البريد الألكتروني يقول أن الصينيين يحتفلون بعيد الأم عن طريق غسل أقدام أمهاتهم وتقام هذه التظاهرة , في الساحات العامة ويشير الخبر أن في احدى الساحات تجمع حوالي 4000 شخص من النساء والرجال يضعون أواني مليئة بالماء يغسلون بها أقدام أمهاتهم وأمهاتهن , وتؤكد الصور المرفقة بالخبر تأثير ذلك على الأمهات اللواتي كن يبكين تأثرا !!
حين رأيت في الصور مئات الامهات يجلسن وأبناؤهن وباتهن يغسلون او يغسلن ارجلهن وهن يبكين
كم تمنيت حين شاهدت تلك الصور أن تكون أمي على قيد الحياة لأغسل قدميها بدموعي .

razaq61@yahoo.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com