كتابات

نجاح حكومة الوفاق يبدأ من غرف الساسة !!

حين يتعلق الأمر بحكومة الوفاق الوطني لايجب أن نضع التفاؤل في المقدمة دوما?ٍ لسبب بسيط أن تجارب الائتلاف السابقة لم تكن ناجحة في عملها بل ربما كانت هي أول من أسس مداميك الفساد الذي ظهر في الترهل والتضخم الوظيفي والانشغال بالتقاسم والمحاصصة بدلا?ٍ عن بناء الدولة .

لكن في المقابل فإن تشكيل حكومة الوفاق الوطني كان بحد ذاته تطورا?ٍ إيجابيا?ٍ في مسار أزمة كادت رياحها أن تقتلع أشرعة سفينة اليمن وتغرقه في مجهول لولا عناية الله والحكمة التي تأخر اللجوء إليها كثيرا?ٍ.. ومساندة الأشقاء والأصدقاء.

ولأنه التوافق فلندع الشخصنة جانبا?ٍ ونرمي بالكرة صوب مرمى المتوافقين ..حيث يجب -والحديث عن حكومة التوافق – أن نيمم وجوهنا صوب الأحزاب والقوى السياسية التي شكلت هذه الحكومة قبل سبر أغوار كفاءة ومهنية وقدرات شخوص الحكومة .

وببساطة شديدة فمهما كان أعضاء حكومة الوفاق يملكون القدرات للعمل في محيط مليئ بالعثرات إلا أن وفاق وتوافق واتفاق الأحزاب التي ينتمون إليها ستظل هي الرافعة التي تحرك عمل الحكومة? ولذلك كان نائب رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي دقيقا?ٍ وهو يخاطب أعضاء حكومة باسندوة الوفاقية حين قال لهم (أنتم لا تمثلون أحزابكم فحسب? وإنما تمثلون الملايين من أبناء اليمن? كل اليمن).

إذا?ٍ يجب أن نكون أكثر دقة ونقول إن المحك سيكون هو الوفاق الحزبي والسياسي قبل حكومة الوفاق التي لن تتمكن من العمل وإنجاح المسئولية الملقاة على عاتقها إلا في حالتين فقط لاثالث لهما:

إما أن تترك الأحزاب التي شكلت هذه الحكومة الأخيرة تعمل بعيدا?ٍ عن خلافاتهم وهذا أمر عسير نوعا?ٍ ما لاسيما حين نجد أن عددا من أعضائها هم قيادات في أعلى الهرم التنظيمي لتلك الأحزاب (أمناء مساعدون)? أو أن يكون الاتفاق والتوافق الحزبي سابقا?ٍ?ِ للتوافق الحكومي وهذا الأمر الأخير هو الأنجح.

قد يرى البعض أن قولا?ٍ كهذا يعني إعفاء الحكومة من مهامها ومسئولياتها لكن ذلك غير صحيح فالتوافق السياسي هو المدماك لنجاح الحكومة لأسباب كثيرة ..فلا يمكن أن تحدث الحكومة وفاقا?ٍ في الحصبة او الدائري أو الستين أو السبعين أو نهم وأرحب وتعز دون أن تكون الأحزاب هي من تصنع هذا الوفاق .

ولكي يتحقق الوفاق السياسي لابد أن نزيل مشاحنات ومكائد ومهاترات وتراشقا وخطابا إعلاميا وسياسيا (نذق) إلى عقولنا وقلوبنا بكل ألفاظ وعبارات ومفاهيم العداء والتمترس والإقصاء والاجتثاث? لكن أن يستمر هذا الخطاب مرافقا?ٍ لحكومة الوفاق فلا اعتقد إلا أنه سيحول الأمر من وفاق وطني إلى شقاق وطني لا تحمد عقباه.

أما كيف سيتحقق هذا الوفاق الذي نرجوه ونأمله فذلك بإدراك وقناعة أطراف العملية السياسية بأن الأشهر العشرة الماضية أثبتت للجميع أن لا أحد يلغي أحدا?ٍ في اليمن –حد تعبير احد الكتاب العرب – لاطرف يستطيع أن يقصي الآخر أو يلغيه ولأن مخاطر الإقصاء كانت سلبية على اليمن كله حين أخذت نشوة الانتصار في حرب صيف 94م الشريكين (المؤتمر والإصلاح) فأوغلا في إقصاء الاشتراكي وكانت النتيجة كارثية بكل المقاييس حتى وصلت إلى أن تهدد الوحدة الوطنية .

على الأحزاب أن تقتنع أن تكرار ذات الدرس لن يكون كارثة فحسب بل سيكون مدمرا?ٍ بكل المقاييس ولا حل أمامها سوى القبول بالتعايش وبوطن يتسع للجميع ويشارك في بنائه الجميع? وتعم خيراته الجميع? ما عدا ذلك فستكون حكومة الوفاق بداية لأزمة جديدة لانتمناها.

لا وفاق إذا ظلت الأطراف السياسية مشدودة إلى الماضي ولو كان ذلك الماضي أمس وليس سنوات… النظر إلى المستقبل وركل تداعيات الماضي وحده كفيل بتحقيق الوفاق السياسي الذي سيكون المدماك لنجاح حكومة الوفاق الوطني .

* رئيس تحرير موقع “المؤتمر نت”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com