حكومة الوفاق.. وتحصين الاتفاق..!!
تدريجيا?ٍ تنزاح غمة اليمنيين مع التقدم الحثيث للعملية السياسية بين أطرافها »المؤتمر والمشترك« وتتصاعد حالة التفاؤل.. لكنها حالة مشوبة ببعض التوجسات والمخاوف من حدوث أية انتكاسة للمبادرة الخليجية أو فشل المساعي الدولية والاقليمية بعودة الممارسات والوسائل الدنيئة والمحنطة عبر إثارة العنف والفوضى وزعزعة الامن وبوادر الاستقرار التي أضفتها الجهود الدبلوماسية الاوروبية والخليجية والنوايا الصادقة والحسنة التي هيأتها تنازلات المؤتمر الشعبي العام وحلفائه ممثلة بالقيادة السياسية لفخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية.
ولاشك أن حدوث تلك الانتكاسة – لا قدر الله – سيعيد اليمن واليمنيين الى نقطة الصفر والبداية وسيهوي بها الى مجاهل الردى والعنف والقتل والاقتتال اللامحدود واللامنتهي.. لذلك فإن انحياز حكومة الوفاق الوطني للشعب والوطن هو الرهان الذي بات ملايين اليمنيين يراهنون عليها في إخراجهم من الأزمة.
إذا?ٍ فهذه الحكومة ومنذ لحظة أدائها اليمين الدستورية صارت معنية تماما?ٍ بالوقوف بمسؤولية أمام كل عناصر ومسببات الازمة وتفكيكها ومعالجتها بوضع الحلول العملية الناجعة لكل مشكلة وتحد?ُ? وما أكثرها أمام حكومة الوفاق كونها اليوم- كما أكد الاخ عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية- هي وسيلتنا في العبور من حالة الفوضى والاضطرابات التي اكتنفها الكثير من المآسي والاحزان والتي حان الوقت لتجاوزها للانتقال الى حالة الامن والاستقرار وإعادة عجلة النمو والتنمية ومواصلة مراحل استكمال بناء الدولة المدنية الحديثة.
ومن ذلك نؤكد أو نرى أن النجاح المنتظر لحكومة الوفاق والاتفاق تحصين المبادرة الخليجية عبر الالتزام بما فيها حرفيا?ٍ? فضلا?ٍ عن ايجاد حالة من التسامح والتصالح القائمة على إغلاق ملفات الماضي وصفحاته المأساوية والمؤلمة وان تنشغل بالحاضر والمستقبل بعيدا?ٍ عن الخصومات والثارات والأحقاد التي ألحقت أضرارا?ٍ بالغة بالوطن والمواطن ودمرت مكاسبه السياسية والاقتصادية والديمقراطية.. والتي بإمكانها أن تتوغل كثيرا?ٍ وعميقا?ٍ لنقل الحالة »الصومالية« إلى بلاد الحكمة والإيمان.