كتابات

لهذه الأسباب لا أفضل اليوم رؤية علم الجنوب جوار محافظ عدن الجديد !

بقلم / ماجد الداعري

أصرار المحيطين بمحافظ عدن الجديد عيدروس الزبيدي على وضع علم دولة جنوب اليمن- السابقة والمنشودة اليوم جنوبيا -الى جواره عند كل ظهور إعلامي مراهقة سياسية مستفزة تضر مشروع الاستقلال الجنوبي في الوقت الراهن اكثر مما تفيدة وذلك وفقا لعدة اسباب يمكن تلخيص ابزها في مايلي:
اولا.. أن تلك الشطحات الجنوبية المبكرة والغير مدروسة لاتتناسب إطلاقا مع حجم المسؤولية والتحديات الوطنية الجسيمة الملقاة على عاتق ابن الضالع و الفدائي المقدام من أجل الجنوب واستقراره وتأمين عاصمته السياسية والتاريخية عدن.
وثانياً .. لانها لاتعدو عن كونها مراهقات سياسية مبكرة لاتتوافق مع طبيعة المهام المصيرية الكبيرة المعلقة اليوم داخليا وخارجيا على عاتق الرجل ولاتراعي مقتضيات المرحلة الخطيرة للغاية او تتوافق بتاتا مع اليمين الدستوريةولاتخدم التوجهات السياسة لشرعية نظام الرئيس الذي عينه بالمنصب.
ثالثاً..تصرفات مزعجة للعالم في الوقت الراهن وتبعث برسائل جنوبية مستفزة للاقليم ودول التحالف على وجه الخصوص في الوقت الذي مايزال فيه الجنوبيين بأمس الحاجة إلى دورهم التنموي واستكمال دعمهم ومواقفهم الضرورية لاستعادة كيان الدولة ومواجهة جماعات الموت التي جعلت من الجنوب أوكارا لمخططاتها الإجرامية البشعة.
ورابعا..لايمكن لرقعة قماش تقاس بسانتمترات أن تعيد دولة مستقلة من العدم الوجودي على الارض او يمكن لعاقل حتى التصور والاعتقاد أن من يرفع اليوم علم دولة -مهما كان منصبه ومكانته- سيتمكن من استعادتها في ظل معارضة النظام الحاكم ببلده ورفض دول العالم والاقليم بمافيها تلك التي قاتلت وتقاتل بجنودها وقواتها وطيرانها وتزج بكل قواها المادية والعسكرية والدبلوماسية تحت ذريعة استعادة شرعية رئيس عينه محافظا للعمل على الحفاظ على أمن واستقرار ووحدة اليمن برمتها وليس الوحدة الجنوبية كما يحلوا للبعض تبرير فسم المحافظ الزبيدي أمام الرئيس هادي أمس.
خامساً ..استعادة الدولة الجنوبية المستقلة وعاصمتها عدن مشروع سياسي يمثل اليوم إجماعا غير مسبوق بالشارع الجنوبي ولايختلف عليه جنوبيان ولكنه لن يتأتى إلا بوحدة جنوبية جامعة وعمل سياسي منظم ومدروس تتكاتف فيه الجهود مت التضحيات لخلق أرضية دولة آمنة يحكمها الجنوبيين بكل اقتدار وبروح النظام والأمن والاستقرار ووفقا للدستور والقانون وليس برفع علم او ترديد شعارات أو هتافات من تلك التي بحت حناجرنا ونحن نصرخ ونغني ونبكي ونصلي ونتقرب بها زلفا إلى العالم من منتصف تسعينيات القرن المنصرم لمنحنا حقنا المشروع في استعادة دولتنا الجنوبية من براثن وويلات نظام رجعي متخلف حولنا إلى غنيمة وفيد لزعاماته باسم الوحدة وامتثالا لقوله تعالى ‘واعتصموا بحبل الله جميعا…’وغيرها من الذرائع الوهمية التي لاتستقيم ابدا مع عدالة الإسلام وقيم وممارسات الدين الإسلامي الذي قاتلونا تحت رأيته بالأمس كاشتراكيين وماركسيين انفصاليين كفارا بالله ورسوله ويمكنهم اليوم ان يعيدون الكرة بطرق تدميرية أخرى للجنوب وعبر وكلاء من ذات الماركات الدينية المسجلة لديهم وبذات الذرائع الدينية الانفصالية الوهمية طالما ومسؤول جنوبي بحجم محافظ عدن يعلن ذلك رسميا ويظهر وعلم الجنوب إلى جواره في حين أننا حقيقة على الأرض لم نستطع أن نأمن ارواحنا بالجنوب من عناصر الموت والإجرام التي تغتال وتقتل وتسغك الدماء كل يوم ولم نقوى على تأمين حتى محافظ عاصمة الدولة اليمنية المؤقتة والعاصمة الجنوبية التاريخية المنشودة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com