اراء وتحليلات

انا الشعب

صوت : ” الطلح” للمليشيات المسلحة *

إلى : النخب والقوى المدنية من كتاب وصحفيين ? وناشطين ? وفنانين ? وقضاة وأساتذة جامعة في الفلسفة والقانون ..الخ .

أتعرفون أيتها النخب ماذا فعل الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو ..أهم فلاسفة القرن العشرين ? ? لقد وقع في فخ مناصرة الثورة الخومينية.. لكنه شعر بأنه أرتكب خطـأ فادحا?ٍ ? فكيف يناصر ثورة دينية قمعية تغتال الشعب ? ويقال أنه لم يخرج من شقته الباريسية لفترة من الزمن خجلا?ٍ مما فعل ? بل وحتى لا يراه الناس فيسألونه عن هذه السقطة ? إذ كيف يمكن أن يتحمس لثورة يقودها رجال الدين الظلاميون ?..

**

الإرهاب الإسلاموي ? منظومة متكاملة ? لا تتجزأ ? وقاعدته “أنصر أخاك ظالما?ٍ أو مظلوما?ٍ ” عصبيات تتخم ذاكرتنا ? ويراد لها أن تكون دستور حياتنا كخاصية تمتاز بها بلد الإيمان والحكمة في السلم والحرب !!

فمن نطق في جمعة الكرامة 2011 في شارع الستين ? ” باب الجنة مفتوح في جولة القادسية ” ? وبه سقط عشرات الضحايا هو نفسه الذي ينطقها اليوم ? أن ” باب الجنة مفتوح ايضا?ٍ في ص?ْباحة وشارع المطار ? وكل صنعاء واليمن “? ليخنقنا ? ويفجرنا باستلذاذ صرخات الموت واللعن الفاشية .

لا فرق ? إنه منطق الفاشيات فالفكر الظلامي اللاهوتي المسلح واحد ? أيا?ٍ كان ? ومن أي مذهب ينحدر ? جميعهم ينطقون بالحق ? والثورة ? والشعب .. جميعهم “سلمية” 100% ? يتأبطونها كما يتأبط “سوق الطلح ” لأسلحة الفناء ? والإفناء المضاد ?” سلمية ” يعتلفونها كما القات ? ليخلثونها بعد انتهاء مهمتها في أقرب “متفل ” ثوري مسلح .

مغناطيس الجماعات الإرهابية المسلحة والتي عجت بها ساحات اليمن منذ 2011 ? حتى يومنا : الحشود هي الرأسمال الوحيد الرابح والمزدهر في بلادنا .. بإمكان أي كائن كاريزمي محارب “مصروع ذهنيا?ٍ ” خارج القانون وقيم الحياة ” القائد الضرورة ” الشغال على أمية الشعب ? وفقره ? وعزلته عن العالم ? أن يصنع من هذه الحشود قنابل موقوتة قابلة للانفجار في أي وقت ومكان يريد القائد ” الذي منحه الحشد الفقير من كل شيء إلا من العنف الغرائزي المفخخ بالدين المسلح ? وفرز : ” من معنا ? ومن ضدنا ” والأخيرة تحيلك إلى كائن متهم : ثورة مضادة ? ضد الشعب ? ومع الجرعة ? وضد الحوار .. الخ ? وقد تقيم عليك الحد بضمير مطمئن ..

***

يقنعونك ? كتبة التاريخ وحماة المليشيات و”شقاتهم” ? أن هذه المليشيات سلمية 100% ? لكنها أجبرت على التخلي عن سلميتها فتعسكرت وتخندقت بهدف حماية الثورة / الشعب / المعتصمين والدفاع عنهم.. المحزن في أمر هذه النخب التابعة أحيانا?ٍ بغرائز مسقط الراس ” القبيلة ? أو الولاءات ? ثم الإنتهازية السياسية ? ثم مؤسسة المقيل المضادة لحرية الرأي الفردي ? والمتساوقة مع الحشد والقائد الضرورة ” ? تشارك بفنية عالية في صناعة الضجيج والغوغاء حد الهذيان الممجوج ? بل وتمنح أختام القداسة الشرعية الثورية المسلحة : ضمير الأمة ? الولي الصادق الأمين ? نصير الحق والنزاهة ? ولا ينطق عن الهوى ..الخ .

وإلا ? ما الداعي ? أن تجمل – النخب- المليشيات وتحولها إلى حمائم سلام ? ومحررة للشعوب ? والجرع ? وحامية الأمن ? والسلم الأهلي ? ثم توزيع صكوك الشهادة ومفاتيح الجنة .. كما حدث في انشقاقات الجيش وتجنيد الأطفال – ليس في ستينات القرن الماضي وعهد الثورتين – بل ? منذ 2011 ? وحتى 2014 ? كيف جرمت هذه النخب تلك الإنشقاقات التي أودت بأبناء القوات المسلحة ? والكثير من اليمنيين إلى الموت عبر مجازر بشعة يندى لها جبين الإنسانية ? وكيف هم اليوم يناصرون أولئك الملتحقين بمليشيات “المسيرة القرآنية ” ? بقولهم ” خرجهم الجووووع ” ? خرجتهم ” الثورة ? والحرية والعدالة الاجتماعية ? خرجتهم غزة ? وبورما ? وجزر الكناري ..الخ ” !! ? نخبنا لم تتعظ من كوارث التاريخ البعيد ? بل ولا حتى من التاريخ القريب 2011? وسيناريوهات الكوارث لمليشيات اليمن وليبيا والعراق وسوريا التي تنتهك وتغتال كل حياة الشعوب العربية .. لا نغالي إذا ما قلنا من أن منطق المليشيات واحد ? وجد الإرهاب والدواعش واحد ? لا فرق بين “أنصار الله” في “ص?ْباحة 2014? عن “أنصار الله ” في “الستين” 2011 -اللهم ببعض التفاصيل فقط- مهما أقنعونا بحجج هذيانات “مقايل العصبيات ” الهاذية ? أن : “الوضع اليمني يختلف عن ليبيا والعراق وسوريا ? وبالتالي مليشيات القتل تختلف !! ? ولننظر فيما يخطه أحد القضاة لمليشيا الصرخة ? في صفحته الفيسبوكية ? كيف يحرض المعتصمين أن يقوموا بمحاصرة وزارة الداخلية ? والمواصلات ? والكهربا ء” !!

أيتها النخب :

من يقوم بخنق العاصمة بقبضة أمنية مسلحة ويزنجرها بالمليشيات القبائلية وبكل أنواع العتاد العسكري /الحربي ? الذي من المفترض أن يكون حكرا?ٍ على الدولة ? ثم يعلن النفير ? وبشعارات اللعن والموت ويستدعي كل يوم قبائله وأنصاره من أجل فرض مطلب عادل باسم الشعب : “اسقاط الحكومة والجرعة وتنفيذ مخرجات الحو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com