كتابات

لماذا إستهداف السفير الروسي بتركيا ؟

بقلم / فهمي اليوسفي

لاشك بأن الدور الروسي المساند للنظام السوري بتطهير سوريا من الدواعش والتصدى للصلف الغربي والخليجي على كافة الاصعدة أصبح مزعجا للغرب وبعض الأنظمة الخليجية خصوصا بعد أن تم تحرير حلب وبعد أن إستنفذت دول الغرب والخليج كل الوسائل لإجهاض الدور الروسي بسوريا .

التعاون المشترك بين سوريا وروسيا هو لطمة للنيتو بين العيون ولطمتين للخليجيات وكللت بانتصار الإرادة السورية الرافضة للدواعش المسنودين غربيا وخليجيا.

تطهير حلب من آفة الارهاب التي تحمل أكثر من اسم

واكثر من شعار

وذات الوان متعددة .

تعد هزيمة بحد ذاتها لإسرائيل مع أمريكا وأخواتها الاوربيات
والسعودية وشقيقتها الخليجيات .

الانتصار للجيش السوري في حلب المسنود بالدور الروسي
هو فشلا للنيتو من نقل مشروع شرق اوسط جديد بالمنطقة الي حيز الوجود ومقدمة لفشله في المناطق الملتهبة ( سوريا .. اليمن .. العراق …ليبيا .. )

مع أن القوى المضادة للنظام السوري دوليا وإقليميا قد حققت نجاحا بتدمير البنية التحتية بسوريا أو اليمن وليبيا لكنها لم تستطيع تدمير إرادة السورين الذين يقفون منذ هبوب الربيع العبري ضد الدواعش ومن يقف خلف التيارات التكفيرية .

الانتصار بحلب هو نكسة وخسارة كبرى للسعودية وقطر والإمارات لأن هذه الخليجيات قد التزمت لدول الغرب بتحقيق اطماعه بالمنطقة العربية بتدمير العديد من دول الربيع العربي
( سوريا واليمن وليبيا واستكمال تدمير العراق

مقابل تحنيط وتجديد العقود لأنظمة الخليجيات ل 200 عام قادمة..
.
الفشل يعني أن تتحمل المربعات الخليجية تبعاته وهذا مازاد من هستيريا سعود والإمارات وقطر بإستاجار جزر بارتيريا وجبوتي وتحرشات مع مصر ..

هذه الدول التي تقف ضد النظام السوري أيقنت بأن الدب الروسي لايعرف المزاح فربما كان ذلك دافعا لتركيا تستبدل الية اللعبة مع روسيا كجزء من الخداع ولم تقطع علاقتها مع الخليج والغرب .

لكن من المسلمات بأن الدور التركي هو شريك أساسي بتدمير سوريا من الماضي للحاضر ولديها اطماع بالمنطقة كبقية الغربيات ولم يعد خافيا بأنها
مثلت الحاضن الأساسي لاستقدام الدواعش والزج بهم لسوريا طيلة الخمس السنوات المنصرمة ..

تحرير حلب جعل الغربيات تتحرك امميا لإجهاض دور بوتن والهادف الي تحصين الدواعش ممن تجرعوا الضربات البوتينية. بحلب وغير حلب علي مستوى الساحة السورية
الامر الذي دفع فرنسا وبريطانيا تدعوا لجلسة طارئة لمجلس الأمن . تحاول من خلاله تشويه الموقف الإنساني والمشرف لموسكو تجاه سوريا وتعتم على الدواعش وكأن ذلك يوحى بمشروع يعد ويحضر له من قبل الغربيات والخليجيات يستهدف الدور الروسي بسوريا ويستكل برنامج عزله باليمن وغيرها …

هذا الانتصار بحلب ربما جعل كيري يتحرك للرياض تحت مبرر تسوية الوضع باليمن ..بينما من المحتمل جزء من اهدافه الغامضة توجيه لطمة للنظام السوري ولا نستبعد زيارته المتزامنة للرياض مع استهداف سفير موسكو لها علاقة بهندسة الجريمة ..

هذا الاستهداف للسفير الروسي يضع العديد من علامات الاستفهام ويطرح العديد من الأسئلة بحثا عن إجابات منطقية ؟

هل إغتيال السفير جزء من أهدافه.

:: إجهاض الزيارة التي قام بها وفد انصار الله لموسكو لكي يجعل الروس مشغولين بقضية الاستهداف للسفير ؟
أم لإيقاف أي دور روسي بمواصلة المشوار من إستكمال مساندة الجيش السوري بتطهير ماتبقى من دواعش بسوريا ؟

أو أن ذلك وسيلتا لتعطيل إجتماع بعض وزراء خارجيات روسيا .. إيران ..تركيا …. بموسكو .؟

هل استهداف السفير هو أول رسالة مشتركة من الباطن لروسيا من قبل الغرب برمته والخليج مع ماتم الإشارة إليه سلفا هدفها توجيه ضربات عسكرية للنظام السوري والروس بشكل مباغت واتخاذ جلسات مجلس الامن مبررا لاي ضربات مباغتة طالما وهناك نشاط خليجي وغربي في البحر الأحمر والعربي وبالذات مضيق باب المندب خصوصا بعد أن استاجرت الإمارات قاعدة عسكرية من إريتريا وال سعود من جبوتي وتنامي التفجيرات الانتحارية بعدن والاستمرار بقصف دول التحالف لليمن .وأزياد الضغوطات الخليجية والغربية علي مصر …؟

لكن الغوص بعمق لترجمة استهداف السفير الروسي امرا بالغ الاهمية
مع ان وجهة نظر الكثير يعتبرون ان التبريرات الاردغانية عن استهداف السفير لايعفيها من المسؤولية حتى وإن حاولت إتقان وإخراج التبريرات بطريقة فنية وسياسية تارتا بإتهام خصوم اردغان لكنها تظل السلطات الاردغانية محل إتهام لكونها صاحبة سوابق ضد الروس وإسقاط الطائرة الروسية خير دليل
ولازالت متورطة حتى النخاع باستهداف سوريا ورعاية الدواعش علي إعتبار أنها تمثل الحاضن لكم هائل من الدواعش وترانزيت للمجاميع الداعشية يكفي فقط أن نأخذ عينة من دواعش اليمن ممن هم قابعين لديها من الأحمر وووو الخ
فضلا علي أن جزء من إقتصادها يقوم علي الاستثمارات الداعشية وبالتالي لاتستطيع التخلي عن المشاريع التكفيرية بكل مشتقاتها لهذه الأسباب .

التبريرات التركية للجريمة
ليست منطقية وتصفية منفذ الجريمة يعني طمس معالم وبصمات مسرح الجريمة وكيل الاتهام لجماعة زعطان ومعطان خصوم أو نفساء أوردغان يعني رمي التهمة علي مجهول

بل يقاس بأن تركيا تسعى بشكل غير مباشر لإقحام الروس بتصفية حسابات أردوغان أي مع تلك الجماعات المضادة لنظامه من نفس النسيج التركي مع ان النظام بانقرة مساندا للإرهاب مهما تظاهر انه ضد الإرهاب ولو كان فعلا ضد الإرهاب لقطع الإمداد والتمويل للدواعش بسوريا ولا يذهب لنقل بعضهم الي جنوب اليمن ..

على هذا الأساس فإن تركيا مع بقية الغربيات والخليجيات من المحتمل أن تكون هذه الدول شركاء بهندسة الاستهداف لسفير روسيا وقد تتضح ان لها بصمات مشتركة بمسرح الجريمة ..
..
مع انني إعتبر ارتكاب هذه الجريمة هو استهداف للسلوك الدبلوماسي وغطاء علي المشاريع الخطيرة التي ينفذها الغرب والخليج من تحت الطاولة في المنطقة الشرق اوسطية ولنفس الاهداف المذكورة آنفا. ….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com